قتلت إسرائيل رضي موسوي لتحذير إيران أو لاستفزازها كي يعطي الرد الإيراني إسرائيل ذريعة لتوسيع الحرب، أو لتكون هذه خطوة تحضيرية لتوسيع الحرب بغض النظر عن ردها. خبير أميركي يقدّر الموقف.
إيلاف من بيروت: اغتالت إسرائيل القائد الأعلى الإيراني في سوريا رضي موسوي في غارة جوية على أحد أحياء دمشق، وهذا قد يدفع طهران إلى الانتقام، ما أثار المخاوف من أن هذه قد تكون الشرارة التي تشعل حربا أوسع في الشرق الأوسط.
يقول تريتا بارسي، المؤسس المشارك ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي للحوكمة الرشيدة: "قتلت إسرائيل موسوي لتحذير إيران، نظرًا لدعم طهران لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، أو لاستفزازها كي يعطي الرد الإيراني إسرائيل ذريعة لتوسيع الحرب، أو لتكون هذه خطوة تحضيرية لتوسيع الحرب بغض النظر عن رد إيران. أي منه هذه الاحتمالات يؤدي إلى المتاعب".
القدرة والدافع
بحسب بارسي، سبق هذا الإجراء غارات جوية أميركية في شمال العراق، أسفرت عن مقتل مسلحين شيعة من حزب الله المدعوم من إيران. وجاءت الضربات، التي أمر بها الرئيس الأميركي جو بايدن، ردًا على هجوم استهدف القوات الأميركية هناك، وأدى إلى إصابة ثلاثة من الجنود الأميركيين، أحدهم في حالة حرجة، وفقا للبنتاغون. يضيف: "محتمل جدًا أن تكون إسرائيل وراء اغتيال موسوي لأنها القوة الوحيدة التي لديها الدافع والقدرة على تنفيذ مثل هذا القتل، ناهيك عن تاريخها الطويل في اغتيال العملاء الإيرانيين. تملك الولايات المتحدة القدرة لكنها قد لا تملك الدافع".
تعتقد الاستخبارات الأميركية أن إيران متورطة في استهداف الحوثيين السفن في البحر الأحمر، ما أدى فعليًا إلى إغلاق مضيق باب المندب أمام إسرائيل، وكلف الاقتصاد الإسرائيلي مليارات الدولارات. ويصر الحوثيون على أنهم سيواصلون الهجمات حتى توقف إسرائيل قصفها لغزة، غير عابئين بالتهديدات الأميركية. إسرائيل لا ترضخ للضغط الأميركي لوقف النار في غزة. ويقول بارسي: "من وجهة نظر إسرائيل، إيران لا تدفع ثمن دورها المزعوم في هجمات البحر الأحمر. ونتيجة لذلك، قد يكون الاغتيال تحذيرًا لها بأن إسرائيل تملك القدرة والرغبة في محاسبة إيران، حتى في مناطق يفترض الإيرانيون أنها آمنة".
الرد - الذريعة
في السيناريو الثاني، قد يكون هذا الاغتيال استفزازاً متعمداً لتوليد رد إيراني يعطي إسرائيل ذريعة لتوسيع الحرب، علمًا أن بايدن يعارض هذا التوسيع، لأن ذلك قد يجر الولايات المتحدة إليها. ويتجه الجدل داخل الحكومة الإسرائيلية نحو توسيع الحرب، إذ حشدت غسرائيل أكثر من 300 ألف جندي، وهناك اعتقاد متزايد في إسرائيل بأنه من غير المقبول أن تعيش إسرائيل إلى جانب حزب الله.
اعتقدت إسرائيل أنها قادرة على التعامل مع التهديد الذي تشكله حماس، لكنها لم تتمكن من ذلك. وعلى الرغم من أن حزب الله لم يكن هو من هاجم إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، فإن الحجة الإسرائيلية هي أنه في المرة القادمة قد يكون حزب الله هو من يهاجم، ليس أمام إسرائيل من خيارات سوى توسيع الحرب. لكن ما لم يكن هناك هجوم من إيران أو حزب الله نفسه، فقد تستمر الولايات المتحدة في معارضة مثل هذه الخطوة.
يعقب بارسي على ذلك بالقول: "اغتيال موسوي قد يدفع إيران إلى الانتقام من إسرائيل عبر حزب الله، كما يقول المنطق، ومن ثم تستطيع إسرائيل أن تستخدم تصرفات حزب الله ذريعة لتوسيع الحرب إلى لبنان ـ بل ولإجبار الولايات المتحدة على مجاراتها في ذلك".
تفسير ثالث
يقدم بارسي تفسيرًا ثالثًا. كان الموسوي مسؤولاً عن تسهيل دخول القوات التي تقودها إيران وشحنات الأسلحة إلى سوريا وإلى حزب الله. وإذا كانت إسرائيل تعتزم مهاجمة لبنان، فإن القضاء على الموسوي قد يكون خطوة منطقية أولى لعرقلة تسليح حزب الله، فضلاً عن خطوط إمداده. وعلى هذا النحو، قد يكون الاغتيال خطوة تحضيرية لتوسيع الحرب، بغض النظر عن ردة فعل إيران.
يختم بارسي بالقول: "تشير هذه السيناريوهات كلها إلى حقيقة واحدة، لا يمكن إنكارها: ما دام بايدن يرفض الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في غزة، فإن التوتر في المنطقة سوف يتصاعد، وسينزلق الشرق الأوسط نحو حرب إقليمية قد تجتاح الولايات المتحدة أيضًا".
المصدر: "ريسبونسيبل ستايتكرافت"
التعليقات