بحث مصطفى الكاظمي مع مسؤولة أميركية في بغداد الأحد دور العراق لتخفيف التوترات الاقليمية وضروة اطلاق المبادرات لحوار عراقي شامل يُنهي الأزمة السياسية الحالية.

ايلاف من لندن: خلال اجتماع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف والوفد المرافق لها، تم البحث في العلاقات الثنائية بين بلديهما، وفي تطورات الأحداث في العراق، ودور الحكومة في مواجهة التحديات وجهودها لاحتواء الأزمة السياسية الراهنة، بإطلاق مبادرات عدّة لحوار وطني شامل بين جميع القوى الوطنية السياسية.

من المنتظر ان يدعو الكاظمي غدا الاثنين القوى والشخصيات السياسية في بلاده الى جلسة ثانية للحوار الوطني الذي يرعاه وانطلقت جلسته الاولى في 16 من الشهر الماضي.

دور العراق في التخفيف من التوترات ألاقليمية

كما تناول الاجتماع بين الكاظمي والمسؤولة الاميركية بالبحث عددا من القضايا الإقليمية، والملفات ذات الاهتمام المشترك، وشهد التأكيد على دور العراق البارز في التخفيف من حدة التوترات الإقليمية عبر جهود حكومة الكاظمي في انتهاج سياسة التهدئة والحوار بين دول المنطقة في اشارة الى احتضان بغداد لخمس جولات من الحوار السياسي بين السعودية وايران اللذين يهيئان حاليا لجولة سادسة تعيد علاقاتهما المقطوعة.

وأكدت ليف دعوة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن مؤخرا جميع القادة العراقيين إلى تعزيز الحوار الوطني بين القوى السياسية؛ لتجاوز الأزمة الراهنة في بلدهما والمضي في ترسيخ أمن العراق واستقراره، وجددت التأكيد على مواصلة الإدارة الأميركية دعم العراق وتعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين.

دعم اميركي للحوار

من جانبه، ثمن الكاظمي دعم الولايات المتحدة الأميركية للعراق وأكد أهمية استمرار التعاون بينهما في ملف مكافحة الإرهاب وتنمية العلاقات الثنائية وتوطيدها في مختلف المجالات الاقتصادية، والتعليمية، والثقافية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وكان الرئيس الاميركي بايدن قد دعا خلال اتصال هاتفي مع الكاظمي الاربعاء الماضي جميع القادة العراقيين إلى الانخراط في حوار وطني لوضع خارطة طريق من أجل الخروج من الانسداد السياسي الحالي لبذي تعيشه بلادهم حاليا.

ويشهد العراق حاليا ازمة سياسية خطيرة منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول اكتوبر 2021 وفاز فيها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وأفرزت خسارة قاسية للقوى الموالية لايران التي لجأت الى عرقلة انعقاد جلسات البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد يرشح رئيسا لحكومة جديدة ما اثار غضب الصدر الذي قام في 12 حزيران يونيو الماضي بسحب نوابه من البرلمان بعد ما وصفه بالتفاف قوى "الإطار التنسيقي" الشيعي على مشروع حكومة الأغلبية الوطنية الذي يدعو له وإصرارها على حكومة توافقية جديدة قائمة على المحاصصة الطائفية والحزبية والتي يراها الصدر سبباً رئيساً في استمرار الفساد والتردي الخدمي في البلاد.

ادى ذلك الى تصاعد الخلافات بين الجانبين وتفجرها عنفا بين مسلحيهما في اشتباكات دامية شهدتها المنطقة الخضراء وسط العاصمة مطلع الاسبوع الماضي أوقعت 30 قتيلا إضافة الى 700 مصابا غالبيتهم من القوات الامنية شكل اثرها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لجنة للتحقيق في ذلك برئاسة مستشار الامن القومي قاسم الاعرجي حيث بدأت الاربعاء الماضي تحقياتها في الأمر.