اتُهمت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا بريفرمان، باستخدام لغة تحريضية ضد المهاجرين، بعد أن أخبرت النواب أنها تريد وقف "الغزو".

وفي نقاش محتدم في مجلس العموم، تعهدت بريفرمان بإصلاح نظام اللجوء "المتساهل بشكل ميؤوس منه"، ونفت منع استخدام الفنادق للتخفيف من الضغط الحاد على مركز معالجة طلبات المهاجرين في منطقة مانستون التابعة لكينت.

وأدانت إيفيت كوبر، من حزب العمال المعارض، تصريحات بريفرمان وشككت في موقفها.

وتوصل تقرير من زيارة في يوليو/تموز إلى أن الوضع في المركز كان قد تحسن بدرجة كبيرة.

لكن منذ ذلك الحين، أشار كبير مفتشي السجون إلى أن الوضع الحالي "تدهور بشكل كبير".

وتعهدت بريفرمان يوم الاثنين، بإصلاح نظام اللجوء البريطاني "المعطل" وتحدت دعوات المعارضة التي تطالب باستقالتها.

وأثارت بريفرمان غضب بعض النواب عندما قالت إن سياساتها مصممة لوقف "الغزو" على الساحل الجنوبي.

ووصفت بريفرمان نظام اللجوء بأنه "متساهل بشكل ميؤوس منه" وقالت إن البعض أراد "التخلص منها" لأنها مصممة على إصلاحه.

واتهمها حزب العمال بأنها غير مؤهلة لتولي المنصب وأدان تصريحاتها.

وقالت وزيرة الداخلية في حكومة الظل، إيفيت كوبر، إن عملية صنع القرار في وزارة الداخلية "انهارت" في عهد بريفرمان وسألت كيف "من المفترض أن يثق بها أي شخص".

وقالت كوبر في تغريدة على تويتر: "لن يستخدم أي وزير للداخلية إن كان جاداً بشأن السلامة العامة أو الأمن القومي لغة شديدة التحريض في اليوم التالي لهجوم خطير بقنبلة حارقة على مركز المعالجة الأولية في دوفر".

صورة لمركز مانستون للهجرة
Reuters
تم تصميم المركز في مانستون لاستيعاب 1600 شخص على أساس مؤقت

ويتم احتجاز حوالي 4000 شخص في مركز معالجة طلبات المهاجرين في مانستون، المصمم فقط لاستيعاب 1600 شخص على أساس مؤقت.

ونُقل مئات الأشخاص إلى هناك يوم الأحد بعد أن ألقى رجل قنابل حارقة على مركز منفصل للهجرة في دوفر. وتم العثور على الرجل لاحقاً ميتاً في مكان قريب.

وتم افتتاح المركز في مانستون في فبراير/شباط 2022، للعدد المتزايد من المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة، ويفترض أن يظل الناس هناك لمدة 24 ساعة فقط كي يخضعون لفحص أمني وتحديد هويتهم.

ومن المفترض بعد ذلك أن يتم نقلهم إلى مكان يحدده نظام إقامة طالبي اللجوء التابع لوزارة الداخلية، والذي يكون في الغالب فندقاً.

وعندما زار كبير مفتشي الهجرة المركز الأسبوع الماضي، وجد أن بعض الأشخاص كانوا هناك منذ أكثر من شهر. وشمل ذلك عائلة واحدة كانت هناك منذ 32 يوماً.

كما اتُهمت بريفرمان بتجاهل المشورة القانونية لتوفير المزيد من أماكن الإقامة للمهاجرين وسط تحذيرات من أن المركز معرض لخطر الاكتظاظ بشكل خطير.

وقالت مصادر لبي بي سي إن المسؤولين حذروا وزيرة الداخلية من أن الحكومة تتصرف خارج القانون بفشلها في توفير سكن بديل.

وفي تصريح في البرلمان، قالت بريفرمان: "لم أتجاهل المشورة القانونية" بإبقاء الأشخاص محتجزين في مانستون لفترة أطول من اللازم.

ورداً على استجواب كوبر لها، قالت بريفرمان إنها لم تمنع استخدام الفنادق في أي مناسبة ولم "ترفض نصيحة لشراء أماكن إقامة إضافية وطارئة".

وقالت بريفرمان إن سياساتها بالتعاون مع السلطات الفرنسية وإرسال بعض طالبي اللجوء إلى رواندا ستحد من عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور القنال، ووصفت النظام الحالي بأنه "معطل" والهجرة غير الشرعية "خارجة عن السيطرة".

وصل عدد قياسي من المهاجرين إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة هذا العام، مع عبور ما يقرب من 1000 مهاجر يوم السبت و468 مهاجراً آخر يوم الأحد.

وقالت الحكومة إنه في يونيو/حزيران الماضي، كان هناك 63،089 طلب لجوء، بزيادة 77 في المئة عن عام 2019.

وتنفق المملكة المتحدة ما يقرب من سبعة ملايين جنيه إسترليني يومياً على الفنادق لطالبي اللجوء - ومن المرجح أن ترتفع التكلفة، وفق ما قال النواب الأسبوع الماضي.

وذكرت صحيفة الغارديان يوم الأحد أن هناك الآن ما لا يقل عن ثماني حالات من الدفتيريا وحالة واحدة من المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين في مركز مانستون.