إيلاف من لندن: شهدت لندن خلال الساعات الأخيرة مباحثات عراقية بريطانية تناولت تعزيز الاستقرار الإقليميّ ودور العراق في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة وتوسيع التعاون الامني والعسكري بين البلدين.
فقد بحث نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي وزير الخارجيَّة والكومنولث والتنميَّة في مقر وزارة الخارجيَّة في لندن مساء الثلاثاء دور العراق في إطار تعزيز الاستقرار الإقليميّ وتقريب وجهات النظر بين دول المنطقة وخاصة السعوديَّة وايران واستعداد العراق لمواصلة بذل الجهود لتخفيف التوتر في المنطقة.

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ملتقيا في لندن مساء الثلاثاء 4 يوليو نظيره البريطاني جيمس كليفرلي (مكتبه)

كما ناقش الوزيران "سُبُل تعزيز العلاقات الثنائيَّة بين البلدين في ضوء الاستقرار الأمنيّ وإقرار الموازنة العامة وعزم الحكومة العراقية على ترجمة ذلك إلى برامج خدميَّة واعادة الاعمار" كما قالت الخارجية العراقية في بيان اليوم تابعته "ايلاف" مشيرا الى ان الوزير حسين دعا إلى تكثيف التعاون في مجالات التعليَّم والصحة وقطاعات الأعمال والصناعات والزراعة .
من جانبه أكد الوزير كليفرلي استعداد المملكة المتحدة لتقديم الدعم للعراق في جميع المجالات التي يحتاجها.

تعزيز التعاون ألامني والعسكري
وخلال اجتماع عقده وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع وزير الدفاع البريطاني بن والس في مقر وزارة الدفاع البريطانيَّة فقد تم بحث
"سُبُل تعزيز التعاون بين البلدين على الصعيدين الأمنيّ والعسكريّ وبناء القدرات في الأكاديميات والكليات العسكريَّة البريطانيَّة وبما يعزز إمكانيات المؤسسة العسكريَّة العراقيَّة" كما اوضحت الخارجية العراقية.
كما تطرق الجانبان إلى دور العراق وجهوده في تعزيز الاستقرار الإقليميّ واستمرار الدعم البريطانيّ لجهود العراق على المستوى الأمنيّ.

العراق يناقش مع البنك الاوروبي رقمنة نظامه المصرفي
وخلال اجتماع الوزير العراقي مع رئيسة البنك الأوروبيّ لإعادة الإعمار والتنميَّة (EBRD)أوديل رونو-باسو أمس الثلاثاء فقد تم بحث سُبُل تعزيز العلاقات الثنائيَّة بين العراق والبنك وبما يضمن إمكانيَّة تعزيز القطاع الخاص في العراق ورقمنة النظام المصرفيّ.
وأكَّد الوزير العراقي على أهمّيَّة الشراكة مع البنك الأوروبي لدعم خطة الحكومة العراقيَّة لتنويع مصادر الاقتصاد الوطنيّ.. مُشيراً إلى أنَّ أولويات الحكومة العراقيَّة الاستثمار في مجالات الطاقة والتحول الرقميّ في البنيَّة التحتيَّة الماليَّة.
من جانبها أكَّدت اوديل رغبة البنك العمل في العراق والمساهمة في دعم القطاع الخاص والطاقة المتجددة.
ويختتم وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الاربعاء زيارة رسمية الى لندن وصلها الاثنين على رأس وفد رسمي حيث اجرى مباحثات مع كبار المسؤولين لتطوير العلاقات السياسية والامنية وتعزيز التعاون التجاري المشترك ضمن وثيقة الاطار الاستراتيجي العراقي البريطاني.

وثيقة الإطار الاستراتيجي للتعاون البريطاني-العراقي
يشار الى ان العراق وبريطانيا يرتبطان بوثيقة وثيقة الإطار الاستراتيجي للتعاون البريطاني-العراقي الموقعة في بغداد في حزيران يونيو عام 2021 حيث أكد وزير الخارجية البريطاني انذاك دومينيك راب لدى توقيعه مع نظيره العراقي فؤاد حسين على وثيقة الاطار على وقوف المملكة المتحدة جنبا الى جنب مع الحكومة العراقية في جهودها لإعادة الإعمار في أعقاب دحر داعش وإحراز تقدم في الإصلاح وتحقيق مستقبل أكثر سلاما وإشراقا لمواطنيها.

650 مليون دور قيمة التبادل التجاري
ومن جهته كشف السفير البريطاني في العراق مارك برايسون ريتشاردسون مؤخرا ان حجم التبادل التجاري بين بريطانيا والعراق قد بلغ حوالي 650 مليون جنيه إسترليني سنويا.
وأضاف أن المملكة المتحدة حريصة على زيادة الأعمال التجارية مع العراق، وأن قسم التجارة البريطاني في سفارتها في بغداد يعمل على تعزيز الخبرة والمعرفة البريطانية لمساعدة اقتصاد العراق وازدهاره .. منوها الى ان المملكة المتحدة تمتلك تاريخا طويلا من التعاون مع العراق في مجالي الامن والقضاء .

جهود لندن للحفاظ على التراث العراقي
وشدد السفير على ان الحفاظ على التراث الثقافي في العراق يمثّل أولوية بالنسبة للمملكة المتحدة وذلك من خلال صندوق الحماية الثقافية الخاص في بريطانيا.
وأوضح أن هذا العمل يقوده المجلس الثقافي البريطاني الذي قدّم الدعم منذ عام 2017 إلى 11 مشروعا بقيمة 3 ملايين دولار لحماية التراث الثقافي العراقي المعرّض للخطر .. منوها الى ان بلاده قامت بتدريب موظفي المتاحف في السليمانية وبغداد والناصرية والبصرة لوضع علامات سرية وحماية أكثر من 270 ألف قطعة أثرية لا تقدّر بثمن.
واعتبر السفير البريطاني أن هذا العمل يساعد في ردع تهريب القطع الأثرية التاريخية إلى خارج العراق ويساعد السلطات المعنية بإنفاذ القانون على تتبع الآثار المسروقة حيث شارك المتحف البريطاني بنشاط خلال السنوات الخمس الاخيرة في المساعدة على استرداد وإعادة الآثار المسروقة إلى العراق من المجموعات الخاصة ودور المزادات في المملكة المتحدة.
يشار الى ان لدى العراق سفارة في لندن ولدى المملكة المتحدة سفارة في العاصمة العراقية بغداد وقنصليتان في مدينتي البصرة الجنوبية وأربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي فيما يوجد حاليا حوالي 450 ألف شخص من أصل عراقي مقميون في المملكة المتحدة.