تبيّن أن هناك 8 أطفال بين الأشخاص التسعة والثلاثين الذين أُنقذوا من قارب للمهاجرين بدأ يغرق في القنال الانجليزي يوم الأربعاء، وهذا الرقم مختلف عن الرقم الذي قدمه مجلس مقاطعة كنت البريطانية، والذي قال في وقت سابق إن 12 طفلاً كانوا على متن القارب ونُقلوا إلى الرعاية.

وقال المجلس إن مراهقاً كان من بين أربعة أشخاص لقوا حتفهم في الحادث، بينما لا يزال أربعة أشخاص في عداد المفقودين.

وكان هؤلاء على متن زورق مكتظ بدأ يغرق في المياه المتجمدة بين كنت وفرنسا.

وساعدت طواقم قارب صيد قريب وقوارب نجاة في عملية الإنقاذ.

وتجري طائرة من دون طيار عملية بحث عن الأشخاص الأربعة الذين ما زالوا مفقودين.

وقال مراسل بي بي سي سايمون جونز "الحقيقة هي أنهم يبحثون الآن عن جثث لا عن ناجين".

ونُقل الأطفال الذين أُنقذوا إلى الرعاية من قبل مجلس مقاطعة كنت.

وفي بيان مشترك، تعهدت المملكة المتحدة وفرنسا "بتدمير" نموذج أعمال عصابات تهريب البشر.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان ونظيرها الفرنسي جيرالد دارمانين إن المأساة تسلط الضوء على الحاجة إلى منع العبور بشكل مشترك.

وقالا: "قلوبنا مع جميع المتضررين من هذا الحدث المأساوي".

وقالت الوكالة البحرية وخفر السواحل إن بعض عمليات البحث جرت خلال الليل حيث طُلب من السفن في المنطقة نشر نقاط مراقبة وإبلاغ خفر السواحل في دوفر.

وأظهرت لقطات مصورة من عملية الإنقاذ يوم الأربعاء الزورق القابل للنفخ وهو يمتلئ بالمياه بينما كان البعض يرتدون قمصاناً وسترات نجاة رقيقة يصرخون طلباً للمساعدة.

وأظهر الفيديو الذي شاركه مالك سفينة الصيد بن سكوير، طاقم القارب وهو يسحب الناس من الماء والقارب بالحبال.

وقال أولئك الذين اُنقذوا من الزورق إنهم دفعوا 5 آلاف جنيه إسترليني لعبور القناة، حسبما علمت بي بي سي.

وبعد نقل الناس إلى بر الأمان، قال سكوير إن الطاقم وفّر لهم حماماً ساخناً وملابس وطعاماً للمساعدة في تدفئتهم.

وقال تشارلز بليث، مسؤول السلامة في الشركة التي تملك سفينة الصيد، إنه "من قبيل الصدفة المحضة" أنها كانت في المكان المناسب لعملية الإنقاذ.

وقال لبرنامج اليوم على راديو بي بي سي 4 "بمجرد أن رأى الأفراد على هذا الزورق سفينة الصيد الخاصة بنا، بدأ الكثير منهم في القفز والسباحة".

وقال إن أفراد الطاقم على متن السفينة تم تدريبهم على رعاية الطوارئ للأشخاص الذين يذهبون إلى البحر.

وقال رئيس قوارب النجاة في المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة يوم الخميس إن أطقم قوارب النجاة وصلت إلى مكان الحادث بعد 10 دقائق من مواجهة مركب الصيد وضعاً مروعاً ومؤلماً.

وشكر سايمون لينغ الإجراءات "التي لا تقدر بثمن" التي قامت بها سفينة الصيد، قائلاً إن أفراد الطاقم أنقذوا "أرواحاً لا تعد ولا تحصى".

وانخفضت درجات الحرارة في ذلك الوقت إلى أقل من درجة مئوية ومن المحتمل أن تكون أكثر برودة في البحر.

وقالت منظمة يوتوبيا 56 الفرنسية التي تساعد المهاجرين في كاليه إن زورقاً في محنة في القناة اتصل بها في الساعة 01:53 بتوقيت غرينتش عن طريق إرسال رسالة صوتية وموقع.

وقال نيكولاي بوسنر من المنظمة إن الرسالة الصوتية ذكرت أن هناك أشخاصاً في المياه وعائلات على متن القارب.

وقال لوكالة بي إيه نيوز: "من الواضح أنها كانت حالة طارئة، كان يطلب المساعدة"، مضيفاً أنه يمكن سماع الأطفال "يصرخون" في الخلفية.

ومع ذلك، قالت المنظمة إنه لم يكن من الممكن التحقق مما إذا كان نداء الاستغاثة يأتي من القارب المعني.

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يوم الأربعاء عن أسفه "للخسارة المأساوية في أرواح البشر".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، توفي ما لا يقل عن 27 مهاجراً بعد غرق زورق أثناء توجهه إلى المملكة المتحدة قادماً من فرنسا.

وقام نحو 460 شخصاً بالرحلة من فرنسا إلى كنت في قوارب صغيرة بين الجمعة والأحد، حسبما قال مراسل بي بي سي سايمون جونز.

وقد قام نحو 45 ألف شخص بالرحلة هذا العام حتى الآن.

ويعمل مجلس مقاطعة كنت مع وزارة الداخلية والشرطة من أجل حماية الأطفال المعرضين للخطر.