إيلاف من الرباط:جددت ألمانيا،الخميس،دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء ،التي تقدم بها المغرب في 2007،باعتبارهامجهودا "جادا وذا مصداقية"من قبل الرباط و"أساسا جيدا جدا"للتوصل إلى حل مقبول من الأطراف.

وشددت رئيسة الدبلوماسية الألمانية،أنالينا بيربوك،عقب محادثات أجرتها،ببرلين ،مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي يقوم بزيارة عمل إلى ألمانيا، مرة أخرى ، على "دعم ألمانيا طويل الأمد للمسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة قصد التوصل إلى حل سياسي واقعي،براغماتي، مستدام ومقبول من الأطراف".

وبنفس المناسبة، أعرب الوزيران، مجددا، عن موقفهما المشترك إزاء "حصرية" الأمم المتحدة في العملية السياسية، مع تجديد تأكيدهما على دعم قرارات مجلس الأمن ذات الصلة،والتي سجلت دور ومسؤولية الأطراف في البحث عن حل سياسي واقعي، براغماتي، مستداموقائم على التوافق.كما جدد البلدان تأكيدهما على دعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا،وجهوده من أجل الدفع بالعملية السياسية على أساس قرارات مجلس الأمن الأممي ذات الصلة.

في غضون ذلك ، اتفق المغرب وألمانيا،على إطلاق حوارهما الاستراتيجي متعدد الأبعاد،الذي سيشكل أساسا للمضي قدما في إطارالعلاقات الثنائية وسيعزز التناغم بين مختلف مجالات التعاون الثنائي.جاء هذا الإعلان عقب المباحثات التي جمعت بوريطة ببيربوك.

الوزيران بوريطة وبيربوك

وتندرج زيارة بوريطة لألمانيا في إطار تنزيل الحوار الإستراتيجي المحدث بين البلدين بموجب الإعلان المشترك المعتمد بمناسبة الزيارة التيقامت بها بيربوك إلى المغرب في 25 اغسطس 2022.

ومن المقرر عقد هذا الحوار الاستراتيجي مرة كل سنتين بالتناوب في المغرب وألمانيا،وذلك برئاسة وزيري خارجية البلدين.

وتأتي إقامة هذا الحوار الاستراتيجي في إطار الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية،وتعزيز الديمقراطية،ودولة القانون والحكامة الجيدة، وتنمية التجارة والاستثمارات،والتعاون في مجال السياسة المناخية وسياسة التنوع البيولوجي،إلى جانب الحلول الطاقية الخضراء.

وسيقوم هذا الحوار الاستراتيجي على القيم المشتركة والاحترام المتبادل،بهدف تعزيز مبادئ وأسس العلاقات القائمة بين المغرب وألمانيا،سعيا إلى الحفاظ على مصالح البلدين ذات الأولوية وتعزيزها.

من جهة أخرى،أشاد المغرب وألمانيا،بالعلاقات الوثيقة والودية القائمة بين البلدين ،وكذا بالدينامية الإيجابية التي تميز العلاقة الثنائية منذ اعتماد الإعلان المشترك في اغسطس 2022،والذي يشكل خارطة طريق لتعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات.

وخلال مؤتمر صحافي أعقب المباحثات التي جمعت ببرلين بين الوزيرة الالمانية ونظيرها المغربي،جدد المسؤولان الحكوميان التأكيد على إرادتهما المشتركة في تعميق العلاقات الثنائية طويلة الأمد،بغية إقامة شراكة معززة تتطلع إلى المستقبل.

وأوضح بوريطة أن العلاقة التاريخية التي تجمع بين المغرب وألمانيا تعرف دينامية جد إيجابية منذ الرسالة الموجهةإلى الملك محمد السادس من طرف الرئيس الالماني شتاينماير، وكذا الزيارة التي قامت بها إلى المغرب الوزيرة بيربوك في أغسطس الماضي.

وأشار بوريطة إلى أن الملك محمد السادس أصدر تعليماته قصد جعل ألمانيا واحدة من بين شركاء المملكة الإستراتيجيين ذوي الأولوية،وذلك على أساس الثقةوالاحترام المتبادلين والدفاع عن المصالح المشتركة للبلدين.

ونوه الوزيران بإطلاق الحوار الاستراتيجي متعدد الأبعاد،العام المقبل،كما هو منصوص عليه ضمن الإعلان المشترك المعتمد بمناسبة الزيارة التي قامت بها الوزيرة بيربوك إلى المغرب.

في هذا الصدد،أوضح بوريطة أن إقامة هذا الحوار الاستراتيجي تشهد على الإرادة المشتركة بين البلدين في تعميق هذه الشراكة على نحوأكبر.كما أشاد الوزيران بتميز العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية،وجددا التأكيد على رغبتهما في تعزيزها وجعلها تنفتح على قطاعات جديدة، لاسيما قطاعات الطاقات المتجددة، والبنيات التحتية والرقمنة. وأكدا في هذا السياق، اهتمامهما المشترك بتكثيف ومتابعة هذا التعاون، قصد توسيع نطاقه وتعزيز مكتسباته.

بالإضافة إلى ذلك،شدد بوريطة و بيربوك على أهمية الشراكة الثنائية طويلة الأمد في المجال الأمني،ورحبا بتعزيز هذه الشراكة لمواصلةمواجهة التحديات المشتركة معا، لاسيما من خلال التبادلات رفيعة االمستوى.

وسلط الوزيران الضوء على التعاون الوثيق في مجال الهجرة، مؤكدين على النهج العقلاني المتبع بين البلدين في تدبير هذه القضية.

وأشار المسؤولان ، في ذات السياق، إلى أهمية التعاون الثنائي في المجالات الثقافية والأكاديمية من أجل تعزيز التنمية البشريةوالاقتصادية.

وفي مجال التغير المناخي،أكد الوزيران مجددا إرادتهما المشتركة للترافع من أجل التزام دولي طموح قصد مكافحة آثار تغير المناخ وتشجيع الإجراءات التي من شأنها التخفيف من هذا التأثير.

وأبرزت بيربوك الدور المرجعي الذي يلعبه المغرب خلف قيادة الملك محمد السادس ، لاسيما في مجال مكافحة التغيرات المناخية.

واشار الوزيران الى تقاطع وجهات نظرهما حول مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية،وتعهدا بمواصلة التشاور والتنسيق،لاسيما بشأن الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط.

على صعيد اخر ، قالت الوزيرة بيربوك أن المغرب هو بلد رائد منذ فترة طويلة بفضل مبادرات الملك محمد السادس.

وقالت بيربوك، خلال المؤتمر الصحافي المشترك إنه من خلال إجراءاته المختلفة وهدفه الوطني الطموح للحد من انبعاثات ثاني أكسيدالكربون، اعتمد المغرب أفضل المعايير في مكافحة تغير المناخ بالمنطقة.

وأضافت أن هذه الجهود تتوج بنتائج "ملموسة للغاية"، مشيرة في هذا السياق بمحطة نور للطاقة الشمسية، والتي تزود 1,3 مليون شخص بالطاقة الكهربائية النظيفة.

كما رحبت بالشراكة بين ألمانيا والمملكة المغربية في مجال التحول الطاقي، مسجلة أن التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين الأخضر كان محور مباحثاتها مع بوريطة.

وأكدت الوزيرة الالمانية أن البلدين عازمان على العمل معا في مشاريع ضمن قطاع الطاقة المتجددة.