هايلاند بارك (الولايات المتحدة): أعلن القضاء الأميركي الثلاثاء أنه وجه إلى منفّذ الهجوم المسلّح الذي استهدف الإثنين مشاركين في عرض لمناسبة عيد الاستقلال في هايلاند بارك القريبة من شيكاغو سبع تهم بالقتل العمد وقد يمضي بقية حياته في السجن.

وإذا أدين روبرت كريمو (21 عاماً) بهذه التّهم فسيواجه عقوبة السجن مدى الحياة من دون إمكان حصوله على إطلاق سراح مشروط، على ما أعلن إريك ريابنهارت المدّعي العام لمقاطعة ليك.

وأضاف المدّعي العام "هذه ليست سوى التهم الأولى من تهم كثيرة أخرى ستوجّه إلى كريمو".


صورة مؤرخة في 4 يوليو 2022 لمطلق النار في هايلاند بارك في ولاية إلينوي الأميركية

وقبض الإثنين على روبرت كريمو وهو من سكان هايوود، شمال هايلاند بارك، حيث وقع إطلاق النار، بعد مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 30 خلال عرض لمناسبة يوم الاستقلال.

وقال كريستوفر كوفيلي الناطق باسم الشرطة إنه لم يتم بعد تحديد أي دافع للهجوم الذي أطلق خلاله المسلح عشرات الطلقات من بندقية نصف آلية من سطح أحد المنازل على الحشد.

وأضاف أن كريمو كان "يرتدي ملابس نسائية ويعتقد المحققون أنه فعل ذلك لإخفاء وشوم على وجهه وهويته وتسهيل هروبه عبر الاندساس بين الفارين إثر حالة الفوضى" التي أثارها إطلاق النار.

وأوضح أن المسلح صعد إلى سطح محل تجاري يطل على طريق العرض باستخدام سلالم النجاة وأطلق أكثر من 70 طلقة من بندقية اشتراها بشكل قانوني، مخلفاً سبعة قتلى و35 جريحاً على الأقل وفق حصيلة للشرطة الثلاثاء.

وزارت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الموقع مساء الثلاثاء.

نصب تذكاري

ومن بين الأشخاص الذين لقوا حتفهم زوجان هما إيرينا وكيفن مكارثي اللذان نقل سكان محليون ابنهما أيدن البالغ عامين إلى بر الأمان.

والثلاثاء، كانت شرائط الشرطة الصفراء لا تزال تنزر موقع المأساة فيما توقف الزمن في الشارع الرئيسي للمدينة عند اللحظات التي أعقبت إطلاق النار.

فخلال فرارهم، ترك الناس وراءهم أغراضهم الشخصية التي ما زالت مبعثرة على الأرصفة: دراجات هوائية مزينة بألوان العلم الأميركي وعربات أطفال وكراس قابلة للطي.

أمام أحدى الكنائس، علّقت قلوب زرقاء على أعمدة بيضاء صغيرة، وكتبت في وسطها أسماء الضحايا. وتناوب سكان البلدة مساء الثلاثاء على كتابة إهداءات على القلوب ستسلّم بعد ذلك إلى أسر المفقودين.

وقالت سوسانا كالكنز، وهي من السكان المحليين من أمام هذا النصب التذكاري الموقت "دمّرنا جميعاً" مضيفة أنها في حالة عدم تصديق لكن "هذه المرة حدث ذلك هنا، عندنا".

وروى ديفيد بوم، وهو طبيب شارك في عمليات الإغاثة في موقع المأساة لمحطة "سي أن أن" مدى فظاعة الهجوم، مشيراً إلى ضحايا "منفجرين" وجثث "أحشاؤها ظاهرة" جراء الإصابة بالطلق الناري.

وأوضح كوفيلي أنه جرى التعرف على مطلق النار من خلال مقاطع فيديو التقطتها كاميرات المراقبة وتعقب البندقية التي اشتراها بشكل قانوني.

وقال الشرطي إن الشاب حاول الانتحار في نيسان/أبريل 2019 وتابعه طبيب.

في أيلول/سبتمبر 2019، استُدعي شرطيون إلى منزل الأسرة بعدما هدد بأنه "سيقتل الجميع".

وضبطت الشرطة 16 سكيناً، وخنجراً وسيفاً، لكن لم يُقبض على كريمو لأن أحداً لم يتقدم بشكوى، كما أكد كافيلي.

ويظهر المشتبه به في صور على حسابه في تويتر مع علم مؤيد للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.

وقالت رئيسة بلدية المدينة نانسي روترنغ لبرنامج "توداي" على محطة أن بي سي "ما زلنا مصدومين. كل منا يعرف شخصاً تأثر بهذا بشكل مباشر".

وأشارت إلى إنها كانت تعرف شخصياً المشتبه به عندما كان صبياً في فرقة أشبال الكشافة وكانت مسؤولة عن الأشبال.

وأضافت "نسأل أنفسنا: ماذا حدث؟ كيف يمكن أن يصبح شخص ما غاضباً لدرجة أن يهاجم أبرياء كانوا يمضون يوماً في الخارج مع العائلة؟".

وقالت روترنغ إن "حزناً وصدمة لا يصدقان" سيطرا على المدينة.

حيازة الأسلحة

وما زالت الولايات المتحدة تحت صدمة سلسلة عمليات إطلاق نار بما فيها مأساة في مدرسة ابتدائية في يوفالدي في ولاية تكساس أسفرت عن مقتل 21 شخصاً، من بينهم 19 تلميذاً في 24 أيار/مايو.

وأحيت هذه المأساة الجدل حول حيازة الأسلحة النارية التي يحملها نحو 400 مليون شخص الولايات المتحدة.

والثلاثاء، طلب الرئيس جو بايدن تنكيس الأعلام على الإدارات الرسمية. الأسبوع الماضي، وقع بايدن أول مشروع قانون فدرالي بشأن ضمان السلامة من الأسلحة منذ عقود، بعد أيام فقط من حكم المحكمة العليا بأن للأميركيين حقاً أساسياً في حمل مسدس في الأماكن العامة.

وتواجه البلاد عموما زيادة في العنف المسلح، مع مقتل أكثر من 22,400 شخص منذ بداية العام وفق موقع "غن فايولنس أركايف" الذي يشمل حالات الانتحار في بياناته.