إيلاف من لندن: دعا الكاظمي الى تعديل الدستور ومعالجة اسباب الانسداد السياسي الذي يمر به العراق حاليا وطالب القوى السياسية بتحمل مسؤوليتها وتشكيل حكومة تعمل لإعادة الاعتبار لكل العراق.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال افتتاحه مستشفى البتول التعليمي، سعة 220 سريراً في الجانب الأيمن من مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية والذي أنشأته العتبة الحسينية في كربلا ء "نقف اليوم بين أهلنا في الموصل الحبيبة، أم الربيعين لافتتاح هذا الصرح الصحّي الذي نفذته العتبة الحسينية المقدسة في محافظة كربلاء بالتعاون مع وزارة الصحة ودائرة صحة المحافظة، وهو ما يدل على تعاون العراقيين من أجل بنائهم بلدهم" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "ايلاف".
الكاظمي مع المسؤولين الصحيين في الموصل الاحد 20 مارس 2022 لدى افتتاح مستشفى البتول الذي بنته العتبة الحسينية في كربلاء في المدنية (مكتبه)
وتقدم الكاظمي "بالشكر لمقام المرجعية العليا الرشيدة، والعتبة الحسينية المقدسة التي حققت هذا الصرح الصحي، إضافة إلى كل الجهود الخيرة التي بذلت الجهد والعطاء كي يتحول المستشفى إلى واقع يخدم أهالي المحافظة".
وأشار بالقول "اننا لكي نبني الدولة فإننا بحاجة إلى حماية كرامة المواطنين، والرعاية الصحية هي جزء من كرامة المواطن، وهناك الكثير من مشاريع الصحة كانت متلكئة على مدى السنوات الماضية، إلّا أن الحكومة رغم الظروف نجحت في إعادة إحياء الكثير من المشاريع المتلكئة فيما يخص الصحة في محافظاتنا وبعموم العراق".
رسالة الى القوى السياسية
وأضاف رئيس الوزراء العراقي قائلا "من هذا الموقع ومن محافظة نينوى نبعث برسالة إلى كل القوى السياسية والوطنية العراقية، نقول إن هذه المدينة التي دمّرتها ظروف الحرب على داعش تستعيد حياتها وتتمكن من إحياء واقعها عبر المشاريع وورشة العمل الموجودة بالمحافظة".
ونوه الكاظمي الى انه "ستة أشهر من الانتخابات مطلوب من القوى السياسية أن تتحمل مسؤوليتها وأن تعمل على تشكيل حكومة تضطلع بمسؤولياتها في خدمة المواطنين .. نقول كفى للتساهل والتكاسل اليوم يجب أن نعمل سوية لإعادة الاعتبار لكل العراق وأن نتوقف عند كل المحطات التي أدّت بنا إلى هذا الانسداد السياسي يجب أن نعيد النظر وأن نحيي لجنة إعادة كتابة الدستور وتصحيح الكثير من النقاط التي كانت عائقاً في بناء العراق".
تحذير من التراخي
وحذر القوى السياسية من التراخي قائلا "يجب على القوى السياسية أن تنتبه من خطر التراخي، وعلينا أن نفكر بالناس وكرامتهم؛ لكي نعمل على خدمتهم، وأشكر أبناء المحافظة على صبرهم في التعاطي مع التحديات".
وشدد على ضرورة "العمل سوية بروح الفريق الواحد كعراقيين، فليس لنا من خيار سوى العراق، ويجب أن نخدمه، وهذا اليوم نحن إزاء أنموذج من التعاون بين العتبة الحسينية ووزارة الصحة ومحافظة نينوى، أنموذج يثبت أن العراقيين بإمكانهم أن يتجاوزوا الكثير من الأزمات في بناء بلدهم".
ارتفاع الاسعار وحماية الاقتصاد من الانهيار
وعن ارتفاع الاسعار بسبب الحرب الروسية الاوكرانية فقد اشار الكاظمي بالقول "أذكّر العراقيين بأن العالم يمر بظروف صعبة ومعقدة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وصعود أسعار المواد الغذائية التي صعدت في بعض الحالات بنسب مضاعفة، ولكن رغم عدم وجود موازنة فإن الحكومة اتخذت قرارات لدعم المواطن، وللسيطرة على الأسعار، وأوقفنا الكمارك والضرائب وبعض الرسوم كي لا يتأثر المواطن من تبعات تصاعد الأسعار".
وشدد على انه "يتحتم العمل بكل قوّة على تشكيل حكومة تقوم بواجباتها واستحقاقاتها، فالمرحلة القادمة هي مرحلة استحقاقات. لقد نجحت هذه الحكومة بحماية الاقتصاد العراقي من الانهيار عبر إجراءات إصلاحية عديدة".
وأضاف رئيس الوزراء "قدمنا رؤية للإصلاح الاقتصادي ونتمنى على الحكومة المقبلة أن تتبنى الورقة البيضاء التي أكدت كل المنظمات الاقتصادية العالمية على أهميتها وجديتها في الإصلاح".
وختم الكاظمي كلمته بالقول "كل عام وأنتم بخير، يوم غد هو أول أيام الربيع وعيد نوروز (الربيع) ولشعبنا في كردستان أقول مرّة أخرى كل عام وأنتم بخير لكم ولكل العراقيين".
الكاظمي يقص شريط افتتاح مستشفى البتول في الموصل الاحد 20 مارس 2022 يحيط به عدد من الوزراء والمسؤولين (مكتبه)
يشار الى ان العراق يواجه أزمة سياسية حادة على خلفية الخلافات المستعصية حول انتخاب رئيس للجمهورية وتباين المواقف من شكل الحكومة المقبلة بين فريق يريدها حكومة اغلبية وأخر يدعو لان تكون توافقية كما جرت عليها العادة منذ سقوط النظام السابق عام 2003 والتي بنيت على المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية.
وكان الكاظمي قد زار في 26 كانون الثاني يناير الماضي محافظة نينوى وتفقد القوات الامنية على الشريط الحدودي العراقي السوري في المحافظة (605 كيلومترات) واجتمع بالقيادات الأمنية وأصدر عدة توجيهات تتعلق بأمن الحدود كما تفقد كذلك قضاء سنجار موطن الايزيديين واطلع على الأوضاع فيها وما تتطلبه القوات الأمنية لتأمينها.
التعليقات