موسكو: يعقد الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين اجتماعًا عبر الفيديو الثلاثاء، في خضم توتر متصاعد بين موسكو والغرب على خلفية اتهام الأميركيين روسيا بالتحضير لاجتياح وشيك لأوكرانيا.

وأكّد البيت الأبيض السبت أنّ المحادثات عبر الفيديو ستعقد الثلاثاء، وأوضح أنّ الرئيسين سيبحثان في عدد من المسائل في اتصال عبر الفيديو.

وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية جين ساكي إنّ "الرئيس بايدن سيشدّد على هواجس الولايات المتحدة المتعلّقة بالأنشطة العسكرية الروسية عند الحدود مع أوكرانيا وسيجدّد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

وكان المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد أعلن أن المحادثات ستعقد عبر الفيديو مساء الثلاثاء بتوقيت موسكو، على أن "يحدّد الرئيسان المدة التي ستستغرقها"، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.

ويأتي الإعلان عن هذا الاجتماع في غمرة توتّر بين روسيا والدول الغربية حول أوكرانيا.

وتتّهم واشنطن وكييف موسكو بالتخطيط لغزو أوكرانيا بعدما حشدت قواتها عند الحدود الأوكرانية.

ونفت موسكو مرارًا أي نوايا عدوانية إزاء كييف متّهمة الدول الغربية بتكثيف "استفزازاتها"، وخصوصًا عبر إجراء تدريبات عسكرية في البحر الأسود.

طائرة تجسّس

وفي خضم التوتّر المتصاعد، أفادت السلطات الروسية الأحد بأنّ طائرة ركاب روسية أُرغمت على تغيير مسارها لتجنّب طائرة تجسّس تابعة لحلف شمال الأطلسي كانت تعبر مسار رحلتها المقرّر فوق البحر الأسود.

وكانت هيئة النقل الجوي الفدرالية الروسية قد أعلنت السبت، وفق ما نقلت عنها وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية، أنّ طائرة التجسّس "انخفضت بشكل سريع" وعبرت المسار المقرّر لطائرة إيرباص التابعة لشركة "إيروفلوت" التي كانت متّجهة من تل أبيب إلى موسكو وعلى متنها 142 شخصًا.

وقالت الهيئة "تمّ تعديل اتّجاه الطائرة التجارية وارتفاعها فورًا"، مضيفةً أنّ طاقم طائرة التجسّس لم يردّ على رسائل المراقبين الجويين.

والجمعة، أكّد بايدن أنّه على "اتصال دائم" مع حلفاء الولايات المتحدة والأوكرانيين، وقال في البيت الأبيض "إنني أعد ما سيصبح، على ما أعتقد مجموعة مبادرات ستكون الأكمل والأفضل ليصبح من الصعب جدًّا جدًّا على بوتين أن يفعل ما يخشى الناس أنه يفعله".

مخاطر الغزو الروسي

والسبت أكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ واشنطن تأخذ على محمل الجد مخاطر الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا، وذلك في تصريحات أدلى بها إثر خطاب ألقاه في كاليفورنيا.

وقال أوستن ردًّا على سؤال حول مدى قلقه "لقد غزوا في السابق".

وتابع "بالنظر إلى عديد القوات المنتشرة في المنطقة الحدودية" وإلى بعض ما يرد في الإعلام وبعض ما يحصل "في المجال السيبراني"، فإنّ "هذه الأمور تزيد من هواجسنا".

وضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في العام 2014، وهي تدعم مذّاك انفصاليين في الشرق الأوكراني موالين لموسكو في نزاع أوقع أكثر من 13 ألف قتيل.

وتطالب موسكو بـ"ضمانات أمنية" وخصوصًا عدم مواصلة حلف شمال الأطلسي التوسع شرقًا خصوصًا عبر انضمام أوكرانيا إليه.

لكن كييف ترفض رفضاً قاطعاً التخلّي عن مشروع انضمامها إلى الحلف المطروح رسميّاً على الطاولة منذ 2008 لكنّه بقي حبرًا على ورق.

وسيعني انضمام كييف إلى الحلف العسكري أن الدول الأخرى الأعضاء فيه وعلى رأسها الولايات المتحدة ستكون مطالبة بالتدخل عسكريًا للدفاع عن أوكرانيا حال وقوع عدوان.

ضمانات أمنية

والخميس أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بأنّ موسكو تحتاج إلى "ضمانات أمنية طويلة الأمد" عند حدودها من شأنها وقف توسّع حلف شمال الأطلسي نحو الشرق، بحسب موسكو.

وفي قمتهما التاريخية في 16 حزيران/يونيو، شدّد بايدن وبوتين اللذان يمتلك بلداهما أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، على ضرورة الحوار رغم نقاط الاختلاف الكثيرة. وأشارا إلى أنه حتى في ذروة الحرب الباردة، بقيت موسكو وواشنطن على تواصل لتجنّب اندلاع صراع.

وتراوح اتهامات واشنطن للكرملين بين تدبير هجمات الكترونية ضد كيانات أميركية في آخر استحقاقين انتخابيين للولايات المتحدة، وانتهاك حقوق الإنسان والعدوانية تجاه أوكرانيا وغيرها من الدول الأوروبية.