إيلاف من بيروت: ربما يتمنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومستشاروه في الكرملين ألا يكونوا قد بدأوا الحرب في أوكرانيا. لكن الآن، بعد أن بدأ ذلك، كان عليهم استثمار بقائهم السياسي (والحرفي في حالة بوتين) في نجاح الحرب. بالنسبة للجميع في الغرب، إخفاقات الجيش الروسي واضحة. لكن بالنسبة إلى الروس، إنها غير واضحة بسبب الكرملين وتضليله الإعلامي.

حرب فاشلة

لا يمكن إنكار أن الحملة الروسية في أوكرانيا فشلت حتى الآن فشلاً ذريعاً. استنادًا إلى أرقام الضحايا الأوكرانيين، والتي تم تأكيدها إلى حد ما من خلال التقارير المستقلة والاستخبارات الغربية، فقد فقدت موسكو ما يقرب من 40 ألف رجل، وربما يصل عدد الجرحى إلى 120 ألفاً.

علاوة على ذلك، فقد الجيش الروسي آلاف الدبابات وعربات المشاة القتالية وناقلات الجند المدرعة والطائرات والمروحيات والمركبات المتنوعة. بالنسبة إلى "العملية العسكرية الخاصة" كان من المفترض أن تستمر بين 72 ساعة وأسبوعين، فهذا أمر سيء للغاية.

لذا، أحد الأسئلة هو: كيف تمكن بوتين ونظامه من إقناع الشعب الروسي بحرب أوكرانيا؟ مؤكد أن روسيا دولة استبدادية (إن لم تكن ديكتاتورية) في كل شيء ما عدا الاسم. لكن المشاعر الشعبية لا تزال مهمة (كانت الحرب الفاشلة في أفغانستان التي انتهت في عام 1989 أحد أسباب انهيار الاتحاد السوفياتي في أوائل التسعينيات). يدرك بوتين والكرملين ذلك، وقد اعتمدوا على الأكاذيب الصريحة والمعلومات المضللة لإخفاء حقيقة ما يجري في أوكرانيا، والكارثة الاقتصادية التي تلوح في الأفق بسبب العقوبات الغربية.

قراءة بين السطور في أوكرانيا

في منشور أنيق على تويتر، وضع البريطانيون الواقع كما نعرفه في الغرب جنبًا إلى جنب مع ما كان الكرملين يقوله لشعبه. على سبيل المثال، تساهم الحرب في أوكرانيا في ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تؤثر على العائلات الروسية أيضًا، كما بقية العالم. لكن الكرملين يحاول مواجهة ذلك بالقول إن أفعاله لا تؤثر ولا يمكنها أن تؤثر على انعدام الأمن الغذائي الذي ابتليت به أجزاء كثيرة من العالم بسبب الحرب.

على الصعيد الاقتصادي، توقعت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 8 في المئة، بينما يغادر قادة الأعمال روسيا، بما في ذلك نحو 15 ألف مليونير روسي من المحتمل أن يحاولوا مغادرة البلاد. لكن، لمواجهة هذا الوضع الاقتصادي القاتم، قال الكرملين إن الوضع الاقتصادي تحت السيطرة.

قال بوتين في 18 يونيو: "تصرف رجال الأعمال والسلطات الروسية بطريقة جماعية ومهنية خطوة بخطوة، وسنعمل على تطبيع الوضع الاقتصادي".

خسائر فادحة

على صعيد التكلفة البشرية، تدرك أوكرانيا والغرب أن القوات الروسية تعاني خسائر فادحة (صرحت الحكومة البريطانية بمقتل ما لا يقل عن 20 ألف جندي روسي، وهو أكثر من ضعف العدد الذي فقده السوفايت في عشر سنوات من الحرب في أفغانستان)، بينما قيادتهم تخذلهم في كل منعطف مع انخفاض معنوياتهم لاحقًا. في الواقع، كان هناك حالات رفضت فيها وحدات كاملة القتال، وحصلت مواجهات مسلحة بين الضباط والجنود. لهذا، يتمسك الكرملين بموقفه: الحرب تسير على ما يرام.

قال بوتين في أبريل بعد الإخفاقات في كييف: "تظهر القوات الروسية الشجاعة، وتتصرف بطريقة مناسبة ومهنية وفعالة، باستخدام الأسلحة الأكثر تقدمًا ذات الميزات الفريدة".

خلافاً لمزاعم نخب الكرملين، تواجه العائلات الروسية ارتفاعًا في الأسعار وويلًا اقتصاديًا، بينما يعاني أبناؤها في الجيش ضعف القيادة وخسائر كبيرة. صرحت الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي: "حان الوقت لوقف الأكاذيب وإنهاء هذه الحرب".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "1945"