عاش مخيم جنين في الضفة الغربية حربًا مصغرة حيث دخلت الآليات العسكرية الاسرائيلية وقتلت أطفالاً واغتالت قائد "كتيبة جنين" خلال هجوم واسع استمر لأكثر من 15 ساعة تخلله مواجهات واشتباكات وانفجارات وقصف وتجريف للبنى التحتية.

وأعلنت مجموعات مسلحة تابعة لـ"فتح" و"الجهاد الإسلامي" و"حماس" التصدي لقوات الاحتلال واستهدافها في عدة محاور وايقاع اصابات في صفوفها، فيما نددت الخارجية الفلسطينية بـ"جريمة الاحتلال البشعة في جنين" متهمة المجتمع الدولي "بالتخلي عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية".

الجيش الاسرائيلي
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان مشترك مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، اغتيال قائد كتيبة جنين، محمد الزبيدي، وحسام حنون.

وأوضح البيان أن جنودًا من وحدة "اليمام" حاصروا المبنى الذي وجد به الزبيدي مع آخرين وأطلقوا النار على المبنى، وبعد أعمال بحث داخله جرى العثور على جثتي اثنين هما محمد الزبيدي وحسام حانون، كما جرى ضبط 3 أسلحة وأمشاط ذخيرة.

حصار المستشفيات
وقتلت اسرائيل في الضفة منذ السابع من أكتوبر، نحو 246 فلسطينيًا بينهم الطفلان آدم سامر الغول (8 سنوات) وباسل سليمان أبو الوفا (15 عامًا).

لقطات الفيديو المتداولة، تُظهر لحظات مقتل الطفلين اللذين تم استهدافهما وهما يهربان ونزفا حتى الموت في الشارع.
وهو ما يؤكده كلام الرئيس الدولي لمنظمة "أطباء بلا حدود"، كريستوس كريستو، الذي قال إن الطفلين توفيا متأثرين بجروحهما بعدما منعت القوات الإسرائيلية عربات الإسعاف من الوصول إليهما. وأضاف عبر منصة "إكس" أن الجيش أغلق مداخل "مستشفى خليل سليمان" والطرق بالمخيم ومنع عربات الإسعاف من المغادرة لساعتين.

واقتحم الجيش الإسرائيلي جنين ليل الثلاثاء - الأربعاء، بحجة استهداف مجموعات تخطط لعمليات. وتوغل معلنًا المخيم "منطقة عسكرية مغلقة". ثم بدأت المواجهات المسلحة تتسع مع تحليق طائرات مسيّرة، وتفجير عبوات وتبادل إطلاق نار، وقصف منازل وتدمير ممتلكات وبنى تحتية واسعة.

وفيما ضربت القوات الاسرائيلية حصارًا على المستشفيات، أوقفت سيارات إسعاف واختطفت جرحى، لتنتهي المواجهات باعتقال ما لا يقل عن 15شخصًا.

الفصائل الفلسطينية
وأعلنت مجموعات مسلحة تابعة لـ"فتح" و"الجهاد الإسلامي" و"حماس" التصدي لقوات الاحتلال واستهدافها في عدة محاور من مدينة جنين ومخيمها وإيقاع إصابات وخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، الذي اتهمته بتعمد تدمير البنية التحتية في جنين ومخيمها، خاصة في حيي الدمج والسمران.

الخارجية الفلسطينية
وقالت الخارجية الفلسطينية إن جريمة الاحتلال في جنين بشعة، وتظهر استباحة الدم الفلسطيني، متهمة المجتمع الدولي بالتخلي عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الظلم التاريخي الذي حل بالشعب الفلسطيني، واستمرار احتلال أرض وطنه.

حماس تحضّ على المقاومة
وقال حركة "حماس" إن "تصعيد الاحتلال عدوانه ضدّ أهلنا في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، وارتكابه جرائم وحشية واقتحامات واعتقالات همجية وتدمير البنية التحتية، وليس آخرها؛ اقتحام مدينة جنين، ومحاصرة مخيمها، ومستشفياتها، هو إمعانٌ وحشيُّ في عدوانه النازي ضدّ شعبنا الفلسطيني، في محاولة يائسة لن تفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى جماهير شعبنا في ضفتنا الأبيَّة".

ودعت "حماس" الفلسطينيين في عموم الضفة الغربية إلى "تصعيد كل أشكال المقاومة ضدّ جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه، استمرارًا لمعركة طوفان الأقصى، انتصارًا للقدس والأقصى المبارك".