الكويت: تمثل زيارة ولي عهد الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح التي بدأت يوم أمس الثلاثاء الى المملكة المتحدة، تلبية لدعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث، لبنة جديدة في العلاقات التاريخية الوطيدة والمتميزة بين البلدين الصديقين.

وتعد الزيارة الحالية التي يقوم بها ولي العهد للمملكة المتحدة الرابعة منذ توليه ولاية العهد، إذ كانت الزيارة الأولى في 18 سبتمبر عام 2022 ممثلاً عن أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح لتقديم واجب العزاء بوفاة الملكة إليزابيث الثانية حيث التقى خلالها بالملك تشارلز الثالث.

وجاءت زيارة الصباح الثانية لبريطانيا في السادس من مايو الماضي ممثلا لأمير البلاد لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث ملكاً على المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، أعقبتها زيارة أخرى في الـ28 من أغسطس الماضي تلبية لدعوة رسمية من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حيث شمل الصباح برعايته وحضوره احتفالية مكتب الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيسه.

زيارات الملك تشارلز
أما أولى زيارات الملك تشارلز الثالث للكويت فكانت في 12 مارس عام 1989 حينما كان وليًا للعهد وأميرًا لويلز، رافقته فيها زوجته الراحلة الأميرة ديانا وعقد خلالها محادثات مع الأمير الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه استهدفت تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
وفي 9 نوفمبر 1993 زار الملك تشارلز الثالث الكويت أيضاً عندما كان ولياً للعهد حيث قلده الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح قلادة مبارك الكبير عرفانًا لدور بريطانيا المشرف في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
وتكررت تلك الزيارة للمرة الثالثة في 21 فبراير عام 1997 وعقد خلالها محادثات تطرقت إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والموضوعات ذات الاهتمام المشترك فيما كانت الزيارة الرابعة له في الـ17 من يناير عام 2006 لتقديم واجب العزاء بوفاة الأمير الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح.
أما زيارته الخامسة للبلاد فقد كانت رفقة زوجته دوقة كرونويل كاميلا وذلك في 19 فبراير عام 2007 عقد خلالها محادثات مع أمير البلاد الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح تناولت تعزيز العلاقات التي تهم البلدين والشعبين الصديقين.

وفي 30 أكتوبر عام 2011 زار الملك تشارلز الثالث -ولي العهد حينها- البلاد للمرة السادسة على رأس وفد رسمي أعقبتها زيارته السابعة في التاسع من فبراير عام 2015 واستمرت يومين.
وكانت آخر تلك الزيارات في الرابع من أكتوبر عام 2020 حيث زار الكويت للمرة الثامنة والتقى أمير البلاد نواف الأحمد الجابر الصباح لتقديم واجب العزاء بوفاة أمير البلاد الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح.

علاقات تاريخية
وتعكس تلك الزيارات المتبادلة بين البلدين الصديقين خصوصية العلاقات التاريخية الممتدة لأكثر من 124 عاماً مرت خلالها بمحطات هامة بدءًا باتفاقية الحماية التي وقعها حاكم الكويت آنذاك مبارك الصباح عام 1899، مروراً بوثيقة الاستقلال عام 1961 ومساهمة بريطانيا في حرب تحرير دولة الكويت من براثن الاحتلال العراقي، ما شكل في مجمله نموذجاً فريداً للعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين في مختلف المجالات.

وكانت زيارة أحمد الجابر الصباح الى لندن في أكتوبر عام 1919 أولى الزيارات الرسمية من الجانب الكويتي باعتباره أول مسؤول كويتي يزور بريطانيا وذلك نيابة عن حاكم الكويت الراحل سالم المبارك الصباح لتهنئة ملك بريطانيا الملك جورج الخامس بانتصار بريطانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى ثم زارها أحمد الجابر الصباح مرة أخرى في منتصف عام 1935 بصفته أميراً للبلاد في ذلك الوقت.

أما من الجانب البريطاني فقد كانت أولى الزيارات تلك التي قامت بها الملكة اليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب دوق ادنبره الى الكويت في 12 فبراير عام 1979 تلبية لدعوة رسمية من أمير البلاد الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح.