الأمير هاري.
PA Media

اتهم الأمير هاري العائلة المالكة بعدم الدفاع عن زوجته ميغان في الجدل بشأن مقالة في صحيفة بريطانية كتبها جيرمي كلاركسون.

وقال دوق ساسكس في مقابلة مع قناة "آي تي في" إن "الصمت يصم الآذان" بشأن مقالة صحيفة (ذا صن) "الرهيبة" الشهر الماضي.

وقارن ذلك بالإجراء السريع الذي اتخذ بعد خلاف بشأن حفل استقبال في قصر باكنغهام.

ووصفت مقالة كلاركسون عن ميغان كيف أن الكاتب كان "يحلم باليوم الذي تجبر فيه ميغان على السير عارية في شوارع كل مدينة في بريطانيا، والجماهير تهتف: "عار!".

ولكن الصحيفة سحبت المقالة في وقت لاحق، واعتذرت الصحيفة والكاتب نفسه. ووصف الأمير هاري المقالة بأنها "مروّعة ومؤلمة وقاسية تجاه زوجتي".

وقال "العالم يطلب شكلا من أشكال التعليق من القصر الملكي. لكن الصمت - ولأقل ذلك بعبارة لطيفة - يصم الآذان".

"لم يتفوهوا بكلمة واحدة في كل ما يتعلق بزوجتي، بعد ست سنوات".

ميغان.
Getty Images
ميغان عاملها بعض أفراد العائلة المالكة بصورة نمطية أساءت إليها كما يقول الأمير هاري.

"خلاف في حفل استقبال"

قارن الأمير عدم وجود رد ملكي على هذه المقالة بالأحداث التي أعقبت لقاء في قصر باكنغهام بين سوزان هاسي ونغوزي فولاني، قبل ثلاثة أسابيع فقط.

وفولاني هي سيدة سوداء وهي مؤسِسة إحدى المنظمات الخيرية البريطانية، وكانت ضيفة في حدث استضافته كاميلا، قرينة الملك.

وتحدتها هاسي تكرارا بشأن المكان الذي تنتمي إليه "حقًا" - واشتكت فولاني من أن المحادثة أساءت إليها.

وأدى الجدل إلى اعتذار سريع من القصر ورتب لقاء شخصي بين المرأتين.

وأصدر القصر بيانا وصف فيه التصريحات بأنها "غير مقبولة ومؤسفة للغاية". واضطرت هاسي في النهاية إلى الاستقالة من عملها في القصر.

ودافع الأمير هاري، الذي كان يتحدث مع الصحفي توم برادبي قبل نشر مذكراته "Spare" الثلاثاء، عن هاسي، قائلا "إنها لم تقصد أبدا أي ضرر على الإطلاق".

لكنه أشار إلى التناقض بين المعاملة التي تلقتها فولاني وزوجته بعد اللغة التي استخدمها جيريمي كلاركسون في الحديث عنها.

هل العائلة المالكة "عنصرية"؟

عادت مقابلة الأمير هاري مع محطة "آي تي في" إلى ادعاء الأمير وميغان السابق - الذي سبق تقديمه في مقابلة أخرى عام 2021 مع أوبرا وينفري - أن أحد أفراد العائلة المالكة أثار أسئلة عن لون بشرة طفلهما المستقبلي.

ولم يذكر الأمير هاري اسم هذا الفرد مرة أخرى - وأشار إلى أن هذه ربما كانت حالة "تحيز غير واع" وليست عنصرية.

ولدى سؤاله إن كان يرى السؤال عنصريا، قال: "كان يمكن أن أقول ذلك، لو أني لم أعش داخل تلك العائلة".

ونفى اتهامه أفرادا من العائلة المالكة بالعنصرية في مقابلة مع أوبرا، قائلا إن "الصحافة البريطانية قالت ذلك".

وناقشت المقابلة الواسعة النطاق أيضا التوتر الذي أعقب دخول ميغان العائلة المالكة.

وقال برادبي إن هناك انطباعا بأن الأمير ويليام وكاثرين "منذ البداية تقريبا" لم "يتعاونا" مع ميغان.

ولدى سؤاله إن كانت هذه ملاحظة منصفة، أجاب الأمير هاري: "نعم، منصفة".

وقال الأمير هاري إنه وميغان صورا على أنهما يهددان "بسرقة الأضواء" من أفراد العائلة المالكة الآخرين - وأدى ذلك إلى مشاكل في تلك العلاقات.

الأمير هاري والأمير وليام وكيت ميدلتون
Getty Images
الأمير هاري والأمير وليام وكيت ميدلتون

وقال عن شقيقه الأمير وليام وزوجته كاثرين: "لطالما تمنيت أن نتعايش نحن الأربعة. لكن سرعان ما أصبحت ميغان مقابل كيت".

وقال لبرادبي: "عندما يعرض هذا على الملأ، فلا يمكنك الاختباء من ذلك".

واستذكر في المقابلة التي استمرت 95 دقيقة، الأيام التي كان فيها "العجلة الثالثة" في الارتباطات الرسمية والنزهات الأخرى - لكن علاقته بالأمير وليام وكاثرين كانت دافئة بشكل خاص في ذلك الوقت.

وتخيل أن ذلك سيستمر عندما وجد شريكة له وأصبحوا أربعة، لكن لم يكن الأمر كذلك.

"صورة نمطية"

وقال إن الصور النمطية عن ميغان - بصفتها "ممثلة أمريكية، مطلقة، ثنائية العرق" - أكدتها الصحافة المعادية.

وكانت تلك الصور النمطية عن المرأة الجديدة في حياته حاجزا أمام شقيقه وزوجته في "الترحيب بها" في الأسرة.

وقال الأمير هاري إنه بينما لم يحاول الأمير ويليام أبدا ثنيه عن الزواج من ميغان، لكنه "عبر عن بعض المخاوف" وحذر هاري من أن "هذا سيكون صعبا بالنسبة لك".

"ما زلت حتى يومنا هذا لا أفهم حقا أي جزء ... كان يتحدث عنه. ولكن ربما، كما تعلمون، ربما توقع ما سيكون عليه رد فعل الصحافة البريطانية."

وأجرى الأمير هاري مقابلة مع أندرسون كوبر لمدة 60 دقيقة على قناة سي بي إس نيوز، بثت بعد ساعات قليلة من عرض مقابلة قناة آي تي في، وشاهده يتحدث عن كاميلا، قرينة الملك، وعلاقتها بوسائل الإعلام.

وقال الأمير هاري إن حاجة كاميلا إلى "إعادة تأهيل صورتها" و"استعدادها" لإقامة علاقات مع الصحافة البريطانية جعلها خطرة".

وأضاف: "مع وجود عائلة مبنية على التسلسل الهرمي، وهي كانت في طريقها إلى أن تصبح ملكة، فسيكون هناك أشخاص مهمشين بسبب ذلك."

وسأل كوبر الأمير هاري عن الادعاءات التي أدلى بها في مذكراته بأن أفرادا غير محددين من العائلة المالكة كانوا غير مرتاحين تجاه ميغان عندما تعرفت عليهم لأول مرة.

وردا على سؤال عن سبب "عدم الثقة"، قال الأمير هاري: "لأنها أمريكية، وممثلة، ومطلقة، وسوداء، وثنائية العرق، وأمها سوداء".

"كانت هذه مجرد أربعة صور نمطية أصبحت بمثابة غذاء تلوكه الصحافة البريطانية".

وقال الأمير إن العائلة المالكة تقرأ الصحف، مضيفا: "لذا سواء قلت وأنت تتجول إنك تصدقها أم لا، فإنها ستترك بصمة في ذهنك".

وأضاف: "إذا كان لديك هذا الحكم، بناء على صور نمطية في البداية، فمن الصعب جدا عدم تجاوز ذلك."

الأمير هاري.
PA Media
المقابلة سجلت في كاليفورنيا حيث يعيش الأمير هاري.

أثر وفاة ديانا في الأمير هاري

تحدث الأمير هاري في مقابلة قناة آي تي في، عن التأثير العاطفي لوفاة والدته، ويصف في كتابه عودته إلى مكان حادث السيارة في باريس - وكيف طلب أن يركب سيارة خلال الطريق نفسه بنفس السرعة التي كانت عليها في عام 1977.

وقال: "كنت أتخيل دائما أن النفق كان ممرا غادرا، وخطيرا بطبيعته، لكنه كان مجرد نفق قصير وبسيط وخال من الأشياء غير الضرورية. لا يوجد سبب لوفاة أي شخص داخله".

ولم يرَ أي جدوى من إعادة فتح التحقيقات في حادثة السيارة - لكنه شكك في الاستنتاجات الرسمية بشأن ليلة الحادثة.

وقد توصل التحقيق الذي أجري عام 2008 أن ديانا قُتلت بشكل غير قانوني جزئيا بسبب "الإهمال الجسيم" لسائقها، الذي كان مخمورا وكان يقود سيارته بسرعة مفرطة.

وقال الأمير هاري أيضا إنه بعد وفاة ديانا، جلس هو وشقيقه ويليام في غرفة وأخبرا أن الأحداث التي أدت إلى حادث السيارة كانت "مثل جنزير الدراجة" يفضي كل منها إلى الآخر.

ويتذكر هاري أنه قيل له: "إذا أزلت رابطا واحدا فقط من هذه الروابط من السلسلة، فلن تحدث النتيجة النهائية".

وعندما سأل ويليام إن كان يمكن أن يحدث لو لم يكن المصورون يطاردون سيارة ديانا، قيل له إن "النتيجة لن تكون هي نفسها".

وسجلت المقابلة في كاليفورنيا، حيث يعيش الأمير هاري مع عائلته.

وخلال المقابلة، أعرب هاري أيضا عن أمله في أن يتصالح يوما ما مع والده وشقيقه.

وقال "التسامح احتمال 100 في المئة لأنني أرغب في استعادة والدي. وأود أن أعود لأخي".

"وفي الوقت الحالي، أنا لا أستطيع التعرف عليهما، كما أنهما ربما لا يستطيعان التعرف علي."

وألقى باللوم على الصحافة الشعبية باعتبارها "الخصم" الذي قال إنه "يريد خلق أكبر قدر ممكن من الصراع".

وتعد مقابلة "آي تي في" هي الأولى من بين أربع مقابلات ستبث خلال الأيام المقبلة للترويج لكتابه (الاحتياطي - سبير) - لكن المقابلات الأخرى كانت في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن الكتاب لن ينشر إلا يوم الثلاثاء، فقد سربت مقتطفات بعد طرح بعض النسخ للبيع في وقت مبكر في إسبانيا. وحصلت بي بي سي نيوز على نسخة، وتترجمها حاليا.

وقال قصر كنسينغتون وقصر باكنغهام إنهما لن يعلقا على محتويات الكتاب.