أعلن الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة أن هناك "نافذة ضيقة" تشكلّ فرصة لإنهاء القتال في إثيوبيا، في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة، من أن خطر اتساع الحرب الأهلية في البلاد أصبح "حقيقيا للغاية".

وقد أبلغ كلّ من مبعوث الاتحاد الإفريقي، الرئيس النيجيري السابق ألوسيجون أوباسانجو، ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو، مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة بوجود هذه الفرصة.

وفي تصريح من نيجيريا، قال أوباسانجو إنهم يأملون بحلول نهاية الأسبوع، أن يكون لديهم برنامج يوضح كيف يمكنهم تحقيق وصول المساعدات الغذائية وانسحاب القوات بشكل يرضي جميع الأطراف.

وأضاف: "كل هؤلاء القادة في أديس أبابا وفي الشمال، متفقون كلّ على حدة، على أن الخلافات بينهم سياسية، وتستوجب حلّاً من خلال الحوار".

وشدّد أمام المجلس الذي يتضمن 15 عضواً على أن نافذة اغتنام الفرصة "ضيقة جداً والوقت قصير".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين، إن واشنطن تعتقد أن هناك نافذة صغيرة للعمل مع الاتحاد الأفريقي في سبيل إحراز تقدم في إنهاء الصراع، بالتزامن مع عودة المبعوث الأمريكي إلى منطقة القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان إلى أديس أبابا.

وعقد الاتحاد الإفريقي الإثنين اجتماعاً مغلقاً لمناقشة الأزمة.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يعيش نحو 400 ألف من سكان شمال تيغراي، في ظروف شبيهة بالمجاعة بعد مرور عام على اندلاع الحرب.

وبدأ الصراع في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عندما قامت قوات موالية لجبهة تحرير شعب تيغراي بالاستيلاء على قواعد عسكرية في تيغراي.

وردّ رئيس الوزرء آبي أحمد بإرسال المزيد من القوات إلى المنطقة الشمالية.

وتسببت الحرب بمقتل الآلاف، وبنزوح أكثر من مليوني شخص من منازلهم.

وقال سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة تاي أتسكي سيلاسي أمدي لمجلس الأمن الدولي: "طريقنا إلى الحوار والحل السياسي لن يكون مباشرًا أو سهلًا".

وأضاف "نركز في الوقت الحالي على كبح جبهة تحرير تيغراي وعلى عمليات الإنقاذ والوصول إلى مواطنينا الذين يعانون بشدة".

واشتدت حدة المعارك في الأسابيع الأخيرة وسط تهديد قوات تيغراي وحلفائها بالتقدم نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بينما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ لستة أشهر.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ، ليندا توماس غرينفيلد، أمام مجلس الأمن: "حان الوقت لإلقاء أسلحتكم". وشددت على أن إيذاء النساء والأطفال يجب أن يتوقف.

وهيمنت جبهة تحرير تيغراي على السياسات المحلية ما يقارب ثلاثة عقود. لكنها فقدت السيطرة مع تولي آبي أحمد رئاسة الحكومة عام 2018.

واتهمت جبهة تحرير تيغراي آبي أحمد، بتحقيق مركزية السلطة لحساب دول أخرى المنطقة. لكن الأخير ينفي ذلك.

وأبلغ أوباسانجو المجلس أنه التقى بآبي، وسافر إلى ميكيلي يوم الأحد للقاء قادة جبهة تحرير تيغراي. ويعتزم السفر إلى منطقتي أمهرة وأفار يوم الثلاثاء حيث انتشر الصراع من تيغراي المجاورة.

أما ديكارلو فقالت إن الصراع وصل إلى "أبعاد كارثية"، وإن خطاب الكراهية واستهداف الجماعات العرقية "تصاعد بمعدل ينذر بالخطر".

وأوضحت ديكارلو أمام مجلس الأمن قائلة " المؤكد هو أن خطر انزلاق إثيوبيا في حرب أهلية آخذة في الاتساع، حقيقي للغاية".

وكان مجلس الأمن قد دعا يوم الجمعة إلى إنهاء القتال في إثيوبيا، وإلى إجراء محادثات بشأن وقف دائم لإطلاق النار.