إيلاف من لندن: بعد 357 عامًا من الحدث، تم الكشف عن أول شخص أطلق ناقوس الخطر بشأن الحريق الذي أصبح فيما بعد حريق لندن الكبير.

ومن المعروف على نطاق واسع أن الحريق بدأ في مخبز "توماس فارينر" في شارع بودينغ لين في 2 سبتمبر 1666 وأحرق أربعة أخماس المدينة في أربعة أيام.
وظهرت الآن هوية الشخص الذي شهد الحريق لأول مرة بعد بحث جديد، وكان اسمه توماس داجر.

رسالة النائب هارلي
وحسب تقرير (سكاي نيوز) كان السيد داجر خبازًا في ملكية السيد فارينر. وتعد رسالة من النائب السير إدوارد هارلي هي الرواية الأكثر تفصيلاً للأشخاص الآخرين الذين كانوا في المبنى في ذلك الوقت، وتكشف عن أن السيد داجر "اكتشف" الحريق العظيم.
وجاء في الرسالة أن "رجل" السيد فارينر - أي خادمه أو عامله - استيقظ بعد الساعة الواحدة صباحًا "على اختناق الدخان". وتم الاستنتاج أن هذا هو السيد داجر.
وقد هرب مع السيد فارينر وابنته من النافذة العلوية على الرغم من أن المصادر تتساءل عما إذا كانت الخادمة قد ماتت بالداخل أم أنها كانت حاضرة على الإطلاق.
واستخدمت هي التي تقف وراء البحث الذي حدد هوية السيد داغر لأول مرة.

بحث لوفمان
واستخدمت الأستاذة بجامعة ليستر كيت لوفمان التي حددت هوية داجر لأول مرة، الرسائل والنشرات والسجلات القانونية وسجلات النقابة كجزء من بحثها، قائلة إن دور السيد داجر "لم يتم التعرف عليه" خلال تلك الليلة المشؤومة.
وقالت السيدة لوفمان: "على الرغم من أن معظم الأدلة المتعلقة بعائلة فارينر معروفة جيدًا للمؤرخين، إلا أن دور توماس داجر لم يتم الاعتراف به. وعلى عكس عائلة فارينر، لم يرتبط اسمه بالحريق في ذلك الوقت".
واضافت"إنه بعد فترة وجيزة من الكارثة، عاد داجر للاندماج مرة أخرى للحياة المعتادة وأنجب أطفالًا وأنشأ مخبزًا خاصًا به. أنه ليس قصة الحريق فقط، ولكن أيضًا عن كيفية تعافي سكان لندن".

كيف انتشرت النار
وكان الجحيم الكبير التهم مدينة لندن بسرعة، وانتشر من منزل خشبي إلى آخر ودمر المستودعات التي تحتوي على سلع قابلة للاحتراق، مثل الزيت والشحم.
وبسبب حريق عام 1633 الذي دمر عجلة مائية عند جسر لندن، لم يكن من الممكن ضخ المياه عبر المدينة، لذلك تم استخدام الدلاء الأساسية لمحاولة إخماد النيران.
ولوقف الحريق الكبير، تم إنشاء حاجز ناري باستخدام البارود لتفجير المنازل في طريق الحريق.
وكان من نتائج الكارثة، تدمير ما مجموعه 13200 منزل الجحيم، إلى جانب العديد من كنائس الأبرشيات، وتضررت مواقع أخرى في جميع أنحاء لندن مثل مقر المجلس البلدي ودار البورصة المالية.
وتم تسجيل وفاة ستة أشخاص فقط رسميًا، لكن الحريق الكبير أدى إلى أن ما يقرب من 85% من سكان لندن أصبحوا بلا مأوى. كما يُعتقد أن عدد الوفيات أعلى من ذلك بكثير.
وقد كلفت إعادة بناء العاصمة باستخدام الحجر والطوب 10 ملايين جنيه إسترليني، في حين كان دخل المدينة السنوي 12 ألف جنيه إسترليني فقط في السنة، واستغرق إكمال العمل 30 عامًا.