بنما: اجتمع قادة من كل أنحاء العالم في بنما الخميس لحضور مؤتمر "محيطنا" السنوي لمناقشة توسيع المناطق البحرية المحمية والتهديدات المتعددة التي تواجهها، من تغير المناخ والتلوث إلى الصيد الجائر والتعدين.

وقد هيمنت على اليوم الأول من المؤتمر الدعوات من أجل أن يتم في أقرب وقت ممكن اعتماد معاهدة دولية جرت مناقشتها في الأمم المتحدة لحماية المياه الدولية، كما برز إعلان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن أموال مخصصة لحماية المحيطات.

وقال جون كيري مبعوث البيت الأبيض الخاص للمناخ في الافتتاح إن مؤتمر "(محيطنا) مهم جداً لأنه مؤتمر يركز على العمل وليس على الكلمات. إنه يتعلق بالتزامات حقيقية وحلول حقيقية".

وأعلن كيري أن الولايات المتحدة ستخصص 6 مليارات دولار لـ 77 مشروعًا لحماية البحار.

من جهته أعلن الاتحاد الأوروبي في بيان أنه سيخصص في عام 2023 أكثر من 800 مليون يورو لبرامج حماية البحار. وجاء في البيان أن "الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه الراسخ بالحوكمة الدولية للمحيطات من خلال الإعلان عن 39 التزامًا ملموسًا لعام 2023. هذه الإجراءات سيتم تمويلها بمبلغ 816,5 مليون يورو".

وسيكون يوم الجمعة مخصصًا للبحث في مكافحة الصيد غير القانوني.

"اقتصاد أزرق"
والخميس بحث نحو 600 مندوب من حكومات وشركات ومنظمات غير حكومية في سبل توسيع المناطق البحرية المحمية والحد من التلوث البلاستيكي ومكافحة الصيد غير القانوني وتنظيم التعدين تحت المياه.

وتغطي المحيطات ثلاثة أرباع الكوكب وهي موطن 80 في المئة من جميع أشكال الحياة على الأرض وتوفر الغذاء لأكثر من ثلاثة مليارات شخص بالإضافة إلى كونها ممرا حيويا للتجارة العالمية.

وتشمل المواضيع المدرجة على جدول أعمال المؤتمر توسيع المناطق البحرية المحمية وضمان "اقتصاد أزرق" وحماية هذه الموارد المائية الحيوية المهددة.

وسيكون المندوبون تحت ضغط لتحويل الأقوال إلى أفعال.

وفي اجتماع قبل المؤتمر، دعا ممثلو الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وجزر المحيط الهادئ إلى توقيع معاهدة أعالي البحار التي كانت قيد المناقشة في الأمم المتحدة منذ أكثر من 15 عاما، في أقرب وقت ممكن.

وقال وزير الدولة الفرنسي لشؤون البحار إيرفيه بيرفيل "لنوقّع الاتفاق".

من جهتها، قالت ماكسين بوركيت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون المحيطات ومصايد الأسماك والشؤون القطبية "نحن قريبون جداً" من إبرام اتفاق.

وتمثل أعالي البحار التي لا تخضع لسلطة أي بلد، أكثر من 60 في المئة من المحيطات وحوالى نصف الكوكب.

معاهدة "حازمة وطموحة"
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء مندوبي الدول إلى إبرام معاهدة "حازمة وطموحة" بشأن أعالي البحار.

وقال "محيطنا يتعرض لضغوط منذ عقود. لم يعد بإمكاننا تجاهل مستوى الخطر المحدق بالمحيطات".

منذ المؤتمر الأول الذي عقد في العام 2014، أعلن المشاركون من أكثر من 70 بلدا التزامات تزيد قيمتها عن 108 مليارات دولار وحماية أكثر من خمسة ملايين ميل مربع من المحيط، وفقا للمنظمين.

وأكدت كورتني فارثينغ من منظمة "غلوبل فيشينغ واتش" غير الحكومية أن "مؤتمر محيطنا هو عنصر أساسي لإعادة تأكيد الإرادة السياسية في ما يتعلق بالعمل من أجل المحيطات".

وقالت لوكالة فرانس برس إن من خلال التقريب بين الحكومات والناشطين والصناعة "سنكون قادرين على زيادة فهمنا الجماعي للمشكلات التي تواجه محيطنا والمبادرات الناجحة التي يمكن تبنيها على نطاق أوسع".

وصرّح ماكسيميليانو بيلو من منظمة "ميشين بلو" غير الحكومية أن "هذا الاجتماع هو الأهم بين الاجتماعات الدولية" لأنه يتطرّق إلى كل المواضيع التي تؤثر على المحيط. كما أنه يتيح التعبير عن "الإرادة السياسية" للدول.

استغلال موارد التعدين
ويُعقد الاجتماع مع شركات متعددة الجنسيات تتطلع إلى استغلال موارد التعدين تحت المياه.

وتعدّ عقيدات المنغنيز من بين المعادن المرغوبة لتصنيع البطاريات الكهربائية.

ويقول الناشطون البيئيون إن استخراجها سيكون مدمراً للأنظمة البيئية في أعماق البحار.

وعلّق بيلو "في الوقت الراهن، ليست هناك عمليات استخراج على نطاق واسع، لكنْ (هناك) تقدّم تكنولوجي كبير سيتيح في نهاية المطاف استخراج المعادن، خصوصا فلزات أرضية نادرة".

ورغم أن المندوبين لن يقروا في المؤتمر اتفاقات ولن يصوتوا على اقتراحات، سيعلنون "التزامات" طوعية لبلدانهم.