إيلاف من لندن: قال السوداني إن التحركات الاميركية الاخيرة قرب حدود العراق الغربية كانت لتبديل القوات الاميركية في سوريا، واعلن عن قرب اجراء تعديل وزاري وتاسيس جهاز خاص بمكافحة الارهاب، متعهدا باستكمال التحقيق في احداث انتفاضة عام 2019 التي اسفرت عن قتل 740 محتجا.

جاء ذلك في حوار لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع عدد من القنوات الفضائية مساء الاثنين وتحدث فيه ايضا عن احداث كركوك الاخيرة والربط السككي مع السعودية وايران.

التحركات الأميركية
وأشار رئيس الوزراء في الحوار الذي بثته الوكالة العراقية الرسمية وتابعته "ايلاف" الى ان "التحركات الأميركية الأخيرة هي عملية لتبديل القوات الموجودة في سوريا".. مؤكدًا ان "حركة القواعد الموجودة بالعراق والتي تضم مستشارين تخضع لموافقة الحكومة العراقية".
وقال ان "زيارة الوفد الأمني الى واشنطن برئاسة وزير الدفاع مؤخرا كانت ناجحة "حيث حصلنا على معلومات مهمة لأماكن قيادات داعش في العراق وتم استهدافها كما استهدفنا مركز قيادة داعش في صحراء الأنبار".. موضحا ان "العراق لا يحتاج إلى أي قوات قتالية أجنبية".
ولفت الى ان "اللجنة المشتركة العراقية الأميركية ستعقد اجتماعها منتصف الشهر الحالي لتحديد شكل العلاقة مع التحالف الدولي".
وكانت مصادر قد اشارت مؤخرا الى ان تحركات القوات الاميركية على الحدود العراقية السورية مؤخرا تستهدف انشاء منطقة عازلة هناك باشرافها لمنع تحركات المليشيات العراقية الموالية لايران عبرها.

التعديل الوزاري
وفيما يخص اجراء تعديل وزاري على حكومته التي تولت مهامها قبل حوالي العام في تشرين الاول اكتوبر الماضي، فقد اشار السوداني الى ان "الإصلاح الإداري ضروري لبناء الدولة".. موضحا ان "الوزير يخضع للتقييم وفقاً للاتفاق السياسي".
واكد "جاهزية الحكومة للتعديل الوزاري إن تطلب التقييم".. لافتا الى ان "التقييم الوزاري قادم، وتأخره كان بسبب تأخير إقرار الموازنة".
ونوه الى ان "هناك تعديل وزاري قريب" موضحا انه "تم تقييم أكثر من 90 بالمئة من المدراء العامين".
واعلن انه "سيتم إعفاء 15 وكيلاً ومستشاراً خلال هذا الأسبوع في جميع الوزارات".

الأوضاع في محافظة كركوك
وحول الاضطرابات الاخيرة التي شهدتها محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها بين بغداد واربيل وراح ضحيتها عدد من المواطنين، قال السوداني ان "كركوك تعتبر عنوان للتآخي والتعايش السلمي".. لافتًا الى انها "ستشهد انتخابات تجري للمرة الاولى فيها منذ عام 2005".
وبين ان "المشكلة في كركوك سياسية وليست أمنية".. موضحا ان "لجنة التحقيق لتحديد مطلقي العيارات النارية في أحداث كركوك مستمرة بأعمالها".
وأكد "صدور أوامر قبض بحق 28 متهمًا ممن حملوا السلاح وعملوا على التحريض حلال أحداث المحافظة" التي يقطنها خليط من التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين.

مكافحة المخدرات
وبيّن رئيس الوزراء ان "المخدرات هي التهديد الأول الذي يواجه العراق".. مشيرا الى ان السلطات تجري حالياً مراجعة قانونية لبحث خيارين إما تأسيس جهاز مستقل لمكافحة المخدرات أو استحداث وكالة خاصة لمكافحة المخدرات".
وامس قررت السلطات العراقية قيام وزارة الصحة بتوفير الكوادر الطبية المتخصـصـة إلى مراكز التأهيل للعمل بمعالجة المتهمين بتعاطي المخدّرات وتخصيص مبالغ مالية من موازنة المحافظات لتأمين متطلبات مديريات شـؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في بغداد والمحافظات، من الأجهزة والمعدات ومفارز الكلاب البوليسية (k9) والاحتياجات الأخرى المتمثلة بالبنى التحتية والحملات الإعلامية ودعم المصادر السرّية.. اضافة الى قيام وزارات الداخلية والتخطيط والصحة بإعداد تصاميم موحدة لبناء مراكز إيداع المتهمين وإرسالها إلى المحافظات؛ لغرض إدراجها ضمن خطة مشاريع المحافظة لعام 2023.. مع ضرورة تكثيف جهود وزارة الداخلية العراقية للسيطرة على ظاهرة الإدمان والمتاجرة بالمخدرات، ونشر فرق خاصة لمراقبة السوق والمناطق التي تنشط فيها هذه الآفة.

تعاون البنكين المركزيين العراقي والإيراني
وقال ان "الحكومة اعطت لأول مرة ضمانات سيادية للقطاع الخاص في قانون الموازنة"، لافتا الى ان "القطاع المصرفي لم يشهد أي عملية إصلاح منذ عام 2003".
وتابع ان "البنك المركزي عالج قرارًا سابقًا لم يكن مدروسًا عند تخفيضه سعر صرف الدولار الحالي".. مشيرا الى ان "تجارة العراق الآن موثوقة وحقيقية".
وأشار الى ان "البنكين المركزي العراقي والإيراني يعملان على آلية لتنظيم التجارة وقصم ظهر السوق الموازي"، موضحا ان "إيراداتنا من تجارة التبوغ صفر على الرغم من انها الأقوى".
وفيما يخص مكافحة الفساد نوه السوداني الى ان "الإرادة لمكافحة الفساد موجودة ولا وجود لأي خطوط حمراء أمام أي ملف".. لافتا الى ان "جميع إخبارات أعضاء البرلمان بشأن ملفات الفساد نحقق فيها".
وتابع ان "مبدأ استرداد الأموال والمطلوبين اصبح واقعًا والدول بدأت تتجاوب مع العراق".. وقال ان "الفاسدين يشعرون لاول مرة انهم مطاردين".
وبيّن ان "الكثير من المطلوبين في الخارج بدأوا بالاتصال وبعضهم سلّم نفسه".. واشار الى ان "ملف سرقة الأمانات الضريبية لم يهمل"، في اشارة الى ما اطلق عليها سرقة القرن التي شهدت استيلاء نافذين على مبالغ هذه الامانات البالغ قيمتها 2.5 مليار دولار.

الربط السككي مع السعودية وإيران
واكد رئيس الوزراء "عدم الموافقة على الربط السككي مع أي دولة لنقل البضائع والموقف ثابت من ذلك"، موضحًا ان "الربط السككي مع إيران هو لنقل المسافرين فقط".
وذكر ان "وزير النقل يبحث في السعودية ملف الربط السككي لنقل المسافرين والحجاج العراقيين". .لافتا الى ان "الدولة العراقية جادة في وضع مشروعي طريق التنمية وميناء الفاو موضع التنفيذ".
ونوه الى ان "مشروعي الممر الكبير وطريق الحرير لا يوجد لهما ممر داخل العراق".. لافتا الى ان "طريق التنمية يعد الأفضل والأقصر والأقل كلفة للنقل والترانزيت".

تحقيقات انتفاضة تشرين 2019
وتعهد رئيس الوزراء الوزراء العراقي "بإكمال التحقيقات بشأن أحداث تشرين عام 2019 وإعلانها أمام الرأي العام".. موضحا ان "التقرير الختامي لتلك الاحداث يخضع الآن للتدقيق وسيعلن قبل نهاية هذا العام".
يشار الى ان تظاهرات تشرين العراقية أو ثورة تشرين هي تظاهرات اندلعت في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 1919 في بغداد ومحافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد وانتشار الفساد المالي الإداري والبطالة.
ووصلت مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام الحاكم واستقالة حكومة عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة.
وندّد المتظاهرون أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الايراني .
وقد واجهت القوات الأمنية العراقية باشراف خلية من الحرس الثوري الايراني هذه المظاهرات بعنف شديد مستهدفة المتظاهرين بالرصاص الحي حيث بلغ عدد القتلى منهم حوالي 740 شخصاً وأُصيب أكثر من 17 ألف بجروح من بينهم 3 آلاف "إعاقة" جسدية فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الإنترنت.