ايلاف من لندن : فيما بدأت شركات استثمار نفطية اجنبية تتهيأ للانسحاب من اقليم كردستان العراق وانهاء استثمراتها هناك فقد دعت حكومته الى دعم عراقي ودولي يتصدى للهجمات الصاروخية التي تستهدف حقول النفط والغاز في مناطق الاقليم.

الشركات ملتزمة بقرار عدم التعاون مع نفط الاقليم

فقد أعلنت شركة شلمبرجر الأميركية لخدمات حقول النفط، اليوم الاثنين التزامها بقرارات المحكمة الاتحادية المتعلقة بنفط إقليم كردستان. وقالت مصادر مسؤولة أنّ "الشركة بعثت برسالة إلى وزير النفط العراقي احسان عبد الجبار تؤكد فيها التزامها بقرار المحكمة الاتحادية المرقم 59 والمتضمن عدم التعامل مع إقليم كردستان فيما يخص الملف النفطي".. وشدددت على عدم التقديم على أي مناقصة في قطاع النفط والغاز في الاقليم".

وتقوم هذه الشركة العملاقة بخدمات من خلال تقييم تشكيل الحفر الموجه والتحفيز وحفر الآبار والبرمجيات وإدارة المعلومات وخدمات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات التي تدعم العمليات التشغيلية الصناعية الأساسية ولديها عقود عمل في حقول نفطية شمالية مع شركة هاليبرتون الاميركية للطاقة التي يبدو انها في طريقها الى الانسحاب ومنها "طقطق و طاوكي و جمجمال و كورمور و خورماله حيث يعتقد مراقبون ان الرسالة تهئ لانسحاب الشركة من العمل في الاقليم.

وكانت شركة بيكر هيوز الأميركية، العملاق العالمي في مجال خدمات حقول النفط قد اعلنت قبل ذلك التزامها بقرارات المحكمة الاتحادية بشأن نفط إقليم كردستان مما يثر قلق انسحابها من الاستثمار في الاقليم ايضا.

لكن شركة دانة غاز الإماراتية قالت اليوم أن الصواريخ التي استهدفت منطقة كورمور في محافظة السليمانية باقليم كردستان الاسبوع الماضي لم تسبب أي أضرار منوهةً إلى الإجراءات التي اتخذتها حكومة إلاقليم لتعزيز التدابير الأمنية في خورمور بما في ذلك نقل المزيد من القوات المسلحة لحماية المنشأت والمرافق في المنطقة.

المنطقة المستهدفة غنية بالثروات الطبيعية

تعد منطقة كورمور واحدة من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية حيث تعمل فيها شركتا دانة غاز والهلال الإماراتيتين لانتاج
سوائل الغاز الطبيعي والغاز البترولي المسال.

وكانت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أعلى سلطة قضائية في البلاد،قد اعتبرت في شباط فبراير الماضي أن القانون الذي تبناه برلمان إقليم كردستان عام 2007 لتنظيم قطاع النفط والغاز، مخالف للدستور. وألزم قرار المحكمة "حكومة الإقليم بتسليم كامل انتاج النفط من الحقول النفطية في إقليم كردستان ألي الحكومة الاتحادية المتمثلة بوزارة النفط الاتحادية" و "تمكين الوزارة وديوان الرقابة المالية الاتحادية بمراجعة جميع العقود النفطية المبرمةمن قب الشركات الاجنبية مع حكومة إقليم كردستان بخصوص تصدير النفط والغاز وبيعه" لكن حكومة الاقليم ترفض ذلك وهناك محادثات بين الجانبين تسعى لحل هذه القضية الخلافية.

دعوة لقوة مشتركة تواجه الاعتداءات

حول هذه الهجمات الصاروخية فقد وصفها رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني بانها جبانة يلجأ اليها مجرمون فقدوا تعاطف الرأي العام في باقي أنحاء البلاد".. مشددا بالقوفي\في بيان ان هذه الهجمات "لن تزعزع صمودنا".

وقال "تحدثتُ عبر الهاتف مع الشركاء السياسيين الرئيسيين في إقليم كردستان والعراق، إلى جانب أصدقائنا في الخارج وخلال مكالمتي مع رئيس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي، شددت على الحاجة إلى تشكيل قوة مشتركة من البيشمركة والقوات العراقية لملء أي فراغ قائم في المناطق المتنازع عليها التي تستخدمها الجماعات الخارجة عن القانون لزعزعة استقرار البلاد بأسرها بشكل متهور. وشرحت له أن الهجمات تهدد الاستقرار والمناخ الاستثماري للبلاد قاطبة، ودعوته إلى اتخاذ إجراءات علنية وعملية لكبح جماح تلك المجاميع، كذلك وجهتُ وزيري شؤون البيشمركة والداخلية لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية البنية التحتية العامة الحيوية ومنشآت النفط والغاز حيث تم الاتفاق على تعزيز المنطقة بقوات إضافية وستتم مراجعة المزيد من الإجراءات في الأيام المقبلة".

اضاف انه تحدث أيضاً "مع منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ابريت ماكغورك، إذ يجب أن يظل أصدقاؤنا الأمريكيون وكل مستثمر ملتزمين، وعدم الاستسلام إلى الخوف، وعلى مدار الأيام القليلة المقبلة، سأحث أصدقاءنا وشركائنا الدوليين، ومجلس الأمن الدولي على تجديد الجهود مع أربيل وبغداد لايجاد سبل لنا على حد سواء للحماية من المزيد من الهجمات الإرهابية".

تابع بارزاني ان هذه الهجمات الصاروخية تعد "هجوماً صارخاً على بنيتنا التحتية وجزء من جهد منسق لردعنا عن خططنا الستراتيجية والبرنامج الإصلاحي وهي بالتأكيد لن تزعزع صمودنا".

نواب اكراد : محاولة لخلق الفوضى في البلاد

من جهتها، وصفت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني في مجلس النواب العراقي القصف الصاروخي بانه استهداف لخلق بيئة طاردة للاستثمار في العراق منوهة الى ان مواجهة هذه الاعتداءات "بحاجة ماسة لتنسيق عميق بين بغداد واربيل والمجتمع الدولي، لأن من يقف خلف هذه الاعمال الاجرامية يريد أن يبعث برسائل الى الشركات الاستثمارية العالمية بأن العراق بيئة طاردة للاستثمار وبالتالي يحقق أهدافاً لم ولن تخدم عموم العراقيين".

واشارت الى وجود مسلسل اجرامي ممنهج مدروس لخلط الأوراق وابقاء البلاد في حالة من الفوضى واللا استقرار لان المجاميع ترتعب من سيادة القانون وتعتاش على الفوضى والأزمات".

ومؤخرا استُهدفت مواقع لإنتاج المحروقات في إقليم كردستان بقذائف صاروخية لم تتبن أي جهة إطلاقها لحد الان.

واشنطن تدعو لمحاكمة المهاجمين

وامس أدانت وزارة الخارجية الأميركية الهجوم الأخير على حقل غاز كورمور في محافظة السليمانية حيث تقوم شركة "دانة غاز" الإماراتية وفق اتفاق مبرم عام 2007، مع سلطات إقليم كردستان بإنتاج وتسويق وبيع البترول والغاز الطبيعي من حقلي كورمور وجمجمال في الإقليم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان إن الولايات المتحدة تقف مع شركائها في إدانة الهجمات الصاروخية وقذائف الهاون المستمرة التي تستهدف إقليم كردستان العراق بما في ذلك الهجمات الثلاث على البنية التحتية للنفط والغاز في السليمانية في الأربعة أيام الماضية". واشار الى ان "هذه الهجمات تهدف لتقويض الاستقرار الاقتصادي وتحدي السيادة العراقية، وزرع الانقسام والترهيب".. داعياً إلى "التحقيق في هذه الهجمات ومحاكمة المسؤولين عنها".

وتقول السلطات العراقية انه قد تم تحديد المواقع او المناطق التي انطلقت منها الصواريخ التي استهدفت حقول كورمور الغازي موضحة انها تبعد عن الشركة 7 كيلو مترات منوهة الى ان هذه المنطقة تخلو من وجود لاجهزتها الامنية.