هانوي: لم يتمالك الرئيس الأميركي جو بايدن (80 عاماً) نفسه من الضحك عندما أثنى عليه زعيم الحزب الشيوعي الحاكم لفيتنام نغوين فو ترونغ (78 عاماً) خلال زيارته إلى هانوي قائلاً "لم يؤثّر عليك التقدّم في السن إطلاقاً".

لكن التعليق على ظرافته يتناقض مع الانتقادات التي يواجهها بايدن بشكل دائم في الداخل مع سعيه للفوز بولاية رئاسية ثانية رغم تقدّمه في العمر.

وإذا أعيد انتخابه العام المقبل، سيبقى الرئيس الديموقراطي في البيت الأبيض حتى بلوغه 86 عاماً، وهو احتمال لا يروق لكثير من الأميركيين.

يعد عمر بايدن عائقاً رئيسياً أمامه، رغم الجهود التي يبذلها البيت الأبيض للتسويق لنجاحاته الاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية.

قلق حيال أهليته
كشفت استطلاعات نشرتها "سي إن إن" الخميس أن حوالى 73 في المئة من الناخبين يشعرون بالقلق حيال أهليته سواء الجسدية أو العقلية بينما يشكك 76 في المئة بقدرته على إكمال ولاية ثانية.

لكن ذلك لم يثن الزعيم الفيتنامي الأكثر نفوذًا ترونغ عن القول للرئيس الأميركي إنه يبدو "في حالة أفضل من أي وقت مضى".

وقال ترونغ "أعتقد أنك تبدو شاباً جداً ووسيماً.. شعرك الأبيض رائع".

لكن الصحافيين المرافقين للرئيس لاحظوا عطلات نهاية الأسبوع الطويلة التي يقضيها مع عائلته والتعديلات الصغيرة التي يدخلها على البروتوكول.

على سبيل المثال، كرّست إذاعة "إن بي آر" العامة تقريراً كاملاً لعدد الدرجات التي يصعدها الرئيس الثمانيني للركوب في طائرته.

يقود سلّمان إلى "اير فورس وان". ويختار الرؤساء الأميركيون عادة الأطول بينهما وهو الذي يقودهم إلى أعلى الطائرة.

لكن بايدن يستخدم بشكل متزايد السلّم الأقصر والأكثر ثباتاً، علماً بأنه لا يُستَخدم عادة إلا عندما تكون الأحوال الجوية سيئة.

وسبق للرئيس أن تعثّر على السلّم الرئيسي كما أنه سقط أرضاً علناً، مرّة عندما كان على متن دراجة هوائية وأخرى في ختام خطاب.

بُثّت هذه الصور حول العالم، وهو أمر استغله معارضوه الجمهوريون.

"صحته جيّدة"
وفي آخر فحص طبي خضع له بايدن في شباط/فبراير، وصفه طبيبه بأنه يتمتع "بالحيوية" و"صحته جيّدة". مع ذلك، يواصل سنّه شغل الناخبين في بلد يمنح أهمية بالغة للشباب.

بات الرئيس يسير بحذر شديد ويتلعثم في الكلام، وبما أنه دائما تحت الأضواء، فما من مفر.

في المقابل، يُطرح وزن سلفه الجمهوري والذي يرجّح أن يكون منافسه في انتخابات 2024 دونالد ترامب (77 عاماً) للنقاش، لكن سنّه لا يمثّل مشكلة حتى الآن.

بدا بايدن هزيلاً خلال مؤتمر صحافي في هانوي حيث قال للصحافيين الذين حاولوا طرح أسئلة مع انتهاء المؤتمر "لا أعرف ماذا ستفعلون أنتم، لكنني سأخلد إلى النوم".

كما أثار حالة إرباك عندما ردّ على سؤال بشأن خفض استخدام الوقود الأحفوري بحديث غير مفهوم تركّز على فيلم غير محدد للممثل جون واين.

سيغذّي أداؤه هذا مواقف المحافظين الذين اتهموا بايدن بإطلاق حملته لانتخابات 2024 من قبو منزله الذي بثّ منه العديد من التسجيلات المصوّرة خلال فترة انتخابات 2020 في ذروة انتشار وباء كوفيد.

ردّ البيت الأبيض بالتشديد على برنامج الرئيس المنشغل للغاية إذ قام برحلة مدّتها خمسة أيام شارك خلالها بقمة مجموعة العشرين في الهند قبل أن يصل إلى هانوي.

ونشر نائب مدير العلاقات العامة في البيت الأبيض هربي زيسكند تفاصيل جدول أعمال بايدن المزدحم الاثنين على منصة "إكس" والتي راوحت بين اجتماعات في فيتنام ومراسم في ألاسكا لاستذكار هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وعلّق ساخراً من الجمهوريين بالقول "يقضي وقته في القبو".