إيلاف من لندن: حذّر مجلس أمن أقليم كردستان ألمليشيات العراقية الموالية لايران بأن اي عدوان لها على الاقليم سيكلفها ثمنا باهظا ردا على ادعاءاتها بأن الاقليم يدرب مجموعات مسلحة لها ببصمات صهيونية للتخريب.
وقالت المليشيات العراقية الموالية لايران التي تنضوي تحت مسمى "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية" ان رئيس وزراء حكومة كردستان مسرور بارزاني يقوم "بتدريب مجاميع مسلحة هدفها إشاعة الفوضى والاضطراب والتخريب وتمزيق وحدة الشعب العراقي والنسيج المجتمعي ببصمات صهيونية واضحة" على حد قولها.

واضافت في بيان مساء الاثنين تابعته "ايلاف" انه "في خضم المواقف المتشنجة تجاه سير العملية السياسية في العراق والتي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلد" فقد "رصدنا عمليات تدريب لمجاميع مسلحة في إقليم كردستان العراق برعاية مسرور البرزاني، فضلا عن تحركات مشبوهة من أدوات داخلية لعملاء الخارج، هدفها إشاعة الفوضىروالاضطرابروالتخريب، وتمزيق وحدة الشعب العراقيروالنسيج المجتمعي ببصمات صهيونية واضحة" لكنها لم توضح من هي هذه الادوات وطبيعتها.

وهددت المليشيات حكومة الاقليم قائلة "إننا وكما هو العهد بنا، في مواقفنا السابقة والحالية وخدمة لأمن وأمان شعبنا، نُعلمُ سلطات كردستان أن سعيها الخبيث، والنار التي يحاولون إيقادها سترتد عليهم وتحرقهم قبل غيرهم، ولن ينالوا حينها سوى الخيبة والخسران". وقالت ان العراق "ومهما تكالبت عليه ذئاب الداخل والخارج سيبقى متماسكا قويا بعونه تعالى، متجاوزا كل سبل الإقصاء والتهميش" بحسب قولها.

يشار الى ان مليشيات الهيئة التنسيقية هذه تضم مليشيات مسلحة مرتبطة بإيران منها "كتائب حزب الله العراقي" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة النجباء" وتبنت سابقا هجمات ضد أهداف عسكرية أمريكية في البلاد ومن بينها في اقليم كردستان في رسائل سياسية ضد القادة الاكراد لعدم تحالفهم مع الاطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية الموالية لايران.

مجمع سكني في أربيل قصفته ايران في 13 آذار مارس2022 مدعية انه مركزا تجسسيا اسرائيليا (تويتر)


ثمن أي اعتداء سيكون باهظاً

وعلى الفور حذر مجلس أمن إقليم كردستان المليشيات العراقية الموالية لايران بأن اي اعتداء لها على اقليم كردستان سيكلفها ثمنا باهظا.

وقال المجلس في بيان تابعته "ايلاف" أن "مجموعة غير شرعية تسمى لجنة تنسيق المقاومة العراقية والتي من الواضح أنها مدفوعة من جهة معينة وجهت في بيان عدد من الاتهامات التي لا أساس لها ضد إقليم كردستان وتهدده". وأشار إلى أن "هذه التهديدات ليست جديدة وعمليا حتى الآن في مناطق مختلفة من العراق فعلت ما في وسعها من مكائد ونجم عنها فقط الدمار والفوضى للعراق".

وشدد على ان "أي عدوان على إقليم كردستان وهو كيان دستوري في العراق سيكون له ثمن باهظ".. مبينا أن هذه الفصائل "لم تتعلم من التاريخ وعليها ان تعلم أن قوة أكبر وأكثر تسليحًا لم تتمكن من كسر إرادة شعبنا".

واعتبر المجلس أن "هذه المجموعات غير الشرعية تشكّل تهديدًا لسيادة العراق وأمنه وهم الذين مهدوا الطريق لنمو الإرهاب والأفكار المتطرفة". وقال أن "الجيش العراقي وقوات البيشمركة يعملان سوية ضد الإرهابيين وهذه الجماعات المنخرطة في المؤامرات والفوضى والدمار".
وحمّل مجلس أمن ألاقليم الحكومة الاتحادية "مسؤولية حماية السيادة العراقية ووقف هذه التجاوزات والأعمال العدائية".

زيباري : كذب في كذب

كما رد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي الاسبق القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني على اتهامات المليشيات للاقليم مشددا على ان هذه الاتهامات كذب بكذب بكذب.

وقال زيباري في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" ان "بيان اليوم للهيئة التنسيقية لما يسمى بالمقاومة ضد الحزب الديمقراطي الكردستاني هو كذب في كذب في كذب. وعليهم ان يراجعوا معلوماتهم المغلوطة و المهددة لامن و سلامة العراق لانها اتهامات باطلة و غير مسؤولة".

إيران تفشل بتبرير الهجوم الصاروخي

وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في 13 آذار يمارس الماضي أنه استهدف "مركزا استراتيجيا" إسرائيليا شمالي العراق بعد ساعات من إعلان سلطات إقليم كردستان العراق سقوط صواريخ بالستية أطلقت "من خارج الحدود" في محيط أربيل .

وقال الحرس في بيان "في أعقاب الجرائم الأخيرة للنظام الإسرائيلي الزائف وإعلاننا السابق أن الأعمال التي اقترفها لن تمر دون رد فقد استُهدف المركز الاستراتيجي للتآمر والأعمال الخبيثة، بصواريخ قوية من الحرس الثوري". وتابع "مرة أخرى نحذر النظام الإسرائيلي المجرم من أن تكرار أي أعمال خبيثة سيواجه بردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة". ومن جهته ادعى التلفزيون الرسمي الإيراني أن الهجمات الصاروخية على أربيل استهدفت "قواعد إسرائيلية سرية".

وقال مسؤولون أكراد إن 11 صاروخا باليستيا أطلقت من خارج العراق استهدفت أربيل من دون وقوغ إصابات. وللعراق حدود شرقية واسعة مع إيران التي تملك نفوذا سياسيا واقتصاديا في العراق، وتدعم مليشياته المسلحة.

وفي 27 نيسان ابريل الماضي أعلنت لجنة تقصي حقائق برلمانية في العراق عدم وجود أدلة على نشاط تجسسي إسرائيلي في الموقع الذي استهدفته إيران في أربيل وقالت في تقرير بشأن الهجوم الصاروخي الإيراني إنه "بعد الفحص والتحري والاطلاع على موقع الهجوم والمباني المجاورة له فإنها لم تجد أي أدلة أو أدوات مشبوهة في الموقع تشير إلى وجود أجهزة أو أسلاك أو أدوات تجسسية تستخدم لأغراض التجسس".

وأشارت اللجنة الى أنها استضافت مسؤولين من وزارة الخارجية ووكيل جهاز المخابرات وبعض المسؤولين الأمنيين، موضحة أنها سألتهم "بخصوص تلقيهم أية رسائل أو تحذيرات أو معلومات من الجانب الإيراني تشير إلى وجود قاعدة إسرائيلية في محافظة أربيل وأجاب هؤلاء بأن "الجانب الإيراني لم يزود ولم يبلغ الجانب العراقي بأي معلومات بشكل خطي بهذا الصدد".

واعتبرت اللجنة أن "الهجوم الذي وقع على محافظة أربيل انتهاك للقوانين والأعراف الدولية".. مشددة على انه "يجب منع أي محاولة لجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتناحرة".