إيلاف من بيروت: استخدمت وكالة الاستخبارات المركزية مئات المواقع الإلكترونية للاتصالات السرية طالتها عيوب وثغرات كثيرة، حتى أمكن لمحقق هاوٍ أن يكشف أمرها، وفقًا لباحثين أمنيين. وأدت هذه العيوب إلى مقتل أكثر من عشرين مخبرًا أميركياً في الصين في عامي 2011 و 2012، كما قادت إيران إلى إعدام عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية.

أجرى البحث الجديد خبراء أمنيون في "سيتيزن لاب" بجامعة تورنتو، وبدأوا التحقيق في الأمر. وقالت المجموعة إنها لم تنشر تقريرًا تقنيًا مفصلاً كاملاً لنتائجها لتجنب تعريض عملاء وكالة الاستخبارات المركزية أو موظفيها للخطر. لكن النتائج المحدودة التي توصل إليها فريق الخبراء الأمنيين تثير شكوكًا جدية بشأن طريقة تعامل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مع إجراءات السلامة.

خريطة للشبكة

باستخدام موقع إلكتروني واحد ومواد متاحة للجمهور، قال "سيتيزن لاب" إنه حدد شبكة من 885 موقعًا على شبكة الإنترنت استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية.

ووجد أن المواقع التي يُزعم أنها معنية بالأخبار والطقس والرعاية الصحية وغيرها من المواقع الشرعية. وقالت "سيتيزن لاب" في بيان: "بمعرفة موقع واحد فقط، كان ممكنًا أن يكون أحد المحققين الهواة المتحمسين قد رسم خريطة لشبكة الاستخبارات الأميركية".

كانت هذه المواقع ناشطة بين عامي 2004 و 2013 وربما لم تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية مؤخرًا، لكن فريق "سيتيزن لاب" قال إن مجموعة فرعية من المواقع كانت مرتبطة بموظفين أو أصول استخباراتية نشطة ، بما في ذلك متعاقد أجنبي وموظف حالي في وزارة الخارجية. وأضاف الرفيق: "قيل إن البناء المتهور لهذه البنية التحتية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية أدى بشكل مباشر إلى تحديد العملاء وتحييدهم، وخاطر بحياة عدد لا يحصى من الأفراد الآخرين. نأمل أن يؤدي هذا البحث وعملية الكشف المحدودة لدينا إلى مساءلة المسؤولين عن هذا السلوك المتهور".

فكرة خاطئة

وقالت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية تامي كوبرمان ثورب: "تأخذ الوكالة التزامها حماية الأشخاص الذين يعملون معنا على محمل الجد، ونعلم أن العديد منهم يفعلون ذلك بشجاعة، في مواجهة مخاطر شخصية كبيرة. الفكرة القائلة إن الوكالة لن تعمل بجدية قدر الإمكان لحمايتهم هي فكرة خاطئة".

ولم تعلق وكالة الاستخبارات المركزية على التقرير.

يعود أصل القصة إلى عام 2018، عندما أفاد المراسلان جينا ماكلولين وزاك دورفمان من ياهو نيوز لأول مرة أن النظام الذي تستخدمه وكالة الاستخبارات المركزية للتواصل مع عملائها تعرض للاختراق من إيران والصين، ما أدى إلى تصفية أكثر من عشرين عميلًا في الصين في عامي 2011 و 2012. كما أفادت تقارير بأن المسؤولين عن هذا المر لم يخضعوا للمساءلة.

بدأ فريق "سيتيزن لاب" التحقيق في الأمر عندما حصل على معلومات بشأن أحد عملاء الولايات المتحدة في إيران تم القبض عليه وقضى سبع سنوات في السجن بعد استخدامه "شبكة تواصل غير آمنة".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غارديان" البريطانية