أخبر الرئيس جو بايدن نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الولايات المتحدة ستقف بجانب أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" في حربها مع روسيا.
"لن تقف وحدك أبداً"، حسبما قال بايدن لزيلينسكي أثناء زيارته للبيت الأبيض في أول رحلة خارجية له منذ بدء الغزو الروسي.
وأكد بايدن تقديم حزمة جديدة بأكثر من ملياري دولار كمساعدات لأوكرانيا ووعد بمبلغ 45 مليار دولار إضافي.
وأعرب زيلينسكي عن امتنانه لدعم واشنطن.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد يوم الأربعاء، قال بايدن للصحفيين إنه "ليس قلقاً على الإطلاق" بشأن الحفاظ على تماسك التحالف الدولي.
ووسط مخاوف من أن بعض الحلفاء ربما يشعرون بضغط تكلفة الصراع وتعطل إمدادات الغذاء والطاقة العالمية، قال الرئيس الأمريكي إنه يشعر "بالرضا الشديد" بشأن التضامن المتعلق بدعم أوكرانيا.
وقال بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا ينوي وقف هذه الحرب القاسية".
وباعتبارها أهم حليف لأوكرانيا، التزمت الولايات المتحدة بالفعل بمبلغ 50 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والمالية والأمنية - أكثر بكثير من أي دولة أخرى.
وأعرب زيلينسكي عن أمله في أن يمرر الكونغرس 45 مليار دولار إضافية كمعونة لأوكرانيا "لمساعدتنا في الدفاع عن قيمنا، واستقلالنا".
وحذر الجمهوريون الذين سيسيطرون على مجلس النواب في يناير/ كانون الثاني من أنهم لن يكتبوا "شيكاً مفتوحا" لأوكرانيا.
لكن زيلينسكي الذي سافر على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من مدينة رزيسزو البولندية، قال إنه "بغض النظر عن التغييرات في الكونغرس"، فإنه يعتقد أنه سيكون هناك دعم من الحزبين لبلاده.
وبعد اجتماع البيت الأبيض، ألقى الرئيس الأوكراني البالغ من العمر 44 عاماً خطاباً في جلسة مشتركة للكونغرس، حيث جرى الترحيب به بحفاوة بالغة.
وقال للمشرعين الأمريكيين إن بلاده لا تزال تقف "رغم كل الصعاب" وتوقع "نقطة تحول" في الصراع العام المقبل.
وبينما تعهد بأن أوكرانيا لن تستسلم أبداً، قال إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة.
"لدينا مدفعية، نعم، شكراً لكم"، حسبما قال، مستطردا "هل هذا يكفي؟ بصراحة، ليس حقاً".
وقال "لكي ينسحب الجيش الروسي بالكامل، هناك حاجة إلى المزيد من المدافع والقذائف".
وفي ختام خطابه، قدم زيلينسكي للكونغرس علم معركة وقعه المدافعون عن باخموت، وهي مدينة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا زارها عشية رحلته إلى واشنطن.
وتشمل حزمة المساعدات الأمنية التي أعلنتها واشنطن يوم الأربعاء نظام صواريخ باتريوت جديدا، والذي من المتوقع أن يساعد أوكرانيا على حماية مدنها من الصواريخ والطائرات من دون طيار التي أطلقتها روسيا على المنشآت الحيوية.
وشهد المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الأربعاء لحظة نادرة من الهزل، حين كان زيلينسكي، الممثل الكوميدي السابق، يجيب على أسئلة الصحفيين.
وقال الرئيس الأوكراني: "ماذا سيحدث بعد تثبيت صواريخ باتريوت؟ بعد ذلك سنرسل إشارة أخرى إلى الرئيس بايدن بأننا نرغب في الحصول على المزيد من صواريخ باتريوت".
"نحن في حرب، أنا آسف، أنا آسف حقاً"، حسبما قال باللغة الإنجليزية وبوجه جدّي، فيما ضحك الحاضرون.
ثم ضحك بايدن وقال: "نحن نعمل على ذلك".
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن تسليم نظام صواريخ أرض-جو متطور سيعتبر خطوة استفزازية.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال بوتين إنه يعتقد أن بلاده ليست مسؤولة عن الحرب في أوكرانيا، مضيفاً أن البلدين "يتقاسمان مأساة".
منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، يقدر الجيش الأمريكي أن ما لا يقل عن 100 ألف جندي روسي و 100 ألف جندي أوكراني قد قتلوا أو أصيبوا، إلى جانب حوالي 40 ألف قتيل مدني.
وسجلت الأمم المتحدة 7.8 مليون شخص كلاجئين من أوكرانيا في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك روسيا. ومع ذلك، فإن الرقم لا يشمل أولئك الذين أجبروا على الفرار من منازلهم ولكنهم بقوا في أوكرانيا.
التعليقات