طهران: بدأت في طهران الثلاثاء محاكمة معارض إيراني-سويدي محتجز منذ أكثر من عام، بشبهات "الارهاب" و"الافساد في الأرض" وغيرها، وهي تهم قد تصل عقوبة الادانة بها الى الاعدام، وفق لقطات بثها التلفزيون الرسمي.

ومثل حبيب فرج الله شعب الملقب بحبيب أسيود، أمام المحكمة الثورية في طهران، وهو متّهم بتزعم "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" التي تنشط في محافظة خوزستان بجنوب غرب الجمهورية الإسلامية، وتعدها السلطات منظمة "إرهابية" وتحمّلها مسؤولية هجمات أبرزها تفجير أودى بنحو 30 شخصا.

فُقد أثر المتهم الذي كان مقيما في السويد، في تشرين الأول/أكتوبر 2020 بعدما توجه الى اسطنبول، قبل أن يظهر بعد نحو شهر محتجزا في إيران، وفق شريط بثه التلفزيون الرسمي في حينه.

واليوم، ظهر شعب في قاعة المحكمة مرتديا زيا مخصصا للسجناء باللونين الأزرق والكحلي، وهو يضع نظارتين وكمامة للوقاية من كوفيد-19، وفق لقطات مسجّلة من المحاكمة عرضتها قنوات التلفزة امتدت زهاء 50 دقيقة.

ويعدّ عرض تسجيلات من المحاكمات خطوة نادرة في إيران.

وجلس شعب على كرسي في القاعة، وحيدا في ركن المتهمين، بينما جلس خلفه رجال وسيدات قال القاضي إنهم عائلات ضحايا هجمات يتحمّل المتهم مسؤوليتها. وحمل هؤلاء الأشخاص صورا للضحايا.

وقال ممثل الاعداء "وفق التحقيق الذي أجرته وزارة الأمن (الاستخبارات)، واعترافات المشتبه به والقرائن المتوافرة، حبيب شعب متّهم بالافساد في الأرض من خلال تشكيل، إدارة، وتزعّم مجموعة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية وتدمير ممتلكات عامة".

وأضاف إن الحركة "نفّذت عمليات إرهابية مشينة، بما يشمل تفجيرات في منشآت حكومية، التجسس، السرقة بقوة السلاح" وغيرها، ما أدى الى مقتل وإصابة "74 مواطنا إيرانيا".

وعدّد ممثل الادعاء سلسلة عمليات قال إن المتهم والحركة يقفان خلفها، مشيرا الى أنه قام أيضا "بالتواصل" مع الاستخبارات السعودية، وعمل على "تفكيك" محافظة خوزستان بالتعاون مع قياديين آخرين للحركة موجودين في دول مثل السويد والدنمارك وهولندا.

وتعتبر محافظة خوزستان المطلة على الخليج والغنية بالنفط من المناطق القليلة في إيران التي تقطنها أقلية كبيرة من السكان العرب. وسبق لهؤلاء أن شكوا من تعرضهم للتهميش.

ورفع القاضي الجلسة الأولى اليوم، من دون تحديد موعد للثانية.

ازدواجية الجنسية

حصل شعب على الجنسية السويدية أثناء إقامته في المنفى في السويد. ونظرا لعدم اعتراف إيران بازدواجية الجنسية لمواطنيها، رُفض طلب ستوكهولم إتاحة التواصل القنصلي معه.

وأفادت وزارة الخارجية السويدية في بيان الثلاثاء أنها "على تواصل مع ممثلين لإيران. لقد طلبنا من إيران (إتاحة) التواصل القنصلي (مع شعب)، لكن لم نحصل على ذلك".

وأضافت أن طهران تعتبر شعب "مواطنا إيرانيا فقط ولذا فالقضية إيرانية داخلية فقط. نحن لا نتشارك وجهة النظر هذه مع إيران".

وبثّ التلفزيون الإيراني بعد شهر من فقدان أثر شعب في 2020 مقطع فيديو يُظهره وهو يدلي باعترافات منها العمل لصالح الاستخبارات السعودية، والمسؤولية عن هجوم استهدف عرضا عسكريا في 22 أيلول/سبتمبر 2018 في الأهواز، وأسفر عن سقوط نحو 30 قتيلا.

ومثل هذه الاعترافات المسجلة شائعة في إيران، لكنها تلقى إدانة من المنظمات الحقوقية التي تتهم السلطات الإيرانية بأنها تنتزعها تحت التعذيب.

في كانون الأول/ديسمبر 2020، أعلنت تركيا توقيف 11 شخصًا يشتبه في قيامهم بالتجسس وخطف معارض لصالح إيران.

ويعتقد أن المشتبه بهم خطفوا شعب في اسطنبول قبل نقله إلى منطقة فان على الحدود الإيرانية وتسليمه للجمهورية الإسلامية، بحسب الشرطة التركية.