كييف (أوكرانيا): استهدف هجوم بطائرة مسيّرة تم تحميل القوات الأوكرانية مسؤوليته السبت مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود غداة إعلان البنتاغون عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 775 مليون دولار تهدف لإحداث تحوّل في سير المعارك.

في الأثناء، أصيب 12 أوكرانيا بينهم ثلاثة أطفال، بجروح السبت في قصف استهدف مدينة قريبة من محطة نووية رئيسية، وفق ما أفادت النيابة العامة في أوكرانيا.

ووقع الهجوم على الأسطول الروسي السبت في سيباستوبول ولم يخلف إصابات، على ما أفاد حاكم المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوزجايف.

وقال رازفوزجايف في رسالة عبر تطبيق تلغرام "تم إسقاط الطائرة المسيّرة فوق مقر الأسطول وسقطت على السقف واندلعت منها النيران".

ولم يخلف الحادث "أضراراً بالغة" ولا إصابات، وفق ما أفاد الحاكم محمّلاً القوات الأوكرانية مسؤولية العملية.

ويعد الهجوم الثاني الذي يستهدف مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود في سيباستوبول في أقل من شهر.

ويأتي بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة مخصصة لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار بهدف مساعدة كييف على قلب المعادلة على الأرض واستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية منذ بدأ الغزو في 24 شباط/فبراير.

وأفاد مسؤول رفيع في البنتاغون الصحافيين بأن المساعدات الجديدة تشمل صواريخ دقيقة وأسلحة مضادة للدروع وطائرات استطلاع مسيّرة ومدفعية ومعدات لإزالة الألغام، بما يمكن أن يعزز الهجمات الأوكرانية.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "ترون نقصاً تاماً وكاملاً في التقدم الروسي في ساحة المعركة".

وتتضمن حزمة المساعدات الجديدة صواريخ لأنظمة هيمارس التي يستخدمها الأوكرانيون لضرب مستودعات الأسلحة الروسية وصواريخ "هارم" جو-أرض المضادة للرادارات.

كما تشمل أيضاً 15 طائرة استطلاع مسيّرة من طراز "سكاي إيغل" وألف صاروخ جافلين مضاد للدروع و1500 صاروخ تاو ومدفعية جديدة مع ذخيرة.

وتأتي هذه الحزمة الـ19 من المساعدات منذ بدء الحرب في وقت تُظهر المعارك استخدام القوات الأوكرانية لأسلحة دقيقة موجهة زودها بها الحلفاء بهدف تنفيذ ضربات في مواقع بعيدة خلف خطوط العدو، إضافة الى تدميرها عشرات مستودعات الأسلحة ومراكز القيادة الروسية منذ منتصف حزيران/يونيو.

ضربات عميقة

ومؤخراً تعرض مطار روسي ومنشآت أخرى في عمق شبه جزيرة القرم لأضرار جسيمة. وهذا الأسبوع انفجر مستودع أسلحة على بعد نحو 50 كيلومتراً داخل مقاطعة بيلغورود الروسية.

ولفت خبراء عسكريون الى أن هذه الحوادث تشير إلى قدرة أوكرانيا على توجيه ضربات عميقة خلف خطوط الدفاع الروسية واستعدادها لشن هجمات بعد مرور ستة أشهر على الغزو.

وبالفعل، أعلن الجيش الأوكراني السبت إسقاط أربعة صواريخ كروز عالية الدقة أطلقت من البحر الأسود قرب مدينة دنيبرو (وسط).

وأفاد رئيس بلدية ميليتوبول الواقعة في منطقة خيرسون التي احتلها الروس إيفان فيدوروف أن الجيش الأوكراني قصف قاعدة عسكرية روسية في المدينة.

في الأثناء، ترتفع حصيلة الضحايا المدنيين إذ أصيب 12 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال في هجوم للقوات الروسية على مبنى سكني وعدة منازل في مدينة فوزنيسينسك، بحسب ما أفاد مكتب النائب العام.

وقال المصدر على تلغرام إنه "بحسب البيانات الأولية، أصيب 12 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال بجروح"، مشيراً إلى أن "طفلين في حالة حرجة".

وقال الحاكم الإقليمي فيتالي كيم في وقت سابق على تلغرام إن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح بينهم أربعة أطفال تبلغ أعمارهم ما بين ثلاث سنوات و17 عاماً جميعهم "حالاتهم حرجة".

وتقع فوزنيسينسك على بعد حوالى 20 كلم من المحطة النووية في بريفدينوكراينسك، ثاني أكبر محطة في أوكرانيا.

كما أعلن الجيش الأوكراني عن هجمات روسية في منطقة دونيتسك شرقاً.

بعثة إلى زابوريجيا

وتأتي التطورات الأخيرة بعدما وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة على أن ترسل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعثة إلى محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا.

وحذّر بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن "القصف المنهجي لمنطقة محطة زابوريجيا للطاقة النووية يثير مخاطر وقوع كارثة واسعة النطاق يمكن أن تؤدي إلى تلوث إشعاعي في مناطق شاسعة".

في الوقت نفسه طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا الجمعة خلال زيارة إلى أوكرانيا بعدم قطع محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها في جنوب البلاد، عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، في وقت تتبادل كييف وموسكو التهم بقصف الموقع.

واعتبر غوتيريش الخميس خلال زيارة إلى مدينة لفيف في غرب أوكرانيا حيث التقى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتركي رجب طيب إردوغان أن "إلحاق أي ضرر بمحطة زابوريجيا سيكون بمثابة انتحار" داعيًا مرةً جديدة إلى جعل المحطة التي يحتلّها الجيش الروسي منطقة "منزوعة السلاح".

وفي رسالته اليومية مساء الجمعة قال زيلينسكي إن "هذا الصيف سيسجل في تاريخ العديد من الدول الأوروبية على أنه واحد من الأكثر مأسوية على الإطلاق".