اعترفت الحكومة الصينية بأن المنطاد الذي رُصد فوق أمريكا اللاتينية يوم الجمعة تابع لها، بيد أنها زعمت أنه مخصص لأغراض مدنية.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إن "المنطاد انحرف عن مساره".

وكانت طائرات عسكرية أمريكية قد أسقطت منطادا مماثلا في المجال الجوي الأمريكي يوم السبت وسط مزاعم بأنه لأغراض التجسس.

ونفت الصين اتهامات التجسس، وقالت إنه لأغراض مراقبة الطقس.

وتسبب الحادث إلى خلاف دبلوماسي بين واشنطن وبكين.

وكان مسؤولون عسكريون أمريكيون قد أعلنوا يوم الجمعة، قبل أن تسقط طائرة مقاتلة المنطاد في عطلة نهاية الأسبوع، أن منطادا صينيا ثانيا رُصد فوق أمريكا اللاتينية.

واعترفت الصين يوم الاثنين بأن منطاداً تابعاً لها "دخل بطريق الخطأ المجال الجوي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".

وقالت ماو خلال مؤتمر صحفي إن المنطاد الثاني "انحرف بشكل كبير" عن مساره المقصود، مستشهدة "بقدرة المنطاد المحدودة على المناورة" والظروف الجوية.

وأضافت أن "المنطاد الصيني المسيّر له طبيعة مدنية ويستخدم في اختبارات الطيران".

وقالت "الصين دولة مسؤولة وتلتزم دوما وبشدة بالقانون الدولي من أجل إبلاغ جميع الأطراف المعنية والتعامل معها بشكل مناسب، دون أن تشكل أي تهديد لأي دولة".

وكان سلاح الجو الكولومبي قد أعلن في عطلة نهاية الأسبوع أنه اكتشف جسما "له خصائص مشابهة لتلك الخاصة بالمنطاد" في 3 فبراير/ شباط داخل المجال الجوي للبلاد على ارتفاع يزيد على 55 ألف قدم.

وقالت كولومبيا إنها تابعت الجسم حتى غادر المجال الجوي، مضيفة أنه لا يمثل تهديدا للأمن القومي.

في غضون ذلك، يواصل غواصون تابعون للبحرية الأمريكية العمل من أجل انتشال حطام المنطاد الذي أُسقط قبالة سواحل ساوث كارولينا يوم السبت.

ووافق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لأول مرة على خطة إسقاط المنطاد يوم الأربعاء، بيد أنه قرر الانتظار حتى يحلق فوق المياه بغية عدم تعريض الناس على الأرض للخطر.

وتعتقد الولايات المتحدة أن المنطاد كان يستخدم لأغراض التجسس على مواقع عسكرية حساسة.

ورفض الأدميرال مايك مولن، القائد السابق لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، تصريحات الصين بأن المنطاد ربما يكون قد انحرف عن مساره، قائلا إن المنطاد قادر على المناورة لأنه "مزود بمراوح".

وأضاف: "هذا لم يكن مصادفة. كان هذا متعمدا. كان استخباراتيا".

وتوترت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بسبب الحادث، إذ وصفته وزارة الدفاع الأمريكية بأنه "انتهاك غير مقبول" لسيادتها، كما أُلغيت رحلة كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، إلى الصين نتيجة لهذا الخلاف.