إيلاف من الرياض: ودع عالم الصحافة والإعلام الكاتب السعودي هاني نقشبندي، اليوم الأحد، عن عمر يناهز 60 عاماً، بعد مسيرة حافلة انطلقت منذ 39 سنة.

آخر تغزيدة للكاتب والإعلامي السعودي نقشبندي عبر منصة (X)، كانت بمناسبة احتفالات السعودية بعيدها الوطني 93، حيث قال: "أكثر ما جائتني من تهنئة باليوم الوطني السعودي، كانت من غير سعوديين. هم مقيمون في البلد منذ عقود. ما يعني أن المواطنة الحقيقية هي في الحب والانتماء لا في الهوية فقط".

وُلد نقشبندي في المدينة المنورة عام 1960، وتخرج من جامعة الملك عبد العزيز في جدة حيث نال درجة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية، واختار تخصص "العلاقات الدولية"، لكنه اتجه للإعلام وبدأت مسيرته فيه منذ عام 1984 الإعلام.

شغل نقشبندي مناصب مهمة في مجال الإعلام، وعرف بقدرته على تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية في المملكة. كما اشتهر بأسلوبه في الكتابة، ودخل مجال الأدب وخاصة الرواية، وصدرت له عدة أعمال.

... وغفى كالنسمة
أثارت وفاة هاني نقشبندي حزناً عميقاً في الأوساط الإعلامية والثقافية في المملكة العربية السعودية. وعبر العديد من الكتاب والصحفيين السعوديين عن حزنهم الشديد على وفاة نقشبندي.

ونعاه رئيس تحرير إيلاف، الناشر عثمان العمير، في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (x) قائلاً: اتى كالنسمة وغفى كالنسمة .. صديق وزميل ونقي القلب والمشاعر، حزن الفقد المفاجئ لا حدود له.

استتبع العمير تغريدته بأخرى وصف فيها نقشبندي بأنه "ذائقة فنية وعطف إنساني":

ونعاه المدير العام لقنوات MBC في السعودية، محمد التونسي قائلاً:

كما نعاه الإعلامي اللبناني إياد أبو شقرا بتغريدة عبر منصة (X):

وودعه الإعلامي السعودي عبد العزيز الخميس قائلا:

رثاه الكاتب خلف الحربي بتغريدة على منصة (x) قائلا: "لا حول ولا قوة إلا بالله.. صادم ومحزن خبر وفاة الأخ والصديق الأستاذ ⁧‫#هاني_نقشبندي،‬⁩ الروائي المتفرد والصحفي الأنيق والإنسان الجميل.. خالص عزائي لأسرته الكريمة وكل أحبابه.. الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته".

الإعلامي
تدرج نقشبندي في المناصب الإعلامية، وعمل في عدة صحف السعودية، وصولاً إلى رئاسة تحرير مجلات "سيدتي" و"المجلة" في لندن، كما قدم البرنامج التلفزيوني "حوار مع هاني" لقناة تلفزيون دبي، وانضم قبل حوالى عام إلى قناة المشهد.

الروائي
لم تقتصر تجربة نقشبندي على عالم الإعلام فقط بل دخل مجال الأدب وتميز بأسلوبه في كتابة الرواية. في عام 2007 صدرت له في بيروت الرواية القصيرة "اختلاس"، التي بالرغم من منع نشرها في بعض الدول العربية، بلغت طبعتها السادسة باللغة العربية وتمت ترجمتها الى اللغة الروسية. ولم يخف نقشبندي أن "اختلاس" مقتبسة عن تجربته الشخصية في أثناء ترؤسه تحرير مجلة "سيدتي" التي استمرت لأكثر من خمسة أعوام. وشرح أنه بحكم منصبه، كان يتلقى يوميا أكثر من مائة رسالة عبر البريد الإلكتروني، تحمل الكثير من المعاناة التي تعيشها المرأة العربية، ومن هذه الرسائل ولدت فكرة روايته التي تقوم على مجموعة من الحقائق.

بعد "اختلاس"، أصدر نفشبندي العديد من الروايات منها "سلام" عام 2009، "ليلة واحدة في دبي" عام 2011، "نصف مواطن محترم" عام 2013، "طبطاب الجنة" عام 2015، "الخطيب" عام 2017، ورواية "قصة حلم" التي تحولت لاحقاً إلى مسلسل بعنوان "صانع الأحلام".كما صدر له كتابين، "يهود تحت المجهر" عام 1986، و"لغز السعادة" عام 1990.

رحل نقشبندي تاركاً وراءه إرثاً صحفياً وأدبياً كبيراً، كما أثر في العديد من الأجيال الشابة من الصحافيين والكُتّاب العرب والسعوديين.