إيلاف من الرباط: كشفت إدارة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي ينظم دورته التاسعة عشرة ما بين 11 و19 نوفمبر المقبل، عن لائحتي السينمائيين المكرمين والسينمائيين المشاركين، في فقرة "حوار مع ..".
يتعلق الأمر بأربعة سينمائيين في فقرة التكريمات و10 في فقرة الحوارات.

تكريمات
ذكر بيان للمنظمين، تلقت "إيلاف المغرب"، الخميس، نسخة منه، أن المهرجان، ووفاء لنهجه المتمثل في الاحتفاء بالسينما العالمية في تنوعها، سيكرم أربع شخصيات من عالم الفن السابع، وذلك "تقديرا لمساراتها الفنية والمهنية الرائعة". يتعلق الأمر بالممثلة الأسكتلندية تيلدا سوينتون، والمخرج الأميركي جيمس جراي، ورائدة السينما المغربية المخرجة فريدة بنليزيد، والنجم الهندي رانفير سينغ.

السينمائيون الأربعة المكرمون بمهرجان مراكش

وقدم البيان سوينتون، باعتبارها ممثلة كبيرة في المشهد السينمائي العالمي، تحظى بواحدة من أكثر الفيلموغرافيات روعة وتميزا في العقود الأخيرة، حيث لعبت أدوارا متنوعة تنقلت من خلالها بين أفلام المؤلفين والإنتاجات الهوليوودية الضخمة.
وفية للسينمائيين الذين عملت تحت إدارتهم، اعتبرت سوينتون مصدر إلهام للمخرجين ديريك جارمان ولوكا جوادانيينو، وعملت بصفة منتظمة مع المخرجين جيم جارموش، ويس أندرسون وجوانا هوغ. وهي تتمتع بقدرة كبيرة على التحول في تشخيص أدوارها، إذ تتجاوز الأنواع السينمائية والشخصيات لتتألق بشكل مفاجئ في كل عمل جديد، موقعة بذلك على مسيرة مهنية متميزة تدوم لأزيد من 30 سنة، مما جعلها واحدة من أكبر الأسماء في السينما المعاصرة.
ونقل المنظمون عن سوينتون، بمناسبة تكريمها في مراكش قولها : "شعور قوي ذاك الذي انتابني وأنا أتلقى خبر هذا التكريم من مهرجان مراكش الذي أكن له كل الحب والتقدير. إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بأصدقائي مرة أخرى للاحتفال بهذا الموعد الاستثنائي للسينما العالمية واللقاء الرائع بين عشاق السينما من جميع أنحاء العالم، ولمعاودة الالتقاء بهذا الجمهور البديع. ممتنة جدا لكم".
وبخصوص غراي، قال البيان، إن جمهور السينما تعرف عليه في عقد التسعينات من القرن الماضي من خلال أول أفلامه "أوديسا الصغيرة"، الذي أخرجه وهو شاب في الخامسة والعشرين من العمر، مؤكدا نفسه كواحد من كبار المخرجين السينمائيين من أبناء جيله، وأحد أكثرهم موهبة.
وقام غراي بإخراج العديد من الروائع، مثل: "الساحات"، "نحن نملك الليل"، "عاشقان"، وغيرها، فبات يحظى بمكانة خاصة سواء في السينما المستقلة أو في أفلام الاستوديوهات. وهو يعتبر أفضل من يمثل سينما هوليود الجديدة، والعاشق المطلع للفن السابع؛ كما أنه صاحب عمل إنساني وحميمي متفرد، يستعرض العلاقات الأبوية والرومانسية، بشخصيات متفردة واختيارات وجودية.
وأكد غراي في تصريح رسمي له بمناسبة تكريمه بمراكش: "شكرا للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش على تشريفه لي بمنحي نجمته الذهبية. سعيد جدا بتقديم فيلمي "زمن هرمغدون" للجمهور المغربي. إنه فيلم شخصي للغاية، فهو لا يعكس جوانب معينة من طفولتي فحسب، بل يتطلع أيضا إلى المستقبل، ويقدم صورة عن بعض المشاكل والوقائع الجائرة التي مازالت حاضرة في عالمنا اليوم. أشكركم لأنكم شعرتم بهذه الموضوعات التي أتطرق لمعظمها في جميع أفلامي. شكرا لكم على هذا التكريم الرائع".
من جهتها، تعد فريدة بنليزيد رائدة في السينما المغربية، وتحظى برصيد فني به العديد من الإنجازات، مما جعلها شخصية محورية في السينما الوطنية. فهي أول امرأة مغربية عملت في مجال الإنتاج السينمائي، وهي السيناريست التي كتبت عددا من الكلاسيكيات، مثل "عرائس من قصب" و"باديس" و"البحث عن زوج امرأتي"؛ وهي كذلك المخرجة التي وقعت على أفلام تناولت موضوعات روحانية، وعالجت مكانة المرأة في المجتمع، والسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، والكشف عن الحقيقة. وهي فنانة مستقلة مهدت الطريق للعديد من السينمائيات المغربيات اللواتي رأين في مخرجة "باب السما مفتوح" و"كيد النساء"، نموذجا ملهما لمسارهن.
وقالت بنليزيد، عن مشاركتها وتكريمها في المهرجان: "أتوجه بالشكر إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على إحداث هذا المهرجان الرائع الذي يجمع كل أفراد عائلة السينما المغربية مع من يحضرون معنا من جميع أنحاء العالم. كما أتقدم بالشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، إنه لشرف عظيم أن أحظى بهذا التكريم من المهرجان، بعد أن كنت عضوا في لجنة تحكيم الدورة الأولى. وأشكر أيضا منظمي المهرجان على دعوتي لحضور فعالياته كل سنة. أعشق هذا المهرجان بشكل خاص، إنه يعمل على الترويج للأعمال السينمائية الأولى والثانية لمخرجيها. سعدت بمشاهدة أفلام رائعة على مدى عدة سنوات، وكان الاختيار الرسمي للأفلام دائما في مستوى متميز. أتطلع بشوق كبير للقاء بكم".
أما سينغ، فقد وقع على مسار فني مذهل معلنا نفسه كواحد من أكثر الممثلين الموهوبين في بوليوود وأحد النجوم الذين تمتد شعبيتهم بعيدا خارج حدود بلاده. في المغرب، وفي مراكش على وجه الخصوص، تحظى السينما الهندية بالعديد من المعجبين، ويعتبر سينغ من الشخصيات الأكثر شعبية. استطاع أن يهز ثوابت السينما الهندية وأن يظهر مسارا جديدا ميزتُه الذكورة غير المقيدة التي تحظى بطاقة تواصلية خارقة.
مما صرح به النجم الهندي للمنظمين، بمناسبة تكريمه: "شرف عظيم أن أتلقى هذا التكريم اعترافا بمسيرتي الفنية وأن أحظى بالنجمة الذهبية لمهرجان مراكش. أن أعلم أن عملي تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية ليجد صدى له في إفريقيا هو أجمل تقدير. السعادة الكبرى بالنسبة لفنان متواضع، أن يسعى لكي يجمع بين الناس من خلال الفن والترفيه. أتطلع بشوق كبير أن أكون في مراكش لأتلقى حب الجمهور هناك ولأعبر لهم عن خالص امتناني".

حوارات سينمائية
تعد فقرة "حوار مع .." من أكثر المواعيد المنتظرة في مهرجان مراكش، إذ تقترح "سلسلة من النقاشات المكثفة والمثيرة مع شخصيات متميزة من السينما العالمية"، متمثلة في "محادثات غير رسمية مع مبدعين كبار سيشاركون بكل سخاء جمهورَ مهرجان مراكش رؤيتهم وممارستهم للسينما، والتي تستند إلى تجارب رائعة وحكايات مثيرة"، حسب ما جاء في بيان المنظمين.
والشخصيات العالمية التي ستأتي للقاء بجمهور المهرجان في دورة هذه السنة، هي: الممثل البريطاني المتميز جيريمي أيرونز؛ الممثلة والمخرجة الفرنسية الموهوبة والحيوية جولي ديلبي؛ المخرج الإيراني الكبير المتوج مرتين بجائزة الأوسكار أصغر فرهادي؛ المخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، ثاني مخرجة تنال السعفة الذهبية في تاريخ مهرجان كان؛ نجم بوليوود رانفير سينغ، الذي سيحظى بالتكريم من قبل المهرجان؛ المخرج والشاعر الأميركي جيم جارموش؛ الممثلة الفرنسية المتألقة مارينا فويس؛ المخرج السويدي الحائز على سعفتين ذهبيتين روبن أوستلوند؛ المخرج الفرنسي المتفرد ليوس كاراكس؛ والمؤلف الموسيقي الفرنسي اللبناني الحائز على جائزة الأوسكار غبريال يارد.