بيروت: أعلن وزير التربية اللبناني عباس حلبي الأحد أن القطاع التربوي سيلتزم بالتوقيت الصيفي، رغم إعلان الحكومة اللبنانية تأخير بدء العمل بهذا التوقيت حتى نهاية شهر رمضان.

ويلتزم لبنان سنوياً بالتوقيت الصيفي العالمي الذي بدأ هذا العام الأحد، لكن مجلس الوزراء اللبناني قرّر تمديد العمل بالتوقيت الشتوي "استثنائياً" حتى ليل 20-21 نيسان/أبريل. وأثار القرار جدلاً واسعاً في البلد المتعدّد الطوائف والأديان، واتخذ منحى طائفياً مع إعلان مؤسسات عدة، بينها الكنيسة المارونية رفض الالتزام به. فأفاق لبنان اليوم على توقيتين.

وكتب وزير التربية سلسلة تغريدات على حسابه على موقع "تويتر" قال فيها "التوقيت الصيفي في المدارس والمهنيات والجامعات يبقى معتمداً (...)، فلا يجوز أن نترك المؤسسات التربوية والمهنية والجامعية في حيرة من أمرها ، والأهل على غير هدى لجهة أي ساعة يتوجه أولادهم إلى المدارس".

وأعلنت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية الخاصة أنها لن تلتزم بالقرار الحكومي البقاء على التوقيت الشتوي، بل ستعتمد التوقيت الصيفي.

ولم تذكر الحكومة المستقيلة التي تكتفي بتصريف الأعمال في ظل فراغ في سدة رئاسة الجمهورية في لبنان متواصل منذ قرابة خمسة أشهر وأزمة سياسة واقتصادية حادة، سبب قرارها، لكن كان واضحا من شريط فيديو التقط حديثا بين رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس النواب نبيه بري وسُرّب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الهدف تقصير وقت الصوم لدى المسلمين في رمضان.

وقال عباس حلبي الذي ينتمي الى الطائفة الدرزية "في ظل المخاطر الكبرى التي تعيشها البلاد، (...) أدعو جميع اللبنانيين إلى التخفيف من حدة الصراع الإعلامي والابتعاد عن أي قرارات جديدة كالقرار الذي اتخذ موخراً حول عدم تغيير الساعة كما درجت العادة، وهو الذي سعّر الخطاب الطائفي في البلاد ونحن كنا ولا زلنا في غنى عن موضوع إضافي للانقسام".

وبدا كأنه يتمنى أن يتراجع مجلس الوزراء عن قراره، في ما اعتُبر بمثابة توسط من الطائفة الدرزية لاستيعاب التشنج الحاصل.

اعتماد التوقيت الصيفي
وأعلنت البطريركيّة المارونيّة عدم تنفيذ القرار الحكومي، والتزامها بالتوقيت الصيفي العالمي.

وانتقد مكتبها الإعلاميّ في بيان اتخاذ القرار "من دون التشاور مع سائر المكوّنات اللبنانيّة، ومن دون أيّ اعتبار للمعايير الدوليّة، وللبلبلة والأضرار في الداخل والخارج".

كما أعلنت قنوات تلفزيونية عدة اعتماد التوقيت الصيفي، بينها المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناسيونال (أل بي سي) التي أشارت إلى أن عدم الالتزام بالساعة العالمية "سيؤثر على أعمالنا".

كما رفض كل من حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المسيحيين القرار الحكومي.

وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط "تقديم مواعيد إقلاع كل الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي ساعة واحدة"، بعدما كانت أصدرت بطاقات سفرها بحسب مواعيد التوقيت الصيفي العالمي.

سخرية
وسخر معلقون على وسائل التواصل الاجتماعي من الجدل المبالغ فيه ومن اتخاذه منحى طائفياً، معتبرين أنه غير مبرر خصوصاً في بلد أنهكته الأزمات، ويشهد انهياراً اقتصادياً جعل من 80 في المئة من سكانه تحت خط الفقر.

وكتب أحدهم "بعيداً عن تفاهة قرار التوقيت الصيفي، نرى رد فعل مبالغا به وحجة للاستفراغ الطائفي".

وسخر آخر قائلاً "يا هل ترى غداً حين يدرس أولادنا التاريخ (سيجدون) أن الحرب الاهلية اندلعت في لبنان العام 2023 بسبب عدم تقديم الساعة؟".