توقف قطار الحياة لعائلة أبو جلهوم غزية الأصل في آخر محطاته بمدينة أنطاكيا التركية تحت أنقاض بناية سكنية انهارت بفعل قوة الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة وما حولها وصولا إلى الأراضي السورية، ليقضي على آمال تلك الأسرة المكونة من ستة أفراد والتي فرت من قطاع غزة هربا من حصارها وجحيم حروبها المتكررة ومن أوضاعها الحياتية والاقتصادية السيئة بحثا عن حياة رغيدة ومستقرة، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن.

أسوأ الزلازل التي شهدها العالم

ما الذي ينبغي فعله عند وقوع الزلزال؟

لماذا تعد حلب من أكثر المناطق تضرراً من الزلزال المدمر؟

من قرية هربيا إلى مدينة أنطاكيا

هاجر عبد الكريم عبد العزيز أبو جلهوم (51 عاما) والذي قضى وعائلته في الزلزال من قطاع غزة برفقة زوجته وأولاده إلى تركيا عام 2011 بحثا عن عمل ليبدأ حياة مستقرة بعيدا عن الأوضاع غير المستقرة في غزة.

وتعود أصول عائلة عبد الكريم إلى قرية هربيا التي هاجرت منها عام 1948 بعد تأسيس دولة إسرائيل، ولدى عبد الكريم أربعة من الأبناء وهم نور وكنزي وبراء ومحمد، حاله حال شباب القطاع الذين ركبوا قوارب الهجرة غير الشرعية بحثا عن أي فرص للعمل، حيث واجه صعوبات جمة، ولم يحالفه الحظ في بداية مشواره حيث غادر تركيا إلى اليونان ومن ثم رجع مرة أخرى إليها، وبدأت أوضاعه بالتحسن بعد أن وجد فرصة مناسبة للعمل ومن ثم حصل على الجنسية التركية .

الاتصال الأخير

يقول فهد وهو شقيق عبد الكريم لبي بي سي " تفاجئنا بخبر الزلزال وبدأنا بمحاولة الاستفسار والسؤال عن أخي، ولكن الاتصالات انقطعت معهم وعلمنا من أحد أصدقائه من العراق أن المنزل الذي كان يسكن فيه قد انهار عليهم جميعا، فشعرنا بصدمة وحزن كبيرين، لأننا كنا قد أجرينا اتصالا معه قبل الزلزال بساعات فقط، وتحدثت معه والدتي مطولا".

كيف تتسبب الأنشطة البشرية في وقوع الزلازل؟

العالم يهب لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا

بالصور: آثار الدمار الذي خلفه زلزال تركيا المدمر

يضيف فهد وقد بدت عليه علامات الحزن والأسى "حال أخي حال شباب غزة، كان يبحث عن حياة كريمة له ولأبنائه ويريد أن يعيشوا في مجتمع متقدم ومتحضر ليكون مستقبلهم أفضل وفيه استقرار بعيدا عن غزة ومشاكلها وحروبها".

بيت عزاء رغم الطقس السيء

أيقنت عائلة أبو جلهوم أنه لا مفر من مواراة جثامين أبنائها في تركيا، وذلك نظرا لصعوبة إحضارهم إلى غزة في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الوفيات وحالة الطوارئ العامة في البلاد، إضافة إلى صعوبة الاتصالات وتكاليف النقل.

لماذا كان زلزال تركيا وسوريا في غاية الشدة؟

الناجون من الزلزال مخيرون بين المباني المتصدعة والتجمّد في العراء

زلزال تركيا وسوريا: جثث في الشوارع وتصاعد الغضب بشأن المساعدات

وقد أقامت العائلة مجلس عزاء لهم في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ورغم الأجواء العاصفة والماطرة فقد حضر مجلس العزاء المئات من سكان الشمال وأقرباء وأصدقاء الضحايا، وقد خيمت حالة من الصدمة والحزن على وجوه الحاضرين الذين تحملوا معاناة الخروج في الطقس السيئ ليعبروا عن تضامنهم ومواساتهم للعائلة المكلومة.

عشرات القتلى الفلسطينيين في تركيا وسوريا

ارتفعت حصيلة الضحايا من الفلسطينيين جراء الزلزال في تركيا وسوريا إلى 57 قتيلا بعد انتشال عائلة لاجئة في مخيم الرمل في سوريا مكونة من أربعة أفراد عقب انهيار مبنيين سكنيين، وفقا لما أكده سفير فلسطين لدى سوريا سمير الرفاعي، مضيفا في حديثه لوكالة أنباء "وفا" الرسمية الفلسطينية بأن سبعة مفقودين لا يزالون تحت أنقاض المبنيين، مشيرا إلى أن طواقم الإنقاذ تمكنت من إدخال الآليات الثقيلة لتسريع عملية الإنقاذ.