إيلاف من لندن: رأت مصادر سياسية بريطانية إن نظام بوتين يحاول اختراق العقوبات التي تفرضها لندن على الدائرة المحيطة به بالترويج بأن لندن تعادي كل ما هو روسي.

وتناقلت وسائل إعلام روسية تقارير بأن رئيس الوزراء البريطاني يواجه تساؤلات بشان تعيين قطب الإعلام الروسي الأصل يفغيني ليبيديف العام 2020 عضوا مدى الحياة في مجلس اللوردات البريطاني.

وأثيرت التساؤلات على وقغ تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث كشفت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، يوم الأحد، أن أجهزة الاستخبارات الخارجية أعربت قبل عامين عن مخاوفها من تعيين من هذا القبيل لكن جونسون تجاهل تساؤلاتها.

يذكر أن لبيديف هو نجل الملياردير الروسي الكسندر ليبيديف الذي كان عميلا لجهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي) في لندن.

موقف الاستخبارات

كشفت صحيفة صنداي تايمز أن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجي MI6 في عام 2013، السير جون ساويرز، كان رفض مقابلة ليبيديف، لكن رئيس الوزراء بوريس جونسون نفى وجود مخاوف أمنية بشأن علاقته الطويلة مع اللورد ليبيديف.

وقال زعيم المعارضة العمالية البريطانية كير ستارمر، يوم الأحد، عبر قناة (سكاي نيوز) إنه "نظراً إلى المعلومات التي كُشفت اليوم، أعتقد أن على رئيس الوزراء الردّ على أسئلة خطرة: ماذا كان يعرف؟ وهل تجاوز التوصيات الأمنية؟".

علاقة صداقة

تربط رئيس الوزراء وليبيديف صداقة منذ أصبح جونسون رئيساً لبلدية لندن عام 2008. وتشمل التساؤلات حول علاقتهما خصوصاً مشاركة جونسون في أبريل/نيسان 2018 عندما كان وزيراً للخارجية، في حفلة في فيلا لليبيديف في إيطاليا بدون مرافقة أمنية.

وعلى هذا الصعيد، دافع وزير رفع التسويات والإسكان مايكل غوف عبر "سكاي نيوز" الأحد عن ليبيديف، فقال "لم يقل لي أحد في أي وقت إنه من غير المناسب مقابلته أو التحدث إليه".

وأكد الوزير أن ليبيديف "كان واضحاً جداً في صفحات The Evening Standard، الصحيفة اللندنية التي يملكها، أنه يعارض تماماً النزاع" في أوكرانيا.

وقال غوف: يبدو أن استراتيجيو بوتين هي إقناع الجميع بأن بريطانيا في فرض عقوباتها على طبقة اوليغارشيا المحيطة بالنظام الروسي، تعادي كل ما هو روسي، وهو كلام غير صحيح.

فخور ببريطانيته

كتب يفغيني ليبيديف في مقالة نُشرت الجمعة في صحيفته المجانية، أنه "فخور" بأنه مواطن بريطاني، معتبراً أن "من المهمّ عدم الوقوع في رهاب الروس".

وقال "لستُ خطراً على أمن هذا البلد الذي أحبّه"، معتبراً أنه إذا كان والده في ماضٍ بعيد عميلاً في جهاز الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي)، فهو ليس "عميلاً لروسيا".

وكدليل على ذلك حسب ما جاء في مقالته، تضمن غلاف صحيفته في عدد نُشر الأسبوع الماضي دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا.

ونفى أنه يشكل خطرا أمنيا على المملكة المتحدة "وهو ما أحبه" وقال على الرغم من أن والده كان يعمل لدى الكي جي بي "أنا لست عميلا لروسيا".

وأضاف اللورد ليبيديف أن عائلته من "المؤيدين منذ فترة طويلة" لصحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية المستقلة، التي وصفها بقائدة حملات "فضح النفاق والفساد في روسيا".