إيلاف من بيروت: اختفى زعيم حماس في غزة وقطع تواصله مع الوسطاء القطريين قائلاً إن لا مفاوضات بشأن الرهائن طالما يستمر الجيش الإسرائيلي في عملياته في المستشفى الشفاء. في الوقت نفسه، تتزايد علامات الاستفهام المحيطة بإمكانية إطلاق سراحهم. فالعدد التقديري للمختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم انخفض من 100 إلى 50. وبحسب يوسي يهوشوع قي صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يقول الجيش الإسرائيلي أوقفوا القتال 5 أيام وإسرائيل مستعدة للقبول بهذا الأمر.

يضيف يوسي يهوشوع: "مع تزايد التقارير عن تقدم المفاوضات حول صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح عدد محدود من المختطفين، تتزايد علامات الاستفهام حول جدواها. لا ينبغي بأي حال من الأحوال التقليل من أهمية عودة كل الإسرائيليين إلى ديارهم (نتحدث هنا عن النساء والأطفال)، لكن إسرائيل دخلت المعركة معلنة أن ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله. ومثل هذه الصفقة يمكن أن تحول هذا الالتزام إلى حبر على ورق".

ثغرات كثيرة

على المستوى السياسي، بحسب يوسي يهوشوع، مفهوم جيداً أن في هذه الصفقة ثغرات كثيرة، لكن الاتجاه هو إلى قبولها. يعتقد الجيش والشاباك أن هذا خطأ، لكن بعدما فشلا في حماية إسرائيل في 7 أكتوبر، سهل جداً التشكيك في موقفهما. يقول: "يمكن فهم عيوب الصفقة وخصوصًا في التعامل المستحيل مع من يتلاعب في عقول الإسرائيليين. يمكننا أن نكشف أن يحيى السنوار اختفى وادعى أنه طالما الجيش الإسرائيلي يعمل في مستشفى الشفاء، فإنه لا يستطيع التفاوض، ولهذا السبب لم يتم إحراز أي تقدم"

ربما يمكن وصف هذه التفاصيل بأنها مشكلة تكتيكية، "لكن السنوار، بطبيعته المتطورة والوحشية، يحول الصفقة إلى محاولة مثيرة للاشمئزاز للعب على الأعصاب الحديدية للمجتمع الإسرائيلي"، كما يقول يوسي يهوشوع، مضيفًا: "بدأ الأمر بالتغير المتكرر في عدد المختطفين والمقرر إطلاق سراحهم. في البداية كان هناك حديث عن 100، ثم انخفض إلى 80، ثم إلى 50 فقط. في المقابل، مفترض أن يوقف الجيش القتال خمسة أيام، وهو وقت أكثر من كاف لحماس كي تلتقط أنفاسها وتعيد تنظيم صفوفها".

إلى ذلك، عرض السنوار بجرأة عرضًا يصفه يوسي يهوشوع بأنه "لا يصدق"، وهو إطلاق سراح المختطفين والمختطفات بشكل يومي. يقول: "بمعنى آخر، يمكن السنوار بإرادته أن يطلق سراح عشرة، وبإرادته أن يوقف إطلاق سراحهم، فيما الجيش ملتزم بوقف الأعكمال العسكرية، في هذه الأثناء ستجن عائلات الرهائن، والمدهش جداً هو أن إسرائيل مستعدة لقبول هذا العرض".

بلا جدوى

يعترف يوسي يهوشوع بأن عمليات الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء من دون جدوى. يقول: "لا بد من القول بصراحة، حتى الآن لم يتم العثور على مقر غير عادي لحماس، ولا دليل على وجود مجمع تحت الأرض. ونظراً لأن الأميركيين قدموا دعماً قوياً لعملية مستشفى الشفاء، فإن العمليات هناك يجب أن تستمر، فوحدة شيلداغ التي قادت عملية الاقتحام سيطرت على 10 في المئة من المجمع وواجهت مقاومة بسيطة نسبياً".

يؤكد يوسي يهوشوع في "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي سيتقدم حتماً نحو جنوب غزة، حيث تتحصن حماس. يقول: "أحد كبار المسؤولين الذين أوضحوا ذلك هو جنرال القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، الذي دخل مخيم الشاطئ للاجئين وأفاد أن الجيش سيطر على المكان بالكامل. وقال الجنرال: ’سنواصل ونتقدم في ضوء خططنا العملياتية‘، في إشارة إلى أمرين مختلفين: الأول هو التقدم جنوبا، وهو ما تم إبلاغ سكان الجانب الشرقي من خان يونس به من خلال إعلانات تطالبهم بالإخلاء، والثاني هو الهجوم المنهجي على تحصينات وأنفاق حماس تحت الأرض، ما من شأنه أن يجبر حماس على الخروج منها".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها يوسي يهوشوع ونشرتها "يديعوت أحرونوت"