إيلاف من لندن: احتفل العراق الثلاثاء بذكرى حصوله على الاستقلال عن الانتداب البريطاني عام ،1932 حيث أعلنت الحكومة هذا اليوم عطلة رسمية في أنحاء البلاد فيما أكدت واشنطن حرصها على الشراكة مع العراق.
وعبر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على حسابه في منصة "إكس" عن الأمل في أن "يبقى العراق عزيزاً منيعاً شامخاً في كل الأزمان" .. مشيراً في تدوينة تابعتها "إيلاف" الى أن العراق كان دائماً "أرضاً مشعّة بمعاني الحضارة على العالم أجمع مثلما كان البقعة التي يُصنع فيها التاريخ، وتسجِّل البشرية فيها خطواتها نحو التقدّم".
وأضاف أنه من هذا المنطلق "فإنّ ظهور الدولة العراقية الحديثة، وانضمامها إلى عصبة الأمم، جاء استمراراً لهذا العنفوان الحضاري والثقافي الفاعل والمؤثر".
وشدد بالقول "سيبقى العراق ركيزةً من ركائز الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة والعالم، وجسراً تتلاقى فيه الحضارات والثقافات، ويبقى العراقيون صنّاعاً مَهرةٌ للسلام والطمأنينة ومحاربين أشدّاء للظلام والتخلف ومن هذا المعنى، سنواصل العمل على أن يكون العراق هو الغاية والهدف، يتقدم على كلّ اعتبار ويسمو فوق كلّ ضرورة".

نيل الحقوق المشروعة
كما كتب الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في منشور على حسابه بموقع "أكس" قائلاً "‏بحلول مناسبة العيد الوطني نهدي أبناء شعبنا الكريم أطيب التهاني والأمنيات، مُستذكرين نضالات الشعب بجميع مكوناته لنيل حقوقه المشروعة والعيش بكرامة".
‏وأضاف أن "هذه المسيرة المشرفة تستوجب تعزيز التكاتف لترسيخ الأمن والاستقرار وحماية المكتسبات الوطنية وتحقيق تطلّعات شعبنا في البنّاء والتقدم".
يشار إلى أنه في عام 2008 أعلن مجلس الوزراء العراقي اعتبار الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر يوماً وطنياً وعطلة رسمية في العراق لاقترانه بذكرى استقلاله وانتهاء الانتداب البريطاني عليه وانضمامه عضواً كاملاً في عصبة الأمم".
ففي 3 تشرين الأول/أكتوبر عام 1932 أقر مجلس عصبة الأمم المتحدة قبول العراق عضواً في العصبة بعد أن أعرب ممثله عن رغبة بلاده في العمل بموجب العضوية كما تنص المادة الثانية من ميثاق عصبة الأمم وبذلك أصبح العراق العضو 57 في العصبة.

أولويات مشتركة مع بغداد
وبهذه المناسبة فقد أكدت الولايات المتحدة تطلعها الى مواصلة العمل معاً مع العراق بشأن الأولويات المشتركة وتعزيز الروابط بين شعبي البلدين.
وكتبت السفيرة الأميركية في العراق آلينا رومانوسكي في تدوينة على منصة "أكس" تابعتها "إيلاف" قائلة "أتمنى لجميع العراقيين عيداً وطنياً سعيداً وسنة قادمة مليئة بالسلام والازدهار. وأنني أتطلع الى مواصلة عملنا معاً بشأن أولوياتنا المشتركة وتعزيز الروابط بين شعبينا.. #الشراكة الأميركية العراقية الشاملة.. #اليوم الوطني العراقي.

وثائق نادرة
ومن جهتها عرضت وزارة الخارجيَّة العراقية بالمناسبة اليوم وثائق نادرة من أرشيف عصبة الأمم في جنيف بمناسبة العيد الوطني العراقي:
بمناسبة العيد الوطنيّ لجُمهُوريَّة العراق، نعرض وثائق نادرة من أرشيف العصبة بشأن هذا اليوم التاريخيّ.
وأشارت الى أن الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم قد وافقت يوم 3 تشرين الأول 1932، على قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المُقدم من المملكة العراقيَّة آنذاك بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق نوري باشا السعيد، بتاريخ 12 تموز/ يوليو عام 1932، ليصبح العراق أول دولة عربيَّة تنضم إلى هذه المُنظمة الدوليَّة آنذاك.
وتشير وثائق الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم إلى أنَّ قبول إنضمام العراق إليها جاء بعد أن اكتسب العراق مُقومات الدولة والتي تتمثل بالاعتراف الدوليّ، ووجود حكومة مُستقلة قادرة على أن تسيّر أمور الدولة وإدارتها بصورة مُنتظمة وحفظ وحدتها واستقلالها وحفظ الأمن في كل أنحائها، وللدولة مصادر ماليّة كافيّة لسد نفقاتها الحكوميّة ولديها قوانيّن وتنظيم قضائيّ وحدود ثابتة وتعهد العراق باحترام التزاماته الدوليَّة.
وبذلك كان العراق أول دولة عربية انضمت إلى عصبة الأمم بمُوجب المادة (22) من عهد عصبة الأمم الخاصة بالولاية والانتداب، بعد أن أصبح مؤهلاً للخروج من حالة الانتداب البريطانيّ التي وضع فيها بعد إنهيار الدولة العثمانيّة.

اختلافات شعبية وسياسية
والعيد الوطني العراقي هو يوم اقترح عام 2008 اتخاذه يوماً وطنياً يصادف الثالث من تشرين الأول/أكتوبر احتفاءً بيوم إعلان استقلال العراق وانضمامه إلى عصبة الأمم المتحدة عام 1932 غيرَ أن ذلك اليوم لم تتخذه الحكومات العراقية عيداً وطنياً بعد انقلاب ثورة 14 تموز عام 1958 باسقاط النظام الملكي واعلان الجمهوري بديلاً حتى 9 نيسان/ أبريل عام 2003 حين حصل الاحتلال الأميركي للبلاد حيث تم الاقتراح بعدئذٍ أن يكون يوم الاحتلال يوماً وطنياً احتفاءً بتخلّص العراق من حكم حزب ولكن هذا الاقتراح رُفض شعبياً باعتراضات واسعة.
مالت بعض الآراء إلى إحياء يوم الاستقلال 3 تشرين الأول/أكتوبر واتخاذه عيداً وطنياً، فتقرر في شهر شباط فبراير عام 2008 اتخاذ يوم 3 تشرين الأول عيداً وطنياً، ولم يتفعّل ذلك القرار إلا في أيلول سبتمبر عام 2020 بعد أن أصدرت الحكومة العراقية قانوناً متعلقاً بالعيد الوطني رأى بعض المؤرخين العراقيين أن يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر لا ينبغي أن يكون العيد الوطني إذ لم يكن الاستقلال عن الانتداب البريطاني عام 1932 كاملاً، ورأى مؤرخون آخرون أنه يوم يستحق اتخاذه يوماً وطنياً إذ إنه يوم ذو حدث تاريخي لا يجوز التغافل عنه.