"إيلاف من بيروت: تابع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولته الخليجية. حيث وصل إلى أبوظبي ليبحث مع ولي عهد أبوظبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، الشراكة على طريق المستقبل، في لقاءٍ تناول مختلف جوانب التعاون الاستراتيجي بين البلدين.

وبعدما كان في مقدمة مستقبليه والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في العاصمة أبوظبي، قلّد ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن سلمان وسام زايد من الدرجة الأولى، نيابة عن رئيس دولة الإمارات. علماً أن هذا الوسام يُمنَح لأصحاب السمو والملوك والرؤساء وقادة الدول، تقديراً وتعبيراً عن الاعتزاز بعمق العلاقات الثنائية الراسخة وما يجمع البلدين من روابط تاريخية وطيدة.

في الاجتماع
وتطرق الجانبان إلى أهمية تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك، وعدد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، مؤكدين ضرورة العمل على ترسيخ أركان الاستقرار الإقليمي الذي يشكل القاعدة الرئيسية المشتركة للتنمية والبناء والتقدم. كما تطرقا إلى مختلف جوانب التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والذي يرتكز على مقومات راسخة من التفاهم والتعاون والعمل المشترك والمصالح المتبادلة.


ووفقاً لإحصاءات التجارة لعام 2020، تُعد السعودية الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات على مستوى الدول العربية، والثالث على المستوى العالمي.

وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الجانبين في النصف الأول من عام 2021 نحو 61.7 مليار درهم (16.7 مليار دولار) بنسبة نمو 32.5% مقارنةً بالنصف الأول من عام 2020، ما يعكس متانة وتنوع العلاقات التجارية ونموها بشكل مستمر. وتعد الإمارات أكبر شريك تجاري عربي للمملكة، والثالث عالمياً مع السعودية بعد الصين والولايات المتحدة الأميركية خلال عام 2020.

وبحسب معلومات رسمية، يمتلك ويسهم اليوم أكثر من 11 ألف سعودي في رخصة اقتصادية في الإمارات حتى سبتمبر (أيلول) 2021، وفي المقابل تستثمر أكثر من 140 شركة إماراتية في السعودية. ويشمل التعاون التجاري والاستثماري معظم القطاعات الحيوية ضمن اهتمامات البلدين، وتعد السعودية أكبر شريك استثماري للإمارات على المستوى الخليجي والعربي والإقليمي والخامس عالمياً.

هذا ووصل رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في الإمارات حتى مطلع العام الماضي 2020 نحو 5 مليارات دولار، بنمو بلغ 4% مقارنةً بعام 2019، وفي المقابل تأتي الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في السعودية برصيد تراكمي استثماري تجاوز حاجز 9 مليارات دولار.

في سلطنة عمان

وكان الأمير محمد بن سلمان قد اختتم، زيارة رسمية لسلطنة عمان استمرت يومين، عقد فيها جولة مباحثات رسمية مع السلطان هيثم بن طارق، في قصر العلم، تناولت استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين، كما بحث الجانبان أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، إضافة إلى مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

كما تُوجت زيارة ولي العهد السعودي لسلطنة عمان بالتوقيع على خمس مذكرات تفاهم في المجالين التجاري والإعلامي، من ضمنها مذكرتا تفاهم تتعلقان بتعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية، والتقييس والمواصفات والجودة والقياس والمعايرة والمختبرات.

هذا وكرَّم سلطان عمان ضيفه ولي العهد السعودي، بمناسبة زيارته التاريخية لمسقط، ومنحه وسام عُمان المدني من الدرجة الأولى اعتزازاً بالروابط الأخوية والعلاقات الممتازة والتعاون البناء، والذي يعدّ أحد أرفع الأوسمة العُمانية ويُمنح لملوك ورؤساء الدول وأولياء العهد ورؤساء الحكومات.