إيلاف من لندن: أكد رئيس الحكومة العراقية لوزير خارجية ايران الاربعاء ان حكومته تريد أفضل علاقات التعاون والشراكة على مختلف المجالات مع بلده.
وخلال اجتماع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد اليوم فقد تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتأكيد على تعزيز آفاق التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية.
وأكد السوداني خلال اللقاء حرص الحكومة العراقية على إدامة أفضل العلاقات مع ايران والرغبة في توطيد التعاون والشراكة على مختلف المجالات.
ومن جهته شدد وزير الخارجية الايراني على "عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الجارين، معرباً عن تطلع بلاده إلى عقد جولة جديدة من المباحثات للّجنة العليا المشتركة بين الجانبين، والتزام الحكومة الإيرانية بكل ما من شأنه أن يسهم في تقدم العراق وازدهاره" كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان تابعته "ايلاف".
يشار الى ان السوداني تولى رئاسة الحكومة العراقية في تشرين الاول اكتوبر الماضي مرشحا من الاطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية شالموالية لايران.

الرئيس العراقي: تنسيق مشترك مع إيران
وخلال اجتماعه مع عبد اللهيان فقد اكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أن العراق وإيران بإمكانهما أن يسهما في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتشجيع الركون إلى الحوار والتهدئة لحل الإشكاليات في القضايا الإقليمية والدولية، لافتا إلى أن ترسيخ الأمن يتطلب تعاون جميع دول المنطقة.

اللهيان مجتمعا في بغداد مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الاربعاء 22 فبراير 2023 (الرئاسة)

وأشار إلى ضرورة التنسيق والتشاور حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك وبما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني وسائر شعوب المنطقة.. منوها إلى أهمية التواصل وتبادل وجهات النظر والأفكار بين مسؤولي البلدين لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني موقف بلاده الداعم لجهود العراق في ترسيخ أمنه واستقراره، ورغبتها في تعزيز المشتركات بين البلدين وإدامة أواصر العلاقة التاريخية بين الشعبين وبما يخدم التعاون والتنسيق المشترك كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "ايلاف".
وأشار الوزير الإيراني الى أن بلاده مهتمة بمواجهة العواصف الرملية ومن المتوقع أن تقيم إيران مؤتمرا وزاريا الصيف المقبل لمناقشة سبل مواجهة العواصف الرملية.
وابلغ الوزير الايراني الرئيس العراقي دعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة ايران حيث وعد بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.

أمن الحدود والربط السككي والبري والعقوبات
وفي وقت سابق اليوم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اللهيان تابعته "ايلاف" قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين انهما بحثا الملف الامني وخاصة على حدود البلدين لمنع قيام مجموعات مسلحة باستغلال الاراضي العراقية للهجوم على ايران.
واوضح ان الوفد العراقي الذي تراسه الى واشنطن مؤخرا بحث هناك ضرورة استئناف مفاوضات الملف النووي الايراني في فينا .. مشيرا الى انه ناقش ايضا كيفية تسديد مستحقات ايران المالية على العراق من تصديرها للكهرباء والغاز اليه في ظل العقوبات الاميركية عليها.
واشار الى انهما ناقشا ايضا الربط السككي بين مدينتي الشلامجة الايرانية والبصرة العراقية الجنوبيتين والربط البري بين مدينتي كرمنشاه الايرانية والعاصمة العراقية بغداد.
ومن جهته اكد الوزير الايراني ان امن العراق هو امن لبلاده مشيرا الى ان الحكومة العراقية اتخذت تدابير مهمة في مواجهة المجاميع المناهضة لإيران.
وثمن الوزير دور العراق في تعزيز الحوار بين طهران والرياض والقاهرة.. وقال "اننا نرحب بمساعي العراق لعودة العلاقات بين إيران والسعودية وكذلك عودة العلاقات بين إيران ومصر في إطار تعزيز التعاون مع الدول الإسلامية ودول المنطقة.
وأوضح ان زيارته الى بغداد تهدف الى متابعة القضايا الثنائية واستمرار المشاورات مع بغداد فيما يخص القضايا الاقليمية والدولية الهامة.
واعتبر ان الدور الاقليمي للعراق بات الان ابرز من اي وقت مضى وقد عاد الى دوره الطبيعي في المنطقة وهو ما يبعث على الارتياح.
وقال انه بحث مع نظيره العراقي "ضرورة التسريع بملف متابعة جريمة اغتيال قادة النصر" في اشارة الى اغتيال سليماني والمهندس. وشدد بالقول ان بلاده تدعم عراقاً متحداً ومستقلاً مؤكدا ان قوة العراق وتقدمه يعدّ من قوة إيران وأمنها منوها الى ان الحكومة العراقية عازمة على ألا يكون العراق منطلقاً لتهديد دول الجوار.

وشد على ان بلاده لم تسع مطلقا لانتاج اسلحة او قنبلة نووية وقال "ان ايران ترحب بالمفاوضات عبر الدبلوماسية حيث عملنا لعدة شهور للوصول إلى اتفاق جيد وقوي ومستقر والآن نحن مستعدون لاختتام هذه المحادثات ولكن إذا اختار الجانب الأميركي مسارًا آخرا فإننا مستعدون لتنفيذ خطة بديلة" من دون توضيح ماهية هذه الخطة.

طهران تثمن دور بغداد لتحسين علاقاتها العربية
وخلال مؤتمره الصحافي في طهران الاثنين الماضي فقد اشار المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني الى ما أعلنه العراق مؤخرا من أنه سيتحاور مع ألولايات المتحدة حول الخلافات الإيرانية الأميركية وموضوع الاتفاق النووي قائلا أن "ايران ترحب بالتأكيد بقيام أية دولة بدور بناء في حفظ الاطار العادل فيما يخص الاتفاق النووي والعودة الى تطبيقه والعودة المسؤولة للاطراف اليه واذا قامت الحكومة العراقية بأداء دور في هذا المجال فان ذلك الدور مرحب به من قبلنا ونأمل في تبلور الارادة السياسية لدى الجانب الاميركي للعودة الى الاتفاق النووي وان نشهد التوصل لاتفاق".

وأكد المتحدث الايراني ان بلاده مستعدة للارتقاء بعلاقاتها مع الرياض إلى مستوى جديد، في حال وافقت الرياض على خوض غمار مفاوضات جادة على حد قوله.
وبين أن "بلاده أوضحت للسعودية مرارا استعدادها لنقل مستوى علاقاتهما الثنائية من المستوى الأمني فقط إلى التفاعل البناء بين وزارتي خارجية البلدين في حال أظهرت السعودية رغبتها باستكمال المفاوضات الجادة بينهما وفتح سفارات وقنصليات البلدين المغلقة" .. مشددا على "رغبة إيران في تطبيع علاقاتها مع السعودية".

وأضاف كنعاني "من المؤكد ان ايران ترغب في عودة العلاقات الى سكتها الطبيعية وهذا الحدث سيعود بالنفع على العلاقات الثنائية والمصالح الايرانية والسعودية".
والعلاقات السعودية الايرانية مقطوعة منذ مطلع عام 2016 بعد تعرض السفارة السعودية في العاصمة طهران وقنصليتها في مدينة مشهد لاعتداءات من قبل ايرانيين متشددين.