ايلاف من لندن : اعلن رئيس تحالف قوى الدولة العراقية عمار الحكيم الجمعة مبادرة للخروج من حالة الانسداد التي يعانيها العراق حاليا.
ونوه الحكيم في كلمة خلال تجمع جماهيري في بغداد لمناسبة الذكرى الثالثة عشر لرحيل والده عضو مجلس الحكم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى سابقا عبد العزيز الحكم الى دور الراحل في "مواجهة الدكتاتورية ومعارضته للإستبداد ومشاركته الفاعلة في مراحل تأسيس النظام السياسي الجديد بعد سقوط النظام السابق عام 2003".

وأشار الحكيم في كلمته التي وزع نصها مكتبه الاعلامي وتابعتها "ايلاف" الى ان "الانسداد السياسي الحاصل في المشهدالسياسي العراقي حاليا والتعطيل الدستوري وتلكؤ الخدمات ، وتعميق الفجوة بين الشعب ونظامه السياسي تمثل تحديات اساسية يجب العمل على معالجتها".

الانتقال التدريجي من التوافقية الى الاغلبية

واعتبر الحكيم ان مفهوم التوافقية السلبية يضر بالعملية السياسية ولن ينتج حكومة خدمية مقتدرة في القرار والمتابعة .. مؤكدا على ضرورة ان تتحمل جهة بعينها مسؤولية تشكيل الحكومة حتى لا يعمم الفشل على الجميع وان يتمكن الناس من تقييم الاداء السياسي بوضوح ومن دون تضليل أو مدارات".

وبين ضرورة "ضرورة التدرج والتقدم المدروس والانتقال السلس من التوافقية الى الاغلبية الوطنية من دون قفزات سريعة غير مدروسة".

اغلبية شيعية سنية كردية

وأوضح الحكيم " ان الاغلبية المطلوبة هي تلك التي تجتمع على مشروع واضح لبناء الدولة وعبر معادلة مفادها اغلبية وطنية واضحة لجميع المكونات وبمعنى (اغلبية شيعية واغلبية سنية واغلبية كردية) تشترك في تحمل المسؤولية التنفيذية الكاملة في إدارة البلاد ، يقابلها اقلية آمنة من جميع المكونات ايضا تمارس دور المعارضة البناءة بكل حرية وقوة وإطمئنان عبر مجلس النواب ولجانه والهيئات الرقابية المستقلة وبذلك نقضي على المحاصصة والطائفية والعنصرية".

ودعا الى ان "تلاحظ الأغلبية الوطنية الحاكمة التوازن في حضور وشراكة جميع المكونات لتطمين الجميع" .. مبينا ان "تحقيق ذلك يتطلب بيئة سياسية مستقرة ومطمئنة تساعد على تحقيق هذا المسار السياسي السليم بآليات واضحة وملموسة".

وأضاف الحكيم انه مع ضرورة وجود معارضة وطنية قوية ويؤيد عدم اشتراك جميع القوى السياسية في تشكيل الحكومة، ونوه الى انه في تيار الحكمة الذي يتزعمه "اتخذنا قرار عدم المشاركة في الحكومة منذ اعلان نتائج الانتخابات الاخيرة رغم تحفظنا وتسجيل ملاحظاتنا على الانتخابات ونتائجها".

بنود مبادرة الخروج من الانسداد السياسي

واستدرك الحكيم قائلا "لكننا نرى ضرورة تشكيل الكتلة الاكبر من ممثلي المكون الاجتماعي الاكبر (في اشارة الى الشيعة) لتوفير الحماية البرلمانية الكافية للحكومة لكي لا تكون في مهب الريح أمام أول عاصفة سياسية تجتاحها".

وخاطب الحكيم القوى السياسية قائلاً "إنني ومن موقع المسؤولية الآخلاقية والوطنية أدعو القوى المتصدية الممثلة للمكون الاجتماعي الأكبر وجميع شركائنا في الوطن الى الخروج من واقع الانسداد السياسي القائم وإنما يتحقق ذلك من خلال عدة خطوات وعلى وفق الاتي:

1. جلوس جميع الاطراف على طاولة الحوار ومناقشة الحلول والمعالجات من دون شروط أو قيود مسبقة.

2 . تسمية الكتلة الاكبر عبر القوى الممثلة للمكون إلاجتماعي الأكبر وفق ما نص عليه الدستور.

3. حسم موضوع الرئاسات الثلاث عبر تفاهم أبناء كل مكون فيما بينهم.

4. صياغة البرنامج الخدمي والسياسي للحكومة القادمة وتحديد اسقف زمنية واقعية لتنفيذه وتحديد معايير اختيار الفريق الوزاري المأمول.

5 . توزيع الادوار، فمن يرغب بالمشاركة في الحكومة ينضم الى فريق الاغلبية ويلتزم بدعم الحكومة بوالبرنامج المتفق عليه ويعلن تحمل المسؤولية الكاملة عن مشاركته وقراره ومن لا يرغب بالمشاركة يتخذ من مجلس النواب منطلقاً لمعارضته البناءة ويعلن ذلك رسمياً ليحظى بالغطاءات المطلوبة.

6 . تتعهد الاغلبية بتوفير الغطاء الآمن للمعارضة مع تمكينها في اللجان البرلمانية والهيأت الرقابية المستقلة لأداء مهامها كما تتعهد المعارضة بعدم تعطيل جلسات مجلس النواب وفسح المجال أمام الاغلبية لإكمال الاستحقاقات الدستورية.


7 .إتفاق الاغلبية الحاكمة والمعارضة البناءة على التشاور الدائم والتداول الدوري حول القضايا الاساسية في البلاد للخروج بقرارات وطنية وإجماعية في القضايا المصيرية والقوانين المعطلة.

8. نبذ المساجلات الاعلامية السلبية ولغة التسقيط والتخوين والإتهام من خلال تبني ميثاق وطني ملزم للجميع لمواجهة لغة الكراهية والاتهام وتنقية الخطاب الموجه للجمهور بمعلومات دقيقة غير مضللة.

9. اعتماد الاصلاح الحكومي مادة للتنافس السياسي في الأداء والخطاب، وليطرح كل كيان سياسي وكل تحالف برامجه ورؤيته إلاقتصادية والثقافية والتنموية والأمنية أمام وسائل الاعلام.

ودعا الحكيم جميع الفعاليات السياسية الى "النظر في هذه الخطوات بجدية عالية عسى ان تكون مخرجاً لاَزمات البلاد وأطاراً نلتقي حوله ونوحد صفوفنا عليه في اجواء الشهر الفضيل".

مجلس اعلى لمكافحة المخدرات

أشار الحكيم الى ظاهرة انتشار المخدرات التي وصفها بالآفة الفتاكة بالمجتمع .

وقال إن "تركيز انتشار المخدرات في مناطق شعبية لمحافظات معينة دون غيرها تضفي عليها دوافع أمنية وسياسية وتجعلها قضية تمس بالأمن القومي العراقي". وطالب بمواجهة هذه الظواهر بجدية كاملة بعيداً عن أي تهاون قانوني أو أداري وبوسائل علمية ناجعة.

وشدد على ضرورة تشكيل مجلس أعلى لمكافحة المخدرات في العراق يأخذ على عاتقه التعاطي مع هذه الظاهرة الخطيرة تشخيصاً ومعالجة وتوعية .

عودة سوريا للجامعة.. وحوار اليمنيين

عن الاوضاع العربية والاقليمية أشار الحكيم الى متابعته بأهتمام التطورات في الساحة اليمنية مؤكدا "دعم المبادرة الأممية في الشأن اليمني وداعيا الى حوار جدي بين اليمنيين واطراف النزاع للخروج باتفاقات تنهي معاناة هذا البلد العربي الشقيق".

كما أعرب "عن دعم الحوار الخليجي السوري وتبادل الزيارات داعيا الى عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية في قمة الجزائر المقبلة .. متمنيا ان تفضي المفاوضات في فيينا الى اتفاق نهائي حول الملف النووي الايراني بما يساهم في تعزيز الاستقرار الاقليمي في المنطقة. وشدد على "دعم واسناد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لتبقى القضية الفلسطينية تمثل الهم العربي والاسلامي".