طهران: أكدت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها الإثنين، حيازتها "أدلة" على ضلوع موقوفين أجانب في "أعمال شغب" تشهدها على هامش احتجاجات أعقبت وفاة مهسا أميني.

واندلعت في إيران اعتباراً من 16 أيلول/سبتمبر احتجاجات في أعقاب وفاة الشابة أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءاً كبيراً منها "أعمال شغب". ووجّه القضاء تهماً لأكثر من ألفي موقوف على خلفية التحركات.

وسبق للسلطات أن أعلنت توقيف عدد من الأجانب لارتباطهم بالاحتجاجات، خصوصاً من بولندا وإيطاليا وفرنسا.

اتخاذ الإجراءات اللازمة

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "في ما يتعلق بالتدخلات التي أدت إلى إلحاق الضرر بإيران، أو في ما يتعلق بأداء مواطني الدول التي ارتكبت جرائم في إيران، أو لعبت دورًا في أعمال الشغب وتم القبض عليها، سنتخذ الإجراءات اللازمة".

وأضاف في مؤتمر صحافي "تم استدعاء سفراء بعض الدول وتقديم الأدلة والوثائق اللازمة لهم" على صلة مواطنيهم بالاحتجاجات، وتم الطلب منهم "الحصول على الإجابة من مراكزهم".

وأكد أن "إيران اتخذت الإجراءات اللازمة في إطار الدبلوماسية وواجبات الأجهزة الأمنية في هذا الصدد وستواصل متابعة الإجراءات اللازمة في إطار الآليات الدولية في الوقت المناسب"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وأعربت دول غربية عدة عن دعمها للاحتجاجات، وفرضت عقوبات على مسؤولين وكيانات في إيران رداً على ما تعتبره "قمع" السلطات للتحركات.

واستدعت الخارجية الإيرانية خلال الأسابيع الماضية سفراء دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا والدنمارك والنروج، لإبلاغهم احتجاج طهران على مواقف اتخذتها دولهم.

ومساء الإثنين، استدعت الخارجية الإيرانية السفير الألماني في طهران احتجاجاً على تصريحات أدلى بها المستشار أولاف شولتس نهاية الأسبوع، وفق ما أفادت وكالة "إرنا" الرسمية.

احتجاج شديد

وكان شولتس سأل السبت "أي نوع من الحكومات أنتم الذين تطلقون النار على مواطنيكم؟"، مضيفاً "من يتصرّف على هذا النحو عليه أن يتوقّع معارضتنا"، ومحمّلاً السلطات الإيرانية المسؤولية عن "انفجار العنف" في البلاد.

وأشارت "إرنا" الى أن الخارجية الإيرانية أبلغت السفير الألماني "احتجاجها الشديد" على "التصريحات غير المسؤولة" لشولتس، و"المقاربات المدمّرة لألمانيا حيال التطورات الداخلية" في الجمهورية الإسلامية.

وحمّلت طهران برلين المسؤولية عن "تبعات مواصلة تصريحات مماثلة وخطوات غير بنّاءة على مستقبل العلاقات بين البلدين"، محذّرة من أنها ستتخذ "رداً متناسقاً" على المواقف الصادرة بحقها.

وسبق للخارجية أن انتقدت موقف شولتس، معتبرة أنه "تدخلي واستفزازي".