إيلاف من لندن: حذّرت الأمم المتحدة الاربعاء من استمرار تعرّض أطفال العراق لمخاطر الالغام والأسلحة المتفجرة في البلاد موضحة ان 8.5 مليون عراقي يعيشون وسط مخلفات الحروب القاتلة.
وفي اليوم العالمي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في مكافحتها الذي يصادف اليوم فقد أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في تقرير ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" عن قلقهما الكبير لأن الأطفال ما زالوا عرضة لمخاطر الأسلحة المتفجرة في العراق.

ضحايا الألغام من أطفال العراق
وأشارت المنظمة الى انه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي 2023 لوحدها، تضرر 16 طفلاً من الذخائر غير المنفجرة (قتل أربعة من بينهم وتشوه 12 آخرين) في سبع حوادث وكان ما يقرب من 80 % من الضحايا من الأولاد الذكور.
ونوهت اليونسيف الى ان هذا الاتجاه يدل على استمرارية مأساوية لما كان عليه الأمر عام 2022 ، حيث تسببت الأسلحة المتفجرة بمقتل 38 طفلاً وتشويه 47 طفلًا.
وقالت انه على الرغم من جهود اليونيسف للمناصرة في العام الماضي لوضع حد لهذه الممارسات، من خلال دعم الإعلان السياسي لتعزيز حماية المدنيين من العواقب الإنسانية الناجمة عن استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، إلا أن أرقام العراق تبيّن كيف أن النزاعات ما زالت تؤثر على الأطفال حتى بعد سنوات من انتهاء تلك النزاعات.

طفل عراقي قُطِع ساقه الأيمن بانفجار لغم من مخلفات حروب البلاد (تويتر)

أرقام مقلقلة
وفي هذه المناسبة، قالت شيما سين غوبتا، ممثلة اليونيسف في العراق "إن هذه الأرقام مقلقة للغاية بالنظر إلى الإرادة والجهود التي تبذلها حكومة العراق وشركائها لضمان حماية الأطفال من الأسلحة المتفجرة". وشددت على انه "يجب على أصحاب المصلحة المحليين والدوليين بذل المزيد من الجهود لتحقيق عراق خالٍ من الأسلحة المتفجرة الآن. إن التوعية بمخاطر الألغام والذخائر المتفجرة لا يمكن أن تنتظر".

زيادة الوعي في المناطق شديدة التلوث
وأوضحت المنظمة انها تواصل العمل مع الشركاء، بما في ذلك مديرية مكافحة الألغام في حكومة العراق، ووكالة مكافحة الألغام في اقليم كردستان العراق، لزيادة الوعي وزيادة السلامة للأطفال وعائلاتهم ومجتمعاتهم في المناطق الشديدة التلوث.
واشارت اليونيسف الى انه في العام الماضي فقط، تم الوصول إلى 28031 طفلاً و 8303 بالغين من خلال التوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة.
وأضافت أنه بغض النظر عن مكان استخدامها، فإن الأسلحة المتفجرة تعرض حقوق الطفل الأساسية للخطر.. ولذلك دعت اليونيسف ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق الحكومات إلى تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان ورفع الأصوات لحماية الأطفال في جميع أنحاء العالم من النزاعات.

2700 كم مربعا ملوثة بالالغام
وكان العراق قد كشف منتصف العام الماضي أن حوالي "2700 كيلومترا مربعا" من مساحته ملوثة بالألغام وأوضح مدير شؤون الألغام في وزارة البيئة العراقية ظافر خلف أن نسبة تطهير المناطق الملوثة تجاوزت 60 في المئة، مبينا أن المسوحات كشفت أن البصرة لوحدها تضمنت أكثر من 20 كيلومترا مربعا.


حقل الغام في احدى مناطق جنوب العراق (فيسبوك)

وقال إن العمل جار لتطهير 350 مليون متر مربع من المساحة الكلية الملوثة بجهود حكومية ودول مانحة والأمم المتحدة. وبين انه تم تطهير مساحات تبلغ 6 كيلومترات في النجف، و7 كيلومترات في كركوك وكيلو مترين اثنين في كربلاء.
وفي نيسان أبريل العام الماضي قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف إن أكثر من 500 طفل قتلوا أو تعرضوا للإعاقة والتشويه بسبب المواد المتفجرة التي خلفتها الحروب في العراق على مدى السنوات الخمس الماضية.

مناطق حدودية خطرة
ولا تزال هناك مناطق خطرة قرب الحدود مع إيران والكويت والسعودية خلال الحروب هناك حيث زرعت ألغام وقذائف متفجرة وفقا لتقرير منظمة "هانديكاب" الإنسانية.
واشارت المنظمة في تقرير لها الى ان "العراق يعد من أكثر دول العالم من حيث المتفجرات المزروعة".
وحذرت من وجود متفجرات "في أكثر من 3200 كلم من الأراضي، مضيفة أن "8.5 مليون شخص يعيشون وسط مخلفات الحرب القاتلة هذه".
يشار الى ان منظمة اليونيسف للطفولة تعمل في أصعب مناطق العالم وأكثرها وعورة للوصول إلى أكثر الأطفال حرمانًا من خلال نشاطها في أكثر من 190 دولة وإقليم "من أجل كل طفل في كل مكان لبناء عالم أفضل للجميع" كما تقول.