تقول طالبة يهودية في إحدى الجامعات البريطانية إنه تمّ إبلاغها بضرورة عدم إظهار رموز واضحة تدل على دينها في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة.
وتضيف الطالبة البالغة من العمر 20 عاماً، والتي تدرس في جامعة كارديف بمقاطعة ويلز، وطلبت عدم الكشف عن هويتها، أنها شعرت بالخوف من أن تصبح هدفاً للإساءة.
في هذه الأثناء، تقول امرأة من مواطني مقاطعة ويلز - وهي من أصول فلسطينية - إنها شعرت بطريقة تعامل وكأنها "منزوعة الإنسانية" من خلال اللغة المستخدمة أثناء تعاملها مع الآخرين.
ولقي الآلاف من الأشخاص حتفهم منذ اندلاع الحرب في غزة.
وبحسب مسؤولين فلسطينيين، فإن أكثر من 4700 شخص قتلوا في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وأدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي، وأسر ما يقدر بحوالي 200 رهينة.
تقول الطالبة في ويلز إن الكثير من الناس توقفوا عن ارتداء القبعة اليهودية عند الخروج من منازلهم، لأنهم لا يريدون أن يتم استهدافهم.
وتوضح أن صديقة لها كانت "في حالة رعب من العودة إلى حرم الجامعة" بسبب مخاوف لديها من ردة الفعل التي يمكن أن تواجهها.
- من يقف وراء التضليل والكراهية عبر الإنترنت بين إسرائيل وغزة؟
- مراسل بي بي سي في غزة: بنتاي تتوسلان من أجل العودة إلى المدينة، لكن حياتنا هناك انتهت
- داخل مدينة خان يونس التي أصبح لديها "مليون فم بحاجة إلى الغذاء"
ومؤخراً، نصح اتحاد الطلبة اليهود خلال مكالمة جماعية، أولئك الأشخاص القلقين من أن يتم استهدافهم بإخفاء رموز دينهم اليهودي.
من جانبها، قالت جامعة كارديف إن هناك دعماً متوفراً في الجامعة، مؤكدة على أنها لا تتسامح إطلاقاً مع العنصرية ومعاداة السامية والترهيب من الإسلام (الإسلاموفوبيا).
وفي غضون ذلك، قالت آلاء خندقجي، وهي بريطانية من أصول فلسطينية تبلغ من العمر 36 عاماً وتعيش في كارديف - وكانت عائلتها قد نزحت إلى جنوبي غزة بسبب القصف الإسرائيلي - إن المناخ العام في المملكة المتحدة جعل الأمور أكثر سوءاً.
وأضافت: "هنالك قدر كبير من الخوف والغضب وخيبة الأمل إزاء الطريقة التي يتم بها تصوير ما يجري، وإزاء الطريقة التي يتم فيها نزع الصفة الإنسانية عنا كجالية."
وأوضحت أن هناك عائلات فلسطينية تحدثت عن "مشاعر من الأسى" يشعر بها أبناؤهم بعد العودة من المدرسة .
وقالت إن الفلسطينيين في المملكة المتحدة يشعرون بأنهم "مهمشون ومنبوذون".
أما موران وتوفا - المولودتان في إسرائيل، وهما من كارديف - فتقولان إن إسرائيل كان يفترض أن تكون "ملاذاً آمناً" للشعب اليهودي، وإن الجالية شعرت بالخذلان من جانب الحكومة الويلزية منذ هجوم حماس.
وقالت موران: "لقد عقدنا اجتماعاً هنا، وكان لدينا ممثل عن الحكومة البريطانية، ولكن لم يكن هناك أحد عن ويلز."
فيما تضيف المرأتان أنهما شعرتا بعدم الأمان، وزعمتا أن صديقاً لهما تعرض لإساءة لفظية بينما كان يضع علماً إسرائيلياً على سلّم البرلمان في ويلز.
وقالتا إن صديقاً آخر حاول الاجتماع معهما، لكنه عاد أدراجه لدى رؤيته مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في كارديف.
وأوضحت موران: "إننا نلتزم بعدم الخروج في الوقت الراهن".
وأضافت أنها لن تسمح لحماس بأن "تدعنا نعيش في حالة خوف، فهم لن ينتصروا وسنمشي مرفوعي الرؤوس وكلنا فخر".
فيما تضيف توفا: "نحن لا نرغب بالعادة بأن نكون مجهولي الهوية، فنحن إسرائيليون فخورون، وما يحدث أمر مؤلم".
وقال ثلاثة من قوات الشرطة الويلزية إنه لا توجد زيادة ملحوظة في جرائم الكراهية المبلغ عنها، غير أن الضابط تيم مورغان من شرطة جنوب ويلز قال إن الجهاز "كان نشطاً في التواصل" مع المواطنين من أجل تقديم المساعدة.
واعتبر الأمين العام لمجلس مسلمي ويلز، عبد العظيم أحمد، أن عدم تسجيل شرطة ويلز زيادة في جرائم الكراهية أمراً مطمئناً، لكن الكثير من المسلمين يشعرون بـ "الألم" و "الخوف".
وأضاف: "الناس قلقون من تأثير الحملة الداعمة للفلسطينيين، وهم قلقون أيضاً إزاء ردة فعل ومشاعر الآخرين".
وأشار إلى أن الوضع يشهد "استقطاباً، خاصة الخطابات من قبل السلطات".
وكانت حكومة ويلز قد قالت:" إن الوزير الأول أدان بشدة الهجمات المروعة التي نفذتها حماس والتصعيد الرهيب في العنف ضد إسرائيل."
وأضافت أن "وزيرة العدل الاجتماعي تواصلت مع قادة المذاهب الدينية في ويلز من أجل التعبير عن صدمتها وتعازيها، وهي على اتصال مع منتدى الجاليات الدينية من أجل ترتيب لقاء مع ممثلين عن الجالية اليهودية في أسرع وقت ممكن."
وعند سؤالها عن اللهجة التي تحدث بها رئيس الوزراء ريشي سوناك عن الفلسطينيين، أشارت الحكومة البريطانية إلى تصريحاته في مجلس العموم في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما قال: "إننا نأسف على فقدان حياة كل بريء، وعلى المدنيين الذين قتلوا من كل دين وكل جنسية، وبالتالي دعونا نقول ذلك بوضوح: إننا نقف مع الجاليات المسلمة في بريطانيا، أيضاً".
وأضاف سوناك أن الحكومة البريطانية تعمل على تقديم 10 ملايين جنيه استرليني إضافية على شكل مساعدات للفلسطينيين، قائلاً إن "الفلسطينيين هم ضحايا حماس أيضاً".
التعليقات