تناولت الصحف البريطانية عدة ملفات تهم القاريء العربي، منها آخر التطورات المتعلقة بمحاكمة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ومعاناة المهاجرين إلى أوروبا في مقرات الإقامة الخاصة بهم.

نبدأ من الأوبزرفر، وتقرير لمراسلها في نيويورك، إدوارد هيلمور، بعنوان "مار ألاغو والأحداث العالقة، بينما يجتمع ترامب مع مستشاريه المرتبكين".

يقول هيلمور إن الأحداث التي تسارعت قبل نهاية الأسبوع في مار ألاغو، مقر إقامة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في منتجع بالم بيتش في ولاية فلوريدا، أصبحت مجمدة بالكامل في الوقت الذي سارع فيه ترامب إلى الاجتماع بمستشاريه، ومحاميه، بعدما صدم بقرار المحكمة توجيه اتهامات له بدفع أموال للممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، لتفادي العدالة.

ويضيف هيلمور أن فريق الدفاع عن ترامب، شعر بالصدمة أيضا بسبب هذا الكم من الاتهامات التي وجهت لموكلهم، بسبب المبلغ الذي لم يتعد 130 ألف دولار، ونقل الصحفي عن مصادر قولها إن "ترامب كان منفعلا، وحزينا" بسبب الاتهامات، لكنه لاحقا "أصبح أكثر اتزانا، ويرى أن الرأي العام بجانبه، وهو ما سيدعم حظوظه في الفوز بالانتخابات الرئاسية".

ويوضح هيلمور أن ترامب كان يظن أنه أفلت من الاتهامات، بعدما شارك منشورا في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، على منصة "تروث" للتواصل الاجتماعب والتي يمتلكها، تضم صورة له يمسك مضربا للبيسبول، وإلى جواره صورة ألفين براغ، المدعي العام لمانهاتن، كما حذر لاحقا من "الموت والدمار" إذا وجهت اتهامات إليه، لكن ما حدث فعلا، هو أنه بعد أيام قليلة وجه الادعاء الاتهامات إليه.

وينقل المراسل عن جو تاكوبينا، أحد محامي ترامب قوله، لشبكة إن بي سي الأمريكية إن "ترامب لا يفكر في عقد صفقة مع الادعاء، يعترف فيها بالجرم، بعدما أصبح أول رئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، توجه إليه اتهامات جنائية"، وأضاف تاكوبينا "لا توجد أي جريمة هنا".

ويختم هيلمور بالقول إن شرطة نيويورك شددت إجراءاتها لتعزيز الأمن وطالبت جميع عناصرها بارتداء زيهم الكامل، ورفع درجة التأهب للتحرك سريعا عند الطلب، وذلك بعدما أعلن براغ، أن مقر الادعاء العام، يتلقي الكثير من المكالمات الهاتفية التهديدية، عقب إصدار الاتهامات بحق ترامب، مؤكدا أن أمان أعضاء الادعاء العام التابعين له، هو من أهم أولوياته.

" 16 شهرا في فندق اللجوء"

مهاجرون في قارب هوائي في عرض البحر
Getty Images

التايمز أون صنداي، نشرت تقريرا لهوغو دانيل، وفينيتيا مينزيس، بعنوان "16 شهرا في فندق طالبي اللجوء، ولا مخرج يلوح في الأفق".

يصف التقرير ليلة باردة، في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني، بينما توقفت حافلة بعد الثالثة فجرا، أمام أحد فنادق الساحل القديمة، في مدينة برايتون الانجليزية بينما كان الركاب، والذين لا يمتلكون إلا هواتفهم النقالة، يرتجفون من الخوف، والبرودة.

ويواصل التقرير، لم تكن هناك حاجة ليقوم أي منهم بإجراءات الدخول، فقط ينصتون لقواعد الفندق، "اتركوا مفاتيح الغرف في الاستقبال، ممنوع الطهي، أو استقبال الضيوف في الغرف" قبل أن يتم اصطحابهم إلى الغرف.

ويواصل التقرير، ليس الأمر غريبا، فهم جميعا من المهاجرين، وبينهم فاطمة ومهدي، الزوجان الإيرانيان، وقد هربا من بلادهما قبل نحو 16 شهرا، ولم يتمكنا من الاستقرار بعد، حيث يعشان متنقلين بين فنادق المهاجرين، مثلهم مثل عشرات الآلاف من المهاجرين، وطالبي اللجوء، اللذين يتم نقلهم بين الحين والآخر، بين أماكن الإقامة في مختلف أنحاء بريطانيا.

ويشير التقرير إلى أن الزوجين وصلا إلى منطقة لايعرفونها في جنوب بريطانيا، نهاية عام 2021، بعد رحلة استغرقت 14 ساعة من فرنسا، في قوارب هوائية صغيرة عبر القنال الانجليزي، بصحبة نحو 38 مهاجرا آخر، ودفع كل منهم آلاف الجنيهات للمهربين، مقابل ذلك.

ويشير التقرير إلى أن أحد المهاجرين اتصل بالشرطة في البحر، طالبا العون، لأن الموج كان شديد الارتفاع، وكانوا يخشون من الغرق، وبعد قليل وصل إليهم قارب إنقاذ، أقلهم إلى الشاطيء، ليتم نقلهم مباشرة إلى مركز اعتقال مخصص للمهاجرين، ربما يكون قريبا من ميناء دوفر، ومنذ ذلك الحين يتنقلون من مقر إقامة إلى آخر، بينما لم يتم البت في طلبات اللجوء التي تقدموا بها.

ويقول التقرير إنه لا توجد بيانات حديثة حول كيفية معيشة اللاجئين، في فنادق الإقامة، ولا عن مدى الحريات التي يحصلون عليها، بينما تشير أخر البيانات العائدة لعام 2021، إلى أن 84 بالمائة منهم من الذكور، و8 بالمائة من الأطفال دون سن 15 عاما، مضيفا أن المهاجرين الإيرانيين يشكلون نحو 12 بالمائة من إجمالي عدد المهاجرين سنويا إلى بريطانيا، ولم يفقهم من حيث العدد إلا المهاجرين الأفغان، الذين تصل نسبتهم إلى نحو 17 في المائة.