إيلاف من لندن: احتج العراق الاحد لدى السويد لاحراق مجموعة من متطرفيها للقرآن الكريم وسط غضب شعبي وسياسي عراقي وصدامات احتجاجية في السويد.

استدعت وزارة الخارجية العراقية اليوم القائم بأعمال مملكة السويد في بغداد احتجاجاً على احراق مجموعة من المتطرفين السويديين للقرآن الكريم بحماية الشرطة الجمعة الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في بيان تابعته "ايلاف" إن "الوزارة استدعت القائم بأعمال مملكة السويد في بغداد هاكان روث وأبلغته احتجاج الحكومة العراقية إثر قيام مجموعة من المتطرفين يترأسهم السويدي الدانماركي (راسموس بالودان) بإحراق نُسَخةٍ من القرآن الكريم بنحوٍ عُد إستفزازا لمشاعر المسلمين وأساءَ بشكلٍ بالغ الحساسية لمقدساتهم".

واعتبرت الخارجية "فعلا كهذا يُجافي مبادئَ الإنسانية التي تعكسُ جوهرَ الأديان وتناقض منطلق الإعتراف بالآخر الديني وهذا الأمر يحملُ إنعكاسات خطيرة على العلاقات بين السويد والمسلمين بعامة سواء كان في الدول الإسلامية والعربية أم في المجتمعات المسلمة في أوروبا".

وأضافت الخارجية العراقية انه "لكل ما تقدم نحث الحكومة السويدية لإيقاف أي أعمالٍ تحملُ طابعا فئويا أو مُثيرا لمشاعر المكونات الدينية سيما ما يمس المقدسات الإسلامية".

استفزاز لمئات الملايين من المسلمين

ومن جهته دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر امس الحكومة العراقية إلى استدعاء ممثل السويد في بغداد احتجاجًا على قضية حرق القرآن الكريم ملوحا بتظاهرة احتجاجية.
وقال الصدر في تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" انه "في شهر القرآن يحرق القرآن في دولة أوروبية كثر فيها المسلمون".. متسائلاً بالقول "لماذا هذا الاستفزاز لمشاعر المسلمين؟".

وأضاف الصدر مخاطب الزعيم اليميني المتطرف حارق القرآن قائلا "إن كنت لا تؤمن بالله وشرعه فهذا لا يعطيك الحق بحرق الكتاب أيًا كان".. منوها الى ان هذا جاء متزامنًا مع الاعتداء على القدس الشريف".. متسائلاً "ما ذنب القدس إن ثار المظلوم على الظالم".

ودعا الصدر وزارة الخارجية العراقية إلى "استدعاء ممثل السويد للوقوف على حقيقة الجرم الإرهابي والفتنة التي يراد بها تفريق الأديان على عكس ما يتبناه العقلاء". وقال أن "التشدد الداعشي لا يمثل الإسلام وكذلك التشدد الإلحادي لا يمثل أوروبا".

وتوعد الصدر في تغريدته بوقفة احتجاج سلمية ضد التعدي على المقدسات والقرآن في حال عدم تحرك الحكومة العراقية.. وطالب الحكومة السويدية "بالوقوف ضد هذه الاعتداءات حفاظًا على السلم والسلام".

اما عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية فقد طالب الحكومة السويدية باجراءات عاجلة لمنع تكرار ممارسات حرق القران الكريم ومعاقبة المنفذين.
وقال الحيكم في بيان تابعته "ايلاف" انه "بأشد عبارات الاستنكار والإدانة نشجب قيام مجاميع متطرفة في السويد بإحراق نسخة من القرآن الكريم إن هذا الفعل المدان يستفز ويسيء لمئات الملايين من أتباع الدين الإسلامي الحنيف في جميع أنحاء العالم".

وطالب الحكومة السويدية باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تكرار هذه السلوكيات ومعاقبة من يمارسها".. محذراً من "أجندات ومشاريع هدامة تروم إشاعة روح العدوان والكراهية والتطرف بين أتباع الديانات السماوية".
وكان زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي الحاصل على الجنسية السوديدية راسموس بالودان قد اقدم الخميس الماضي على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينشوبينغ جنوبي السويد تحت حماية الشرطة السويدية ووسط احتجاجات المسلمين.

صدامات

وقد اندلعت اشتباكات عنيفة وأضرم بعض المتظاهرين النار في عدد من سيارات الشرطة في حديقة "سفياباركين" بمنطقة "أوريبرو" السويدية اثر حرق بالودان نسخة من القرآن خلال جولته الانتخابية في السويد بعد حصوله على تصريح من الشرطة السويدية لتنظيم تظاهرة بعد ظهر الخميس معلنًا عن نيته وقتها حرق نسخة من المصحف خلال التجمع ما أثار غضب المسلمين هناك.
وقد استمرت الصدامات لليوم الثاني على التوالي ونقل ثلاثة عناصر شرطة إلى المستشفى بعد اندلاع المواجهات.

يشار الى أن راسموس بالودان قام بأعمال مماثلة بشكل منتظم خلال السنوات الأخيرة وجراء ذلك تم توقيفه في تشرين الثاني نوفمبر عام 2020 بمطار فرنسا وترحيله.
يذكر أن حركة سترام كوروس اليمينية المتطرفة يتزعمها المتطرف الدانماركي بالودان الذي منح الجنسية السويدية عام 2020 ويعرف عنه عداؤه للإسلام وسبق له أن دعا إلى خلو الدانمارك من المسلمين قبل الانتخابات الدانماركية عام 2019 لكنه فشل في الوصول إلى البرلمان.

وكان المتطرف بالودان قد صرح بعد حصوله على الجنسية السويدية بأنه يأمل أن يكون قادرا على تنفيذ كثير من الأنشطة في السويد حيث كان وراء حرق نسخة من المصحف في مدينة مالمو السويدية نهاية آب أغسطس عام 2020 ما أدى إلى اضطرابات عنيفة في المدينة.