احتجزت السلطات التركية سفينة شحن ترفع العلم الروسي، ومحملة بالقمح، بعدما وصلت مياهها الإقليمية، في البحر الأسود، وذلك حسبما قال السفير الأوكراني لدى تركيا.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول تركي قوله إن بلاده تحقق في مزاعم بشأن سفينة الشحن المحملة بالقمح التي ترفع العلم الروسي.

وقال السفير فاسيل بودنار : "نتعاون بشكل تام مع السلطات التركية، والسفينة راسية الآن عند مدخل الميناء، بعد احتجازها بواسطة سلطات الجمارك التركية".

ولقد تتبعنا خط سير السفينة من ميناء برديانيسك، في المناطق التي تحتلها روسيا، شرقي أوكرانيا، حتى وصولها ميناء قراصو التركي، على الساحل الجنوبي للبحر الأسود.

وأكد المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن الكرملين ليس لديه معلومات حول احتجاز سفينة الحبوب الروسية في تركيا، بحسب وكالة سبوتنك الروسية للأنباء.

وليس من الواضح، من أين جاءت السفينة، "زيبيك زولي"، أصلا، ولا كيف تم تحميلها، لكن السلطات الروسية، تعرضت لاتهامات بسرقة القمح، من المناطق التي احتلتها في أوكرانيا، وهي اتهامات تنفيها روسيا.

خط سير السفينة
BBC

ويقع ميناء برديانيسك، في إقليم، زابوريزهزيا، جنوبي أوكرانيا، على ساحل بحر أزوف.

وتم إعلان مغادرة السفينة، ميناء برديانيسك، على موقع تليغرام، للتواصل الاجتماعي، عبر حساب إيفين باليتسكي، الحاكم الذي عينته روسيا، مؤخرا للمناطق التي احتلتها شرقي أوكرانيا.

وقال باليتسكي، إن بلاده سترسل أكثر من 7 آلاف طن من القمح للدول "الصديقة".

وأضاف أن السفن التابعة لقيادة فيلق البحر الأسود، الروسي، "ستوفر الحماية"، لسفن الشحن أثناء تحركها، في البحر، وذلك بعد تطهير مياه الميناء، في برديانيسك، من الألغام البحرية.

وقام باليتسكي، لاحقا بتعديل منشوره، وأزال، بيانات السفينة، وتفاصيل حول حمولتها، ومقصدها.

وقد نشرت حسابات مقربة من الحكومة الروسية، "الكرملين"، على تليغرام، مقاطع فيديو، للسفينة، أثناء مغادرتها برديانيسك، صحبة عدد من البوارج العسكرية، الروسية.

وبمقارنة الصور الواردة في التقرير الإخباري المذكور، بصور الأقمار الاصطناعية، للميناء، تمكنا من التأكد، من أن الصور كانت في ميناء برديانيسك بالفعل.

وتشير وضعية الظلال، في المقطع، وطبيعة الطقس، إلى أن الفيديو، تم تصويره في صباح الثامن والعشرين، من الشهر الماضي.

وتم تظليل بعض المعلومات، في الفيديو، مثل اسم السفينة، لكن رغم ذلك تمكنا من التأكد من أن السفينة التي غادرت ميناء برديانيسك، هي نفسها السفينة المحتجزة في تركيا، وذلك بناء على صور منشورة على تطبيق تليغرام، إضافة إلى شهود عيان، نقلوا شهاداتهم لخبير شحن أوكراني.

وتمكنا أيضا من تحديد تتبع التحركات الأولى لزيبيك زولي، عندما بدأت الاتجاه إلى أوكرانيا، لتحميل شحنتها.

وفي 22 من الشهر الماضي، أبحرت السفية من تركيا، وأفرغت شحنتها، في ميناء نوفوروسيسك، الروسي، وبعدها اقتربت من الساحل الأوكراني، ثم انقطعت إشارة التعقب الخاصة بها، ما يرجح أن جهاز الإشارة قد تم إغلاقه.

وظهرت الإشارة مرة أخرى، في التاسع والعشرين، من الشهر الماضي، عندما كانت تتجه جنوبا في البحر الأسود، بعيدا عن الساحل الأوكراني، ويقوم جهاز التتبع أيضا بالإبلاغ عن عمق غاطس السفينة، وهو ما أوضح أنها كانت تحمل شحنة كبيرة.

واعتبرت ميشيل بوكمان، الخبيرة في "لويدز ليست" للاستخبارات، أن هذا السلوك يمثل "تصرفا مثيرا للشبهات".

وتقول إن الكثير من سفن الشحن، تغلق أجهزة التتبع الخاصة بها، خلال جزء من رحلتها، في بحر أزوف، لكن أغلبها يعيد تشغيله مرة أخرى عند الوصول.

وليس من المعروف، ما إذا كانت السفينة تنوي تفريغ شحنتها في ميناء قراصو التركي، أو مواصلة الإبحار جنوبا باتجاه مضيق البوسفور، ومنه إلى جهة أخرى غير معلومة، حتى الآن.

السفينة زوبيك زولي، تمتلكها شركة "كي تي زد إكسبريس" ومقرها في كازاخستان، وقالت لرويترز إن السفينة تم استئجارها من قبل شركة روسية، وأضافت أنها لازالت تتواصل مع الأطراف الأخرى، التي لها صلة بالموضوع، وأنها ستلتزم، بجميع العقوبات، وقيود الحظر الدولي.