سيدني: سببت أمطار غزيرة في مناطق في شرق استراليا السبت فيضانات عارمة بلغت مستويات غير مسبوقة وأوقعت ضحايا وغمرت منازل وجرفت سيارات.

وأعلنت الشرطة في ولاية كوينزلاد (شرق) العثور على جثة رجل يبلغ 37 عاما، لترتفع حصيلة ضحايا الفيضانات إلى خمسة أشخاص منذ مطلع الأسبوع. ولا يزال شخص في عداد المفقودين.

More rain is forecast as the weather system is moving more slowly than expected (AFP/Patrick HAMILTON)
لقطة من الفيضانات التي تضرب شرق أستراليا


طرقات مقطوعة

وأظهرت مشاهد نشرتها وسائل إعلام استرالية منازل غارقة في المياه وطرقا مقطوعة، ومساحات من الأراضي تحولت إلى بحيرات، فيما كانت قطعة كبيرة من رصيف اسمنتي تعوم في مياه نهر بريزبين الجارفة.

وجرفت المياه معها سيارة فريق يضم أربعة من عمال الطوارئ كانوا في طريقهم لإنقاذ عائلة من منزلها العائم، وفق منسق الاستجابة للكوراث في الولاية ستيف غولشوسكي.

وقال في مؤتمر صحافي إن "السيارة التي كانوا يتنقلون فيها جرفتها مياه الفيضانات"، موضحا أنه "تم إنقاذ ثلاثة من عناصرنا ولقي الرابع حتفه".

في مكان آخر عثر على جثة رجل ليلا.

وقال وزير الشرطة وحالات الطوارئ في الولاية مارك رايان إنه "في بعض الأجزاء الجنوبية الشرقية لكوينزلاند، ستكون أسوأ فيضانات في عقود". وأضاف أن "الأمطار لم تتوقف، بل تزداد غزارة في بعض الأماكن".

وتواجه غيمبي بولاية كوينزلاند "كمية كبيرة من المياه" مع ارتفاع منسوب نهر ماري ريفر، حسبما نقلت محطة إيه بي سي العامة عن رئيس بلدية هذه البلدة غلين هارتويغ.

وقال هارتويغ إنه في فندق رويال في البلدة "لا يمكن شرب البيرة من دون الغوص" في المياه، موضحا أن "مستوى المياه يصل إلى السقف في بعض الأماكن".

ارتفاع منسوب النهر

وقالت رئيسة حكومة كوينزلاند أناستاسيا بالازوك إن منسوب نهر ماري ريفر يمكن أن يرتفع إلى أكثر من 21 مترا في غيمبي. وذكر مكتب الأرصاد إن مستوى النهر قد يتخطى المستويات غير المسبوقة المسجلة في شباط/فبراير 1999.

وعلى سبيل الاحتراز ستقوم سلطات الولاية بإصدار تعليمات لإجلاء سكان، تطال خصوصا نحو 700 شخص في منطقة غيمبي وفق رئيسة الحكومة التي أكدت أنه "إذا لم نفعل ذلك الآن سيُعزل الأهالي وتتقطع بهم السبل".

وعبرت بالازوك عن الحزن لوفاة المتطوعة ميريل دراي البالغة 62 عاما والتي قضت "أثناء محاولتها إنقاذ الحي الذي تقيم فيه".

وتلقت أجهزة الطوارئ أكثر من 1800 اتصال طلبا للمساعدة خلال 24 ساعة في جنوب شرق كوينزلاند، وفق مسؤولين.

مستويات قياسية

وبلغ تساقط الأمطار في بعض أنحاء الولاية مستويات قياسية لم تسجل منذ عقود، بحسب خبير الأرصاد في كوينزلاند ديفيد غرانت.

وتوقع هطول المزيد من الأمطار الأحد إذ إن المنخفض الجوي يتحرك بوتيرة أبطأ من المتوقع.

وقال في مؤتمر صحافي "ستتزايد الآن مخاطر وقوع فيضانات مفاجئة تشكل خطرا على الأرواح، مع احتمال وقوع انزلاق للتربة في أماكن معينة".

واجتاحت الأمطار الغزيرة عاصمة الولاية بريزبين.

وقال غرانت "في الحقيقة بلغ منسوب الأمطار في يوم واحد ما يتساقط عادة في شهر كامل في بريزبن فقط".

وأجرت فرق الإغاثة 132 عملية انقاذ في مياه فيضانات جارفة خلال 24 ساعة، وفق مفوض الإطفاء وخدمات الطوارئ في كوينزلاند غريغ ليتش.

وقال ليتش إن "أحواضنا امتلأت. مستويات الأنهر ترتفع وحصلت فيضانات"، مؤكدا أنه "ليس الوقت المناسب للخروج في جنوب شرق كوينزلاند إن لم تكن هناك ضرورة لذلك".