مالابو: تشهد غينيا الاستوائية انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية ستفضي بالتأكيد إلى فوز تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوغو الذي يحكم منذ 43 عامًا، في مواجهة معارضة مقموعة في واحد من أكثر الأنظمة انغلاقًا واستبدادًا في العالم.
وأوبيانغ (80 عاما) المرشح لولاية سادسة مدتها سبع سنوات، هو صاحب الرقم القياسي العالمي في أطول مدة في الحكم لرئيس دولة، باستثناء الأنظمة الملكية.
وقد انتخب في كل عمليات الاقتراع بأكثر من 93 بالمئة من الأصوات وحزبه الذي يتمتع بنفوذ كبير "الحزب الديموقراطي لغينيا الاستوائية" يشغل 99 من مئة مقعد في الجمعية الوطنية ومقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 55.
ودعي 427 ألفا و666 ناخبا في سن الاقتراع من أصل 1,4 مليون نسمة إلى التصويت في هذه الانتخابات التي تجري الرئاسية منها في دورة واحدة ولن تعرف نتائجها قبل الإثنين على الأرجح.
وفتح مركز الاقتراع في مدرسة نويسترا سينورا دي بيسيلا في حي سيمو الشعبي أبوابه للسماح بدخول بضع عشرات من الناخبين الذين كانوا ينتظرون منذ الصباح الباكر ، حسبما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس في العاصمة مالابو.
وقال الناخب روبرتو نوربرتو أوندو (53 عاما) بعدما أدلى بصوته في المدرسة إن "الاقتراع يجري بشكل جيد وكل شيء طبيعي"، معتبرا أنه "يجب على كل مواطن أن يصوت وأتوقع أن تجلب لنا هذه الانتخابات الرخاء".
وينافس أوبيانغ مرشحان هما أندريس إيسونو أوندو عن "التقارب من أجل الديموقراطية الاجتماعية" حزب المعارضة الوحيد غير المحظور، وبوينافينتورا مونسوي أسومو من حزب "الائتلاف الاجتماعي الديموقراطي" الحركة الصغيرة المتحالفة مع الحزب الديموقراطي في الانتخابات التشريعية.
وكان أوبيانغ تولى السلطة في انقلاب في 1979 في هذا البلد النفطي الصغير الواقع في وسط إفريقيا واستقل عن اسبانيا منذ 1968.
حقوق الإنسان
ويواجه نظامه باستمرار اتهامات من المنظمات غير الحكومية الدولية والعواصم الغربية بقمع كل معارضة والاستخفاف بحقوق الإنسان وكذلك بانتشار الفساد.
وغينيا الاستوائية هي ثالث منتج للنفط وثالث أغنى دولة في إفريقيا جنوب الصحراء في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في 2021، حسب البنك الدولي، لكن الجزء الأكبر من ثروة البلاد يتركز بأيدي قلة.
ولم تمكن مؤسسة بريتون وودز من الحصول على بيانات حديثة عن الدولة لكنها قدرت في 2006 عندما كانت العائدات النفطية في أوجها، نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر بنحو ثمانين بالمئة (أقل من 1,9 دولار يوميا للفرد).
ومنذ أسابيع تغطي أعلام حزب الرئيس شوارع مالابو بينما قلصت مساحات ملصقات الأحزاب الأخرى للانتخابات التشريعية والبلدية إلى الحد الأدنى.
وتم تمزيق صور السيد إيسونو أوندو أو تغطيتها بشكل شبه منهجي بصورة تيودورو أوبيانغ مبتسما وعليها شعاره الانتخابي "الاستمرارية".
ومنذ أسابيع وكما حدث قبل كل انتخابات، تشن قوات الأمن حملة اعتقالات ضد معارضين. والمبرر هذه المرة هو إحباط "مؤامرة" للمعارضة لشن "هجمات" في مالابو والعاصمة الاقتصادية باتا.
وقبيل إعلان الرئيس المسن ترشحه للانتخابات مجددا في أيلول/سبتمبر، طرحت فرضية ترشح ابنه نائب الرئيس تيودورو نغويما أوبيانغ مانغ الملقب بـ"تيودورين" الذي يتمتع بنفوذ كبير، عن الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية، خصوصا بسبب حضوره المتزايد على الساحة السياسية منذ عامين.
لكن ميله إلى البذخ وإدانته في فرنسا لـ"مكاسب غير مشروعة" واتهامات بالفساد في بريطانيا والولايات المتحدة أثرت على سمعته، كما قال مسؤولون في الحزب بدون أن يكشفوا في مؤتمره الأخير في نهاية 2021.
التعليقات