ايلاف من لندن : مع تصاعد الصراعات بين القوى السياسية العراقية وتحشيدها لانصارها فقد دعا وزير الدفاع القوات المسلحة الخميس الى الابتعاد عن الخلافات السياسية والحذر من الانجرار للفتنة.

وخلال ترؤسه اجتماعا افتراضيا اليوم عبر دائرة تلفزيونية لقادة العمليات والفرق ومعاوني رئيس أركان الجيش وقائد القوات البرية ومدير الاستخبارات العسكرية، دعا وزير الدفاع جمعة عناد سعدون في كلمة له قادة وأفراد القوات المسلحة الى الابتعاد عن المناكفات السياسية وأن يكونوا على مسافة واحدة من الجميع وأن لا يركنوا الى جهة ضد أخرى.. محذرا من ان البلاد تمر هذه الايام بظروف عصيبة سببها الإنسداد السياسي.

مواجهة الارهاب والمخدرات وحماية التظاهرات

وأضاف الوزير قائلا ان "واجبنا مقدس هو حماية الوطن والشعب وكلٌ يعمل ضمن قاطعه فالذي في قاطعه إرهاب فواجبه مقاتلة الأرهاب بكل عزيمة واندفاع والذي في قاطعه تظاهرات فان عليه ان يحميها يحمي هذه التظاهرات والذي في قاطعه تهريب مخدرات فعليه مكافحة هذه الآفة المدمرة والذي في قاطعه نزاعات عشائرية فعليه السيطرة عليها ومنعها" كما نقل عنه اعلام وزارة الدفاع تابعته "ايلاف".

وشدد وزير الدفاع على قادة القوات المسلحة بضرورة "اتخاذ جميع تدابير الحيطة والحذر والانتباه لأن عدوكم يعيش على الغفلة وانتهاز الفرص وعليكم بمتابعة منتسبيكم باستمرارمن حيث الأمور الإدارية والضبطية والتدريب بما يسمح الموقف بذلك وكذلك الاهتمام بكل مقتنيات التشكيل والوحدة، من أسلحة وتجهيزات ومعدات وعجلات".

وأكد جمعة في الختام على "عدم الانجرار وراء الفتنة وانما التصرف بحكمة وحيادية كما عهدتكم أنتم أبناء هذا الجيش البطل الذي يحمل في سفره الخالد البطولات والصولات والجولات على مر الزمن".

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد دعا أمس القوى السياسية إلى الحوار وحملها مسؤولية إنهاء حالة الانسداد السياسي.
واشار في كلمة له لدى وضع حجر الاساس لمطار الموصل الدولي الى النجاح في "عبور التحدي الاقتصادي وكذلك التحدي الأمني" .. مؤكدا على ان أنه "مطلوب من الكتل السياسية أن تتحمل مسؤولياتها بحل موضوع الانسداد السياسي؛ من أجل مصلحة العراق ومستقبله".
وشدد على أن "الجميع عليهم العمل بكل قوة لحل الانسداد السياسي واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات، وليس لدينا خيار غير الحوار. الحوار لألف سنة، أفضل من لحظة نصطدم بها كعراقيين".

تحشيد لتظاهرات ولاخرى مضادة

وجاءت تحذيرات وزير الدفاع العراقي في وقت تصاعدت صراعات القوى السياسية العراقية خلال الساعات الاخيرة اذ اعلن التيار الصدري والاطار التنسيقي والقوى المدنية عن حشد جماهيرهم لتظاهرات تنطلق وسط العاصمة والمحافظات غدا تطالب بالتغيير وحماية الدولة.

واليوم الخميس دعا التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر انصاره إلى تجمعات حاشدة في بغداد والمحافظات عصر غد الجمعة بالتزامن مع التظاهرة التي يعتزم أنصار الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران تنظيمها في الوقت نفسه.

وقال صالح محمد العراقي المتحدث بأسم الصدر في تدوينة على فيسبوك: "على محبّي الإصلاح الإستعداد (لدعم الإصلاح) وذلك بتجمّع حاشد كلّ في محافظته عدا النجف وفي الساعة الخامسة من يوم غد الجمعة جزيتم خير الجزاء والبقاء حتى إشعار آخر من هذه الصفحة لا الصفحات المزوّرة".

وأوضح أن سبب التظاهرة هو "إغاضة الفاسدين.. وما تطؤون من موطئ يغيض الفاسدين إلاّ كُتب لكم به عمل صالح".. مؤكدا على ضرورة "ملء الاستمارات القانونية لتقديمها الى القضاء من أجل حلّ البرلمان"، مشددا على المعتصمين امام مبنى البرلمان بداخل المنطقة الخضراء وسط بغداد بضرورة الاستمرار قائلا "على المعتصمين الاستمرار على اعتصامهم مشكورين".

يشار الى ان العراق يعيش منذ 300 يوم شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول أكتوبر 2021 ولم تفضِ مفاوضات تواصلت بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة.

وتعلو حاليا اصوات الاحزاب والنخب السياسية داعية الى حل البرلمان والذهاب الى انتخابات مبكرة جديدة لانهاء حالة الانسداد السياسية الخطيرة التي تُخيم على العراقيين وتنذر بنتائج كارثية.