أمرت السلطات الصينية أكثر من 13 مليون شخص بالبقاء في منازلهم في مدينة شيان، شمال شرقي البلاد، بعد الكشف عن عشرات الإصابات بكوفيد فيها.

وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية صارمة تتبعها السلطات الصينية في مواجهة تفشّي كوفيد، وذلك قبل أسابيع معدودة من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الصين.

وكثّفت الصين جهودها على صعيد التصدي لكوفيد؛ إذْ تتأهب البلاد لاستقبال آلاف الرياضيين الدوليين للمشاركة في دولة الألعاب الأولمبية الشتوية بعد نحو شهر.

وتشترط العاصمة بكين على زائريها تقديم إفادات بالخلوّ من كوفيد، كما تفرض المدينة قيودًا على الرحلات من مدن أخرى.

وتشتهر مدينة شيان بمعالم سياحية، لا سيما تماثيل محاربي التيراكوتا الشهيرة المصنوعة من الفخار.

وبموجب حظر التجوال الجديد، لا يُسمح سوى لشخص واحد من كل أسرة في مدينة شيان بمغادرة المنزل لشراء الاحتياجات الضرورية.

ومن المقرر أن تنطلق دورة الألعاب الأولمبية مطلع شهر فبراير/شباط المقبل، مما يضع مزيدا من الضغوط على السلطات الصينية لاحتواء الفيروس في موجة التفشّي الراهنة.

وشددت السلطات القيود المفروضة على السفر، في ظل تفشّي عدوى كوفيد في عدد من المدن.

ووُضعت القيود الجديدة بعد تسجيل 52 إصابة جديدة الأربعاء، ليصل بذلك إجمالي عدد المصابين منذ التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى 143 حالة.

وقالت السلطات في مدينة شيان: "لا يجب مغادرة المدينة إلا لضرورة مثبَتة".

وصدرت الأوامر بعد يوم من شروع سلطات المدينة في إجراء فحوص على كل سُكّانها الذين يتجاوز تعدادهم 13 مليون نسمة.

عدد من الأشخاص يصطفون على مدرج أمام مبنى
Getty Images
السلطات في شيان شرعت في فحص سكان المدينة

وألغيت نسبة تزيد على 85 في المئة من الرحلات المتّجهة من وإلى مطار شيان الرئيسي.

وفي داخل المدينة، صدرت التعليمات بإغلاق كافة المنشآت التجارية والمرافق العامة "غير الحيوية"، فيما حثّت السلطات أرباب الأعمال على السماح للموظفين بالعمل من البيت.

"صفر كوفيد"

نجحت الصين، مهْد فيروس كورونا، في خفض أعداد الإصابات الجديدة بكوفيد بشكل كبير منذ منتصف العام الماضي.

وتبنّت السلطات استراتيجية "صفر-كوفيد" التي تشتمل على قيود مشدّدة للتنقل بين المقاطعات، وفرْض عمليات إغلاق محددة، وحجْر صحي مطوّل.

خارطة بمدن صينية بينها "شيان"
BBC

ويمكن في ظل هذه الاستراتيجية لحالة إصابة واحدة بكوفيد أن تقود إلى فرْضٍ سريع للقيود.

ولذلك، فإن السلطات في مدينة دونغ شينغ، جنوبي الصين أمرت، الثلاثاء، سُكانها البالغ تعدادهم نحو 200 ألف نسمة بعزْل أنفسهم في منازلهم، وذلك بعد الكشف عن إصابة واحدة بكوفيد.

ولا يعدّ كوفيد-19 هو الخطر الوحيد الذي يتهدّد مدينة شيان؛ فقد رصدت السلطات الصحية في المدينة على مدى الأسابيع الأخيرة عددا من حالات الإصابة بالحُمّى النزفية، وهي عدوى فيروسية قاتلة تنتقل عن طريق القوارض وتكون مصحوبة بنزف شديد.

وتحاول السلطات المحلية أن تبعث الطمأنينة بشأن الحمى النزفية، قائلة إنها شائعة في شمالي الصين، وتسْهل الوقاية منها عبر اللقاحات.