إيلاف من لندن: أدانت محكمة لندنية، أحد المتعصبين في تنظيم الدولة الإسلامية بقتل النائب البريطاني المحافظ السير ديفيد أميس في أكتوبر 2021 في مقاطعة إسيكس.
وأعلنت محكمة أولد بيلي، اليوم الإثنين، أنها ستحكم على الإرهابي المتعطش للدماء المتعصب من أصول صومالية علي حربي علي، يوم الأربعاء بجريمة قتل السياسي المحافظ المخضرم طعناً خلال اجتماع دائرة انتخابية في بلدة لي أون سي بمقاطعة إسيكس.
وكان السير ديفيد، 69 عامًا ، وأب لخمسة أطفال ، عضوًا في البرلمان عن حزب المحافظين منذ عام 1983 حتى وفاته.
وأصيب السير ديفيد أميس، النائب عن ساوثيند ويست، بأكثر من 20 طعنة في هجوم "شرس ومسعور" كان "اغتيالًا لأغراض إرهابية"، حسبما استمعت المحكمة.

رفض الوقوف

ورفض المدعى عليه الوقوف "على أسس دينية" حيث أصدرت هيئة المحلفين أحكامها بعد 18 دقيقة فقط من التداول. بينما عائلة السير ديفيد كانت جالسه في قاعة المحكمة، على بعد أمتار قليلة من علي الذي لم يظهر أي عاطفة في قفص الاتهام.
وردًا على أحكام الإدانة، غردت وزيرة العمل والمعاشات التقاعدية تيريز كوفي: "جيد. تم تحقيق العدالة على الرغم من أننا لن نعود السير ديفيد أبدًا".
وسمعت محكمة أولد بيلي أن علي حربي كان من مؤيدي الدولة الإسلامية "المتعطشين للدماء" الذي قضى سنوات في التخطيط لمؤامرة لقتل نائب في البرلمان.
كما استمعت إلى أن حربي البالغ من العمر 26 عامًا أجرى بحثًا عن عدد من الأهداف السياسية البارزة المحتملة بما في ذلك الوزيرين مايكل غوف ودومينيك راب وزعيم حزب العمال السير كير ستارمر ، قبل أن يستقر على قرار قتل السير ديفيد أميس.
وكان القاتل تمكن من ترتيب موعد مع النائب عن طريق خداع مكتب السياسي للاعتقاد بأنه عامل رعاية صحية ينتقل إلى المنطقة ويرغب في مناقشة الأمور المحلية.

واستمتعت المحكمة كذلك من المدعي العام توم ليتل إلى أن علي حربي المتسرب من الجامعة كان سافر من منزله في مدينة كنتيش، شمال لندن، إلى كنيسة بلفيرس الميثودية في ليه أون سي، حيث كان هناك اجتماع انتخابي في الدائرة الانتخابية لعضو البرلمان القتيل.
وتابع المدعي العام: بعد أن بدا علي "مرتاحًا" عندما وصل لحضور الاجتماع، وصفت مساعدة السير ديفيد ريبيكا هايتون رؤية القاتل واقفًا، وهو يقول: "آسف"، وسحب السكين من ملابسه، وطعن النائب "في بطنه مباشرة حيق صرخ النائب".

سوريا والعراق

وقال المدعي العام إن علي حربي واصل طعن السير ديفيد عدة مرات في هجوم شرس ومسعور، وبعد الهجوم، قال علي إنه يريد أن "يموت كل وزير في البرلمان (كذا) وقّع على قصف سوريا، ووافق على حرب العراق".
وقال علي: "لقد فعلت ذلك بسبب سوريا". "لقد فعلت ذلك بسبب الأبرياء. لقد فعلت ذلك بسبب القصف. لقد استحق الموت."
وأبلغت المحكمة أن القاتل كان يحمل هاتفًا بعد مهاجمته للسير ديفيد وسُمع صوت أخته وهي تصرخ في وجهه وبدت "هستيرية".

واستمعت المحكمة إلى أنه بعد أن واجه القاتل رجل أعزل وصل للقاء السير ديفيد، ادعى علي أنه يريد أن يُقتل برصاص الشرطة وأن يصبح "شهيدًا".
وأظهرت لقطات درامية للكاميرا الجسدية ضابطين بلباس مدني كانا أول من رد على المشهد، مسلحين فقط بالهراوات ورذاذ السي إس، وهما يتعاملان مع علي ويقبض عليه.
وقال المدعي العام ليتل إن "القتل البارد والمحسوب" للسير ديفيد "نُفِّذ بسبب أيديولوجية مشوهة وملتوية وعنيفة". وأضاف: "إنها جريمة قتل قام بها شاب كان يخطط منذ سنوات عديدة لمثل هذا الهجوم وكان وما زال إرهابيا إسلاميا ملتزما متعصبا ومتشددا".

لا ندم

وقال علي أثناء إدلائه بأدلة أثناء محاكمته إنه لم يندم على مقتل السير ديفيد، وأضاف إن النائب يستحق الموت بسبب التصويت في البرلمان على ضربات جوية على سوريا في عامي 2014 و 2015.

وعُرضت على المحكمة لقطات تلفزيونية مغلقة لعلي وهو ينفذ ما بدا أنه رحلات استطلاعية بالقرب من مجلسي البرلمان في عدة مناسبات في سبتمبر 2021 - قبل شهر من القتل.
واستمعت المحكمة إلى أنه قام أيضًا بست رحلات منفصلة "لاستكشاف" عنوان منزل الوزير مايكل غوف كما انه زار مكتب النائب مايك فرير في دائرته الانتخابية.
حتى أن علي قام بتدوين ملاحظات حول خطط لمهاجمة الوزير غوف - بما في ذلك واحدة حيث "يصطدم به وهو يركض" - لكنه قرر عدم استهدافه بعد أن انفصل الوزير عن زوجته وبيع منزلهما، كما قيل لهيئة المحلفين.