طهران: أعلن الحرس الثوري الإيراني الإثنين مقتل أحد أبرز مسؤوليه في سوريا في ضربة إسرائيلية طالت منطقة السيدة زينب قرب دمشق، وتعهدت طهران جعل الدولة العبرية "تدفع ثمن هذه الجريمة".

وقتل "الجنرال السيد رضي موسوي، أحد المستشارين الأكثر خبرة لدى الحرس الثوري الإيراني في سوريا (...) في هجوم صاروخي" إسرائيلي في دمشق، بحسب بيان للحرس.

ولم يصدر تعليق على الفور من إسرائيل، واكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول "لا نعلق على تقارير اعلام أجنبي".

لكن الدولة العبرية تؤكد دائما أنها تتصدى لما تصفه بمحاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

مسؤول لوجستي
وقدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن تعازيه في وفاة موسوي، قائلا إن إسرائيل "ستدفع بالتأكيد ثمن هذه الجريمة".

وكان موسوي "المسؤول اللوجستي لمحور المقاومة" في سوريا، وفق الحرس، وتقود المحور إيران وتنضوي فيه فصائل فلسطينية وعراقية ويمنية إضافة إلى حزب الله اللبناني.

رضي موسوي هو أكبر قائد في فيلق القدس يُقتل خارج إيران، بعد اللواء قاسم سليماني، قائد القوة آنذاك الذي قُتل في غارة أميركية في العراق في الثالث من كانون الثاني/يناير 2020.

وأفادت وكالة إرنا الرسمية أنه كان أحد رفاق سليماني الذي تحيي طهران ذكرى اغتياله الأسبوع المقبل.

ويشكل فيلق القدس (واسمه رسميا "قوة القدس")، ذراع الحرس خارج الحدود. وتلقى القوة، ودور الحرس خارج إيران عموماً، انتقادات العدو اللدود الولايات المتحدة التي صنّفته على لائحة المنظمات "الإرهابية" في العام 2019.

مواقف
وقال الرئيس الإيراني "لا شك أن هذه الخطوة هي علامة أخرى على الإحباط والضعف والعجز لدى النظام الصهيوني الغاصب في المنطقة".

وقال سفير إيران في سوريا حسين أكبري لوكالة مهر الإيرانية "تم استهداف منزله على ما يبدو بثلاثة صواريخ من الكيان الصهيوني، حيث دمر المبنى، وتم إيجاد جثمان الشهيد في ساحة البناء".

مواقع لحزب الله
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ مقرا في بريطانيا ويملك شبكة واسعة من المصادر في سوريا، الى أن "صواريخ اسرائيلية استهدفت موقعين لحزب الله ومجموعات موالية لإيران في مزرعتين في منطقة السيدة زينب".

كذاك، أفاد سكان في منطقة السيدة زينب وكالة فرانس برس بعد ظهر الإثنين بسماع دوي انفجارات ضخمة وتصاعد أعمدة دخان من منطقة مزارع قريبة.

وكانت إيران أعلنت مطلع كانون الأول/ديسمبر مقتل ضابطين من الحرس الثوري في غارات جوية إسرائيلية على مواقع لحزب الله في سوريا.

تقدم إيران وحزب الله مساعدة عسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.

وشنّت إسرائيل في الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني حليف طهران ودمشق، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ولكن أيضا مواقع للجيش السوري.

كذلك، تعد الجمهورية الإسلامية أحد الداعمين الدوليين الرئيسيين لحركة حماس التي أدى هجومها غير المسبوق في 7 تشرين الأول/أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية إلى نشوب الحرب المستمرة في قطاع غزة.

وأدى هجوم حماس إلى مقتل نحو 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، في إسرائيل، بحسب آخر الأرقام الرسمية الإسرائيلية.

ووفق أحدث حصيلة صادر عن وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، قُتل 20674 شخصاً في العمليات العسكرية الانتقامية الإسرائيلية في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال.