إيلاف من بيروت: اعترف دونالد ترمب في عام 2019 بأن الرسائل التي كتبها إلى كيم جونغ أون والتي أخذها معه لاحقًا عند مغادرته البيت الأبيض كانت سرية، وفقًا لتسجيلات أجراها مع الصحفي بوب وودوارد، والتي تشكك في صدقية أحد كبار المسؤولين في إدارة ترامب عن التحقيق في احتفاظه غير المصرح به بملفات حكومية.

في ديسمبر من ذلك العام، أطلع ترمب وودوارد على الرسائل التي كتبها كيم إليه، قائلاً: "لا أحد يملكها، لكني أريدك أن تعاملها باحترام... ولا تقل أنني قدمتها لك، حسنًا؟"، وفقًا لتسجيلات حصلت عليها شبكة سي إن إن وصحيفة واشنطن بوست الثلاثاء. والمعروف أن وودوارد ساعد في الكشف عن حملة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون للتجسس والتستر السياسي، والتي أدت إلى استقالة نيكسون في 8 أغسطس 1974.

يقول ووردوارد إن محاولة ترمب التمسك بالسلطة "تتجاوز حتى خيال نيكسون".

سرية للغاية

عندما طلب وودوارد، في مكالمة هاتفية في الشهر التالي، أن يرى ما كتبه ترمب إلى زعيم كوريا الشمالية، أجابه الرئيس: "هذه سرية للغاية".

تتعارض التعليقات مع ادعاء ترمب بأنه لم يأخذ معه أي أسرار حكومية عند مغادرته البيت الأبيض في يناير 2021. في الواقع، أمضى الأرشيف الوطني، المكلف بالحفاظ على سجلات الرؤساء السابقين، معظم عام 2021 في محاولة للحصول على رسائل كيم.

تثير تصريحات ترمب الواردة في المقابلة مع وودوارد أيضًا تساؤلات حول صدقية دفاعه في الادعاءات القائلة بأنه احتفظ بشكل غير قانوني بأسرار حكومية في منتجعه مارالاغو في جنوب فلوريدا، حيث فتش مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في أغسطس ونقل رزماً من الوثائق، ما أثار معركة قضائية بعد أن ادعى الرئيس السابق أن بعض الأوراق محمية بامتياز تنفيذي.

تظهر الرسائل الموجهة إلى كيم، التي كتبها ترمب كجزء من محاولة إدارته لنزع فتيل التوترات النووية مع كوريا الشمالية، إعجابه الواضح بزعيم أحد أكثر الأنظمة قمعية في العالم. تبادل الرجلان تحيات عيد الميلاد و "أطيب التمنيات" للأصدقاء والعائلة، وفقًا للترجمات الإنجليزية للرسائل التي ذكرتها "واشنطن بوست" والتي تم تضمينها في نسخة مكتوبة من الرسائل الصوتية.

غير رسمية وخطيرة

خلال زيارات وودوارد إلى البيت الأبيض، سأله ترمب عن الوثائق، وما إذا كان قد صنع "صورة عنها أو شيء من هذا القبيل". أجابه وودوارد أنه حفظها على جهاز التسجيل الخاص به. وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، قال وودوارد، وهو محرر مشارك في الصحيفة اشتهر بعمله في الكشف عن فضيحة ووترغيت، إن ترمب سمح له بالتعامل مع الوثائق في الجناح الغربي في البيت الأبيض، بينما كان أحد مساعديه يراقبه. قال وودوارد إن الوثائق لا تحتوي على علامات تصنيف واضحة.

في الكتاب المسموع، وصف وودوارد "الطريقة غير الرسمية والخطيرة التي يتعامل بها ترمب مع البرامج والمعلومات الأكثر سرية، كما رأينا الآن في عام 2022 في مارالاغو، حيث كان لديه 184 مستندًا سريًا، بما في ذلك 25 مستنداً يحمل تصنيف ’سري للغاية‘". وكان يتحدث على وجه التحديد عن تعليق ترمب بأنه "بنى نظام أسلحة لم يمتلكه أحد في هذا البلد من قبل. لدينا أشياء لم ترها أو تسمع عنها حتى".

وفي إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، قال ترمب للصحفي: "لدينا أشياء لم يسمع عنها بوتين وشي من قبل".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "غارديان" البريطانية