إيلاف من بيروت: لم يكن الوضع في إسرائيل جيدًا جدًا في الآونة الأخيرة. ففي الشهرين الماضيين، اندلعت تظاهرات واحتجاجات اجتاحت مختلف مناطق البلاد، وسرت شائعات عن مشاركة بعض أفراد قوات الاحتياط الإسرائيلية والقوات الإسرائيلية فيها.

وقد ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن في أكبر احتجاج من نوعه منذ قيام دولة إسرائيل، خرج نحونصف مليون إسرائيلي إلى الشوارع للاحتجاج على الحكومة، ما تسبب بضرر غير مسبوق. فعلى سبيل المثال، منذ وقت ليس ببعيد، حاصر المتظاهرون مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب وحاولوا قطع الطريق السريع المؤدي إليه، وأجبروا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الرغب في زيارة إيطاليا على الانتظار. وقال بعضهم أيضًا إنه في احتجاجات مختلفة ضد حكومة نتنياهو، شارك بعض أفراد الجيش، بمن فيهم أفراد من قوة الاحتياط.

تعليقات ومبالغات

بعض التعليقات في أوروبا مبالغ فيها، إذ قالت إن إسرائيل على شفير حرب أهلية. لكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن الوضع الداخلي في إسرائيل غير مستقر للغاية. قال يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، إن الصين والسعودية وإيران ساهموا – من خلال اتفاق بكين على عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران – في تأجيج الأزمة في إسرائيل. إلا أن ذلك ليس صحيحاً.

ففي الواقع، الصراع الأهلي في إسرائيل مستمر منذ أكثر من شهرين. والسبب الجذري لمثل هذه الحرب الأهلية الكبرى في إسرائيل هذه المرة هو داخلي. تريد حكومة نتنياهو تنفيذ إصلاح قضائي، وهناك عدة نقاط في هذا الإصلاح: أولاً، عززت الحكومة سيطرتها على القضاء وقيدت المحكمة العليا؛ ثانياً، الإصلاح القضائي يقيد بعض صلاحيات وقدرات بعض لقوى المحلية في إسرائيل.

وفي التحليل النهائي الذي يبديه الخبراء في إسرائيل، لا علاقة للصين ولا للمصالحة بين السعودية وإيران.، بما يجري في تل أبيب.

علاقة مستقرة

لكن، من منظور آخر، علاقة الصين مع إسرائيل مستقرة نسبيًا، وهناك علاقات قليلة في الواقع مع دول أخرى في الشرق الأوسط. يمكن التغييرات الخارجية في الشرق الأوسط أن تتحرك تدريجياً نحو المصالحة. في الواقع، بالنسبة لإسرائيل، إنها مسألة مزايا وعيوب مختلطة. وستقوم إسرائيل أيضًا بتعديل علاقتها مع الشرق الأوسط ودول أخرى في الشرق الأوسط. في نفس الوقت، ستعدل علاقتها مع الولايات المتحدة، ولأن تأثير الولايات المتحدة في هذا المكان يضعف بشكل واضح تدريجيًا، فإن إسرائيل ستنظر في هذه القضية جيدًا.

من منظور بعيد المدى، طالما أن الصين تحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، فيمكنها أن تجعل الجميع في المنطقة يجلسون إلى طاولة المفاوضات ليجروا محادثات سلام.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "سوهو" الصيني