إيلاف من لندن: تشتد حملة أمنية وشعبية ضد المرجع الشيعي العراقي الصرخي الداعي لهدم الاضرحة بإصدار مذكرة باعتقاله الاربعاء فيما تم اعتقال 29 من أنصاره وإحراق مقرات له وإغلاق مساجده.

وأصدرت محكمة تحقيق العمارة عاصمة محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) التي يقيم فيها المتهم (محمود عبد الرضا محمد) الملقب (محمود الصرخي).
وقال المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" ان "المحكمة اصدرت مذكرة القبض وفق احكام المادة (372) عقوبات التي تنص على معاقبة من يعتدي بأحد الطرق العلانية على معتقد لأحدى الطوائف الدينية او حقّر من شعائرها".
وتعاقب هذه المادة بالحبس ثلاث سنوات وتنطبق عليها المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب "لان دعوته يراد منها الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار المجتمعي" كما يقول خبراء قانونيين منوهين الى ان "القول الفصل في القضية سيكون لمحكمة التحقيق وهذه الجريمة تسمى المساس بالرموز الدينية والعقائد والقيم المجتمعية" وهذه هي العقوبة التي يواجهها الصرخي.
ويقود الصرخي مرجعية شيعية لها انصارها في جنوب العراق بشكل خاص يطلق عليها الحركة "الصرخية" حيث دعا أحد المنتمين لها الاحد الماضي إلى هدم قبور الأنبياء والأئمة والأولياء في العراق.

اعتقال 29 شخصا من انصار الصرخي

واليوم اعلن جهازالأمن الوطني العراقي اعتقال 29 ممن اسماهم بالمتطرفي في محافظات الوسط والجنوب.
وأشار الجهاز في بيان تابعته "ايلاف" الى إنه "تنفيذاً لأوامر قبض قضائية يواصل جهاز الأمن الوطني حملته الموسعة لملاحقة واعتقال عناصر الحركات المتطرفة التي تحاول الإساءة إلى المعتقدات والرموز الدينية وتهديد السلم المجتمعي".
وأضاف أن "مفارز الجهاز تمكنت من إلقاء القبض على 29 متهماً بالانتماء إلى تلك الحركات المتطرفة في محافظات ( بغداد، ذي قار، بابل، القادسية، المثنى، البصرة، ميسان، واسط، النجف)".. مؤكدا "تدوين أقوالهم أصولياً واحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لينالوا جزاءهم العادل" على حسب قوله.

إغلاق مقار "الصرخية"

ومن جهتها علقت وزارة الداخلية حول الانفعالات الشعبية والتظاهرات على خلفية دعوات هدم الاضرحة مؤكدة اغلاق مقار "الحركة المنحرفة" في اشارة الى الحركة الصرخية.
وقالت الوزارة في بيان تابعته "ايلاف" إنها "تتابع بحرص ومسؤولية على تعزيز الامن والاستقرار والحفاظ على السلم المجتمعي، الانفعالات الشعبية والتظاهرات التي انطلقت في عدد من المحافظات على خلفية دعوات وخطب مشبوهة تسترت برداء الدين اطلقها نفر ضال ومنحرف وتخريبي تضمنت اساءات لعقائد ومشاعر المواطنين في منحى هدفه اثارة البغضاء بين صفوف ابناء شعبنا ولتحقيق اهداف خبيثة غادرها العراقيون الى غير رجعة".
وأضافت أن "تشكيلات وزارة الداخلية اغلقت وفقاً للضوابط القانونية مقار هذه الحركة المنحرفة واعتقلت بمذكرات قضائية المنحرفين المتجاوزين على المشاعر والعقائد لينالوا جزاءهم".

الحكيم: مشاريع مريبة

وهاجمت قوى واحزاب شيعية خلال اليومين الماضيين ما اسمتها الدعوات المنحرفة لهدم المراقد الدينية فيما اعتبرها عمار الحكيم رئيس تحالف القوى الوطنية اليوم انها تنطوي على مشاريع مريبة.

تغريدة الحكيم الاربعاء 13 نيسان ابريل 2022 عن دعوات هدم الاضرحة معتبرا انها مريبة (تويتر)

وقال الحكيم في تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" إن "ما صدر مؤخرا من تطاول على المراقد الدينية المقدسة والدعوة إلى هدمها وإزالتها أمر مستنكر ومرفوض ينطوي على مشاريع مريبة ويستند إلى أفكار ورؤى منحرفة في توقيت خطير وحساس لا سيما وأن مطلقي هذه الدعوة يعون جيدا المكانة العليا لهذه المراقد ومقامها الرفيع وشأنها العظيم في قلوب الملايين من المؤمنين في العراق والعالم".
وأشار الى انه "لقطع الطريق أمام فتنة عمياء أريد لها أن تستغل الظرف السياسي العصيب، فإننا نحث شعبنا والشعوب الإسلامية على التنبه لما يجري من مخططات خبيثة لإثارة الفتنة، ونطالب الحكومة والمؤسسة القضائية بالتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بمقدسات شعبنا".

إعتقال إمام مسجد اطلق دعوة الهدم

وكان جهاز الأمن الوطني قد اعلن الاثنين الماضي عن اعتقال شخص يتبع المرجع الشيعي محمود الصرخي اثر دعوته لهدم مراقد أهل البيت وتهجمه على رموز دينية في محافظة بابل (100 كم جنوب بغداد).

والمرجع الشيعي محمود الصرخي معروف بخلافه مع المراجع الدينية يتقدمهم آية الله السيد علي السيستاني حيث انه يؤكد ان بناء مراقد دينية ومراسيمها "امر لا اصل له" داعيا الى هدمها.
وقد فجر مجهولون مقرات للصرخي واحراق عدد من الحسينيات التابعة له فيما تنطلق بين الحين والاخر تظاهرات استنكار لدعوة هدم الاضرحة.

الصرخي لنظام شيعي عراقي بدون هيمنة إيرانية

وتشير الموسوعة المعرفية ويكيبيديا الى ان محمود الصرخي الحسني من مواليد الكاظمية في بغداد عام 1964 ويقيم في كربلاء هو مرجع ديني من طائفة الشيعة الاثني عشرية وهو مجتهد او فقيه خبير في الشريعة الاسلامية ويحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة بغداد .. وعرف بدعوته للدولة المدنية وسعى إلى إقامة علاقات طيبة بين السنة والشيعة في وقت كان الـتوتر الطائفي يطغى على المشهد العراقي خاصة بين عامي 2006 و2008 وأفتى بحرمة الدم العراقي ودعا إلى مشروع للمصالحة والمسامحة.

وفي السابع من تموز يوليو عام 2014 خلال ولاية نوري المالكي على رئاسة الحكومة اشتبك انصار الصرخي مع القوات الامنية التي هاجمتهم بالمروحيات بمشاركة اميركية في محافظة كربلاء الشيعية (110 كم جنوب بغداد).

واندلعت الاشتباكات اثر رفض الصرخي القيادة الدينية والروحية التقليدية لشيعة العراق وبقية العالم التي مقرها في النجف والتي يقودها السيستاني.

وكان أتباع الصرخي قد اشتبكوا أيضاً مع القوات الأميركية مطالبين ببناء نظام حكم ديني شيعي في العراق لكن من دون السماح لإيران بامتلاك أي نفوذ في البلاد.